موسوعة المصطلحات

مدار - بيديا موسوعة مصطلحات تحوي أكثر من 5000 مصطلح اسرائيلي

عبارة عن مدرسة فوق ابتدائية (أي من الصف السابع وحتى الثاني عشر). وهي مدرسة دينية للبنات فقط. وتقابل المعاهد الدينية اليهودية المخصصة للبنين. وتتمسك هذه المدرسة بالتعليم الديني الوطني اليهودي. ويجري التعليم في هذا النوع من المدارس بموجب منهاج التعليم الرسمي لوزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، بحيث تنهي الطالبة تعليمها في كافة المواد المقررة وتتقدم لامتحانات البجروت (التوجيهي). ولكن يتم التركيز بشكل أعمق في هذه المدارس على تعليم التوراة والمشناه والشرائع اليهودية والعقائد الدينية والرؤية الدينية اليهودية لقضايا مركزية في الحياة والمجتمع. ويوفر البرنامج التعليمي لهذه المدارس مسارات مهنية للبنات لتأهيلهن خوض الحياة العائلية والمجتمع الخاص بهن.

 

توجد إلى جانب معظم هذا النوع من المدارس أقسام داخلية تمنح الفتيات اليهوديات المتدينات مزيدا من الوقت للدراسة والتعمق في مواضيع دينية كالفلسفة والتفاسير الدينية. ويستفاد من وجود الفتيات في الأقسام الداخلية لتعلم أسس الحفاظ على السبت وكيفية احترام هذا اليوم لقدسيته الفائقة في الأوساط الدينية. ويجري التركيز في تربية الفتيات في هذا النوع من المدارس على ضبط النفس والانفتاح والمبادرة إلى مساعدة الآخرين.

ويدير المدرسة رجل دين يعتبر زعيما توراتيا وتربويا للمدرسة. ويشارك في بلورة السياسة التربوية  والتعليمية رجل دين آخر يسكن في المدرسة مع عائلته ويساهم في خلق أجواء عائلية للمجتمع المقيم في المدرسة وقسمها الداخلي. أما الشخصية الأكثر تأثيرا وذات دور مركزي في المدرسة فهي المرشدة الجماعية وهي عزباء في أغلب الأحيان وتمتلك معرفة دينية وتاريخية خاصة بالشعب اليهودي، تعكس صورة قيادية مثالية للفتيات اللواتي يتأثرن بها وبمسلكها. ووفق برنامج عملها إضافة إلى الدروس العادية التي ينلنها البنات، تقوم بالوعظ والإرشاد مرة في الأسبوع معتمدة على الكتب والمراجع الدينية المتوفرة في مكتبة المدرسة. وتجري هذه المرشدة إضافة إلى الحديث والتوجيه العام، سلسلة من اللقاءات الفردية مع الطالبات، خاصة ما له علاقة في تأهيلهن للحياة الزوجية والعائلية.

ونتيجة لانقطاع الفتيات عن بيوتهن وعائلاتهن فترة طويلة من الزمن تم تغيير في عدد من هذه المدارس، بحيث أُبقي القسم الداخلي فيها، ولكن الطالبات يتعلمن اليوم بأكمله ويغادرن إلى بيوتهن، ومرة كل أسبوعين أو أكثر يمكثن عدة أيام متواصلة في المدرسة وقسمها الداخلي.

أقيمت المدرسة الدينية الأولى للبنات من هذا النوع في العام 1960 في كفار بينيس. وتنتشر اليوم قرابة ثلاثين مدرسة من هذا النوع في إسرائيل، وتخضع لإدارة هيئات دينية يهودية أبرزها حركة أبناء عقيبا، وتنال المدارس دعما ماليا من وزارة التربية والتعليم أسوة ببقية المدارس والمؤسسات التعليمية في إسرائيل وبموجب القانون.    

ويتميز التعليم في هذه المدرسة بكونه يمنح فرصة للطالبة/الفتاة أن تدرس المواضيع الدينية إلى جانب المواضيع العادية، بعكس ما تفعله المدارس الدينية المتشددة (التابعة لمؤسسات حريدية يهودية) والتي تدرس غالبا المواضيع الدينية دونما اهتمام بتدريس مواضيع عادية يحتاجها الطالب في حياته. وتؤهلها هذه المدرسة لمعرفة كل ما تحتاجه في حياتها الخاصة والعامة فور تخرجها وانطلاقها إلى الحياة العامة أو الحياة الأسرية. ويتم تهيئة الفتيات في هذه المدارس لمواجهة التغييرات التي لا تتناسب وأسس الشريعة اليهودية أو منهج الحياة اليهودي التقليدي.