الوسيلة الأساسية والمركزية لجهاز التربية والتعليم لمنح طالب شهادة إنهاء المرحلة الثانوية بعد اجتياز امتحانات في مجموعة من المواضيع الأساسية والتخصص. ووضعت وزارة التربية والتعليم في اسرائيل أهدافا لهذه الامتحانات، منها:
فحص الطريقة التي نال فيها الطلاب معارفهم العلمية، والقدرات والمهارات التي من المفترض أن تتضمنها مناهج التعليم الصادرة عن وزارة التربية والتعليم والمصادق عليها من قبل الجهات المهنية في الوزارة ذاتها. وكذلك من بين الأهداف: تحديد المعدل المتوسط لقياس المستويات التحصيلية في مدارس اسرائيل. أضف إلى أن شهادة البجروت تؤخذ باحتساب النقاط التي يُجمعها الطالب لانتسابه إلى أحد معاهد التعليم العالي في اسرائيل.
أُجريت زمن الانتداب البريطاني امتحانات إنهاء (بجروت) ضمن جهاز التربية اليهودي (العبري) المستقل في فلسطين، بالرغم من أن حكومة الانتداب البريطاني وضعت شروطا ومقاييس ومواصفات لاستحقاق شهادة الانهاء الفلسطينية. ونجح الضغط الصهيوني من خلال اللجنة الوطنية (فاعاد لئومي) في الييشوف اليهودي في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي في تحقيق استقلال تام لجهاز التعليم اليهودي، ما أدّى إلى إجراء امتحانات البجروت للطلاب اليهود بصورة مستقلة عن بقية طلاب فلسطين، وهم في معظمهم من العرب.
واستمرت بعد العام 1948 نفس طريقة الامتحانات ضمن إطار وزارة التربية الاسرائيلية مع إحداث تغييرات وتعديلات متواصلة في المواضيع التي يُمتحن بها الطالب، وكذلك في المناهج التعليمية.
وفي أعقاب إجراء الإصلاح التعليمي في مطلع السبعينيات في اسرائيل أُحدثت تعديلات جذرية على عدد المواضيع التي يتوجب على الطالب الاسرائيلي التقدم إليها بصورة إلزامية كأساس لتركيب شهادة إنهاء المرحلة الثانوية (أي شهادة البجروت)، وهي : اللغات العبرية والعربية والانكليزية والرياضيات والتاريخ والمدنيات. وعلى الطالب أن يختار موضوع تخصص واحد وبالإمكان أكثر ليتوسع في دراسته وبالتالي يزيد من نقاط (او وحدات تعليمية، إذ يقاس كل موضوع وفق وحدات تعليمية تتناسب وحجم المادة التعليمية المقررة)، ما يؤهله أكثر للانتساب إلى معاهد التعليم العالي في اسرائيل. ويدرس الطالب مجموعة من المواضيع الاختيارية من قبل المدرسة، ويتقدم فيها الى امتحانات مدرسية وتحتسب النتائج رسميا وتسجل في شهادة الإنهاء المصادق عليها من قبل مديرية الامتحانات في وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية.
ولإفساح المجال أمام شرائح واسعة من المجتمع في اسرائيل لإتمام الدراسة الثانوية وبالتالي رفع المستوى التحصيلي والعلمي، سعت وزارة التربية والتعليم إلى تنويع طرق وإمكانيات التقدم لامتحانات البجروت. فإضافة إلى الإطار المدرسي العادي يستطيع كل شخص لم يصل إلى المرحلة الثانوية أن يتعلم في مدرسة مسائية ـ ليلية أو وحده ويتقدم لامتحانات البجروت بصفة "طالب خارجي"، وينال شهادة رسمية من وزارة التربية والتعليم.
وتبين في مطلع التسعينيات من القرن الماضي أنه بالرغم من التحسن الملحوظ الذي طرأ على المستويين التعليمي والتحصيلي في اسرائيل إلا أن فوارق وفجوات كبيرة ما زالت قائمة بين اليهود والعرب الفلسطينيين في إسر ائيل، أو بين اليهود الغربيين (الاشكنازيم) واليهود الشرقيين (السفاراديم). فشُكلت لجنة خاصة برئاسة الباحثة والاستاذة الجامعية مريم بن بيريتس لدراسة خلفيات وعوامل هذه الفوارق وطرق الحل. وقدمت اللجنة توصياتها في خريف العام 1994، تبين فيها أن النظام القائم لامتحانات البجروت فيه من الضغط والتوتر ما يكفي لينعكس سلبا على شرائح الطلاب والمعلمين في مختلف مركبات المجتمع الاسرائيلي. وأن امتحانات الإنهاء لا تعكس بصورة واضحة أو قاطعة معرفة الطالب الحقيقية. لهذا اقترحت هذه اللجنة تكليف المدرسة بإجراء عدد من الامتحانات الداخلية وتقدير المستوى المعرفي للطالب.
واقترحت اللجنة أيضا وسيلة أخرى لتقييم الطالب بواسطة إفساح المجال أمامه لكتابة وظيفة إنهاء يبين من خلالها قدراته البحثية والعلمية والتحليلية وفق مقاييس تتناسب وعمره وقدراته. وكذلك اقترحت اللجنة تقديم الطلاب لامتحانات في مواضيع معينة (كالرياضيات والانكليزية) بعد إنهاء أجزاء منفصلة من المادة التعليمية المقررة، وهكذا فعندما ينهي الطالب المادة المقررة للصف الأول الثانوي في الرياضيات يُمتحن فيها في السنة ذاتها وليس في نهاية دراسته للمرحلة الثانوية، كما كان سائدا، وهكذا بالنسبة لبقية المواد الموزعة على السنتين الدراسيتين الباقيتين.
وبالرغم من التغييرات المتواصلة في مبنى ومضمون امتحانات البجروت في اسرائيل بهدف رفع سنوي مستمر للمعدلات، إلا أن عقبات كثيرة تعترض طريق وزارة التربية والتعليم في تحقيق مصداقية لهذا النوع من الامتحانات نتيجة تحديد المواد المعرفية المطلوبة من الطالب مسبقا للتقدم إليها. بمعنى آخر مطالبة الطلاب بمواد قليلة ومحدودة لا تعكس بالضرورة مستوى الطالب المعرفي. لهذا تطالب معاهد التعليم العالي في اسرائيل فرض نظام متشدد لقبول الطلاب في صفوفها إضافة إلى شهادة البجروت، خاصة امتحانات الذكاء والمعرفة التي تعرف بـ "البسيكومتري". وعليه تشهد الساحة التربوية في اسرائيل نقاشا مستمرا حول وضعية امتحانات الإنهاء (البجروت) ومدى مصداقيتها وطرق تبديلها بما يتناسب ومتطلبات معاهد التعليم العالي في اسرائيل على وجه الخصوص. وبالرغم من كل الجدل والنقاش تبقى شهادة الإنهاء إحدى الوسائل المركزية في اسرائيل لقبول مواطنيها في عدد كبير من الوظائف والأعمال الرسمية منها والخاصة.