عبارة عن مؤسسة تربوية داخلية تأسست في العام 1937 بمبادرة من حركة الكيبوتس الديني في اسرائيل في مستعمرة كفار حسيديم. وارتبط تأسيس هذه المؤسسة بمشروع هجرة الشبيبة اليهودية من المانيا في أعقاب صعود الحزب النازي إلى السلطة فيها وبداية ملاحقات اليهود.ولم ينخرط في المؤسسة في بدايات انطلاقتها سوى عدد قليل منهم، ولكن العدد ازداد في أعقاب ليل البلور في 1938، حيث وصلت مجموعة مكونة من أربعين شابا وفتاة من المانيا وبولندا والنمسا وتشيكوسلوفاكيا. وبذلت إدارة المؤسسة جهودا كبيرة في استيعاب هؤلاء الشباب، خاصة ما له علاقة بمعالجة مشاعر ترك أهاليهم ورائهم في ساعة الشدة، أي مواجهة النازية.
كانت هذه المؤسسة القرية الشبابية الدينية الأولى من نوعها في فلسطين. ووضع مؤسسو القرية أهدافا تربوية مركزية معتمدين على تعاليم التوراة والكتب الدينية اليهودية المعتمدة. ومن ابرز التعاليم " توراة ومنهج حياة"، وتعليم الشباب كيفية الدمج بين التوراة والعمل اليدوي. ودرس الطلاب إضافة إلى المواضيع الدينية مجموعة من المواضيع الأخرى من أهمها الزراعة ورعاية المزروعات وكيفية جني المحاصيل وطريقة تخزينها. وتجند المهاجرون اليهود من مدينة هامبورغ في المانيا إلى دعم هذه القرية بالمال والإرشاد، وحاولوا نقل بعض أسس وطرق الحياة في مدينتهم الأم إلى القرية، ولاقوا في البداية نجاحا معينا، إلا أن ظروف الحياة تبدلت في فلسطين بفعل الصراع الصهيوني ـ الفلسطيني. وتم مع مرور الزمن إدخال تطويرات مركزية على القرية أهمها بناء مدرسة ثانوية ومباني سكنية للطلاب والمعلمين.
أما برنامج التعليم اليومي فيعتمد على تخصيص نصف يوم للعمل في الزراعة أو في المشاغل الصناعية المنتشرة في القرية، والنصف الثاني من اليوم لدراسة المواضيع التعليمية العادية والتوراتية. وتميل المؤسسة في القرية إلى التشديد على طريقة التعليم المعتمدة على الحوار والنقاش بين الطلاب ومعلميهم أو المحاضرين الضيوف، عازفين عن طريقة التعليم التقليدية. ويبلغ عدد طلاب هذه القرية حوالي ألف طالب من مهاجرين حديثا من روسيا واثيوبيا في الأساس ومن طلاب يهود محليين يواجهون صعوبات اجتماعية ومالية في أسرهم. ووفرت المؤسسة كلية لتأهيل معلمين وحاضنات أطفال لكل من يرغب في متابعة دراسته بعد إنهاء المرحلة الثانوية.
ويُشدد برنامج التعليم في هذه القرية على الهوية اليهودية الدينية، والتزام الشباب تجاه شعبهم ودولتهم والقيم الإنسانية العالمية، التي تنعكس من خلال الممارسة اليومية في المؤسسة وخارجها. ويتجند خريجو المؤسسة في صفوف الجيش الاسرائيلي أسوة ببقية المواطنين اليهود، بالرغم من كونهم متدينين. وتدين هؤلاء هو ضمن تيار إصلاحي منفتح وليس متشدد.