صحافي ومهتم بالشأن العام في الييشوف في فلسطين وبداية اسرائيل. ولد في مدينة لايبزغ في المانيا في عام 1909 لعائلة كثر فيها عدد رجال الدين الحاخاميين، من ابرزهم الحاخام شلومو كارليباخ الرئيس الروحي للجالية اليهودية في ليباك في المانيا. وكان والد عزريئيل قد عين حاخاما على مدينة لايبزغ حيث باشر بتأسيس مدرسة لتعليم التراث اليهودي بكافة مركباته.
وأظهر عزريئيل اهتماما بالادب العبري منذ صغره، حيث كتب مقالة شاملة حول مؤلفات الكاتب العبري ي.ل. بيريتس. وهاجر إلى فلسطين في عام 1927، والتحق بالمعهد الديني على اسم الراب كوك، وعين حاخاما في المعهد. ثم عاد إلى المانيا حيث درس القانون في جامعتي برلين وهامبورغ. والتحق بالاوساط المتدينة المتزمتة (الحريدية) في المانيا وبدأ يكتب في نشراتهم. ونشر العديد من المقالات كانت اقرب الى الانطباعات حول العلاقة بين الالمان واليهود في مختلف مدن المانيا عشية وصول النازيين الى سدة الحكم في المانيا.
وسافر الى الاتحاد السوفييتي ليتحقق بنفسه من اسلوب حياة الجاليات اليهودية في ظل النظام اشليوعي. ونشر سلسلة من المقالات حول سفرته هذه اشار فيها الى انه من الصعب في ظل الشيوعية أن تنشأ حياة يهودية وفق التراث اليهودي. ووجه ايضا نقدا للسلطة النازية في المانيا، ما دفع الحكومة الى تصنيفه في قائمة الخونة وحللت دمه وصادرت املاكه. واضطر الى ارتداء زي متخفي كي لا يميزه رجال الـ "اس. اس". وهجر الحياة الدينية ومال إلى الحياة العامة.
وهاجر ثانية إلى فلسطين في 1938 وتولى تحرير صحيفة "يديعوت أحرونوت" وكان المحرر الأول فيها. ودخل في عام 1948 في صراع مع صاحب الجريدة يهودا موزس الذي حاول أن يؤثر على مضمون مواد الجريدة، خاصة عندما طلب منه السفر لتغطية جلسات هيئة الأمم المتحدة المتعلقة بتقسيم فلسطين. وصمم كارليباخ على أن تكون مواده الصحفية هي السباقة في الوصول إلى القارئ العبري، فاستخدم التلغراف في إيصال هذه المواد إلا أن موزس رفض نشرها مدعيا انه من المفضل كتابة تقرير عنها والعودة به إلى فلسطين ومن ثم نشره.
كان هذا التوجه من قبل صاحب جريدة يديعوت احرونوت هو الدافع الرئيسي في قيام كارليباخ وعدد آخر من الصحفيين بتأسيس جريدة "معاريف". فصدر العدد الأول منها في 15 شباط 1948 في تل ابيب وكان كارليباخ محرر الجريدة الأول. وتولى كارليباخ تحرير جريدة "معاريف" حتى وفاته في عام 1956. وسرعان ما أصبحت جريدة "معاريف" من كبريات الصحف الاسرائيلية إلى جانب كل من يديعوت احرونوت وهأرتس. ونجحت جريدة معاريف في كسب شرائح واسعة من جمهور القراء الاسرائيليين، حتى أنها أصبحت الجريدة الأوسع انتشارا في اسرائيل. وهذا الظهور لجريدة معاريف أثار حفيظة أصحاب يديعوت احرونوت الذين سعوا بقوة إلى إحداث تغيير في جريدتهم من حيث مركباتها وملاحقها لتغطي كافة شرائح المجتمع الاسرائيلي.
وتبنى كارليباخ في جريدته "معاريف" خطا معارضا لسياسة حزب مباي الحاكم في اسرائيل بزعامة دافيد بن غوريون في قضايا تتعلق بالأساس في المفاوضات بين حكومة اسرائيل والحكومة الالمانية فيما يتعلق بحجم التعويضات الالمانية لاسرائيل عن جرائم النازية.
توفى في عام 1956 في تل ابيب.
نشر كارليباخ كتابا وصفيا عن رحلة له إلى الهند تحت عنوان " الهند ـ يوميات طريق".