موسوعة المصطلحات

مدار - بيديا موسوعة مصطلحات تحوي أكثر من 5000 مصطلح اسرائيلي

ولد العام 1923 في فيشنيفا - بولندا. هاجر إلى فلسطين العام 1934 حيث تعلم في بلدة بن شيمن وفيها بدأ

حياته العامة من خلال إنضمامه إلى حركة الشبيبة العاملة. كان من المساهمين في إقامة القرية الاستيطانية (الوموت). وسرعان ما تقدم في حركة الشبيبة العاملة وأصبح أحد أمنائها. ومنذ العام 1943 أصبح مندوب (مباي) في هذه الحركة، وهو الذي ترأس الصراع بين (مباي) وبين (الكتلة الثانية) و(حركة وحدة العمل)، والذي انتهى بتغلب (مباي) على هذه الحركات.

شرع بتعميق نشاطه العام عشية حرب 1948 حيث كلف بعدد من المهام في (الهاغاناه). وبعد إعلان قيام اسرائيل عين لفترة وجيزة رئيساً لخدمات سلاح البحرية، ومن ثم عين رئيساً لبعثة اسرائيل الديبلوماسية في الولايات المتحدة الأميركية. وعينه ديفيد بن غوريون قائماً بأعمال مدير عام وزارة الدفاع الاسرائيلية العام 1952، ثم مديراً عاماً للوزارة حتى العام 1959.

وكان بيريس من المقربين الى بن غوريون وموشي ديان الذي اشغل منصب رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، فتولى بيريس منصب مدير قسم المشتريات في الجيش، واهتم بتقوية العلاقات العسكرية مع فرنسا، رغم عدم رضى وزيرة الخارجية غولدا مئير عن هذا العمل. وأظهر بيريس اهتماماً بتعميق العلاقات مع فرنسا في مجالات تطوير الصناعات العسكرية والابحاث المتعلقة بالجيش والسعي إلى اقامة المفاعل الذري في ديمونا، والعمل من أجل تجنيد الاموال اللازمة لتحقيق هذه المشاريع.

انتخب بيريس عضواً في الكنيست الرابعة والخامسة من قبل حزب (المباي)، وأشغل منذ 1959 منصب نائب لوزير الدفاع بن غوريون ثم ليفي اشكول. ولقد قام عملياً بإدارة هذه الوزارة بنفسه ما أدى إلى اصطدامه مع رئيس الاركان حاييم ليسكوف ورئيس الموساد ايسار هرئيل.

وألزمه ليفي اشكول بالاستقالة من منصبه فانضم إلى صفوف بن غوريون العام 1965 وتولى تنظيم حزب (رافي) الذي تزعمه بن غوريون ودخل الكنيست السادسة من قبل هذا الحزب. وقام عشية حرب 1967 بالسعي من أجل تعيين موشي ديان وزيراً للدفاع في حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها اشكول. وساهم أيضاً في تأسيس حزب العمل، وتولى منصب السكرتير الثاني لهذا الحزب بين 1968 و 1969.

وبعد انتخابات الكنيست السابعة انضم الى الحكومة كوزير بدون وزارة، انما مسؤولاً عن شؤون المهاجرين الجدد. ثم عين وزيراً للمواصلات بين 1970 و 1974. ثم وزيراً للإعلام في دورة الكنيست الثامنة.

ولما قررت غولدا مئير الاستقالة من رئاسة الحكومة رشح نفسه لرئاسة الحكومة منافساً اسحق رابين ونجح في الحصول على 46% من أصوات الناخبين في حزب العمل. وعينه رابين وزيراً للدفاع في حكومته بناء على اتفاق مسبق بينهما.

وخلال توليه منصب وزير الدفاع اهتم بيريس بتقوية الحركة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 7691. ورشح نفسه من جديد لمنصب رئيس الحكومة في الانتخابات الداخلية العام 1977 لحزب العمل، إلا أنه خسر للمرة الثانية أمام منافسه رابين. ولكنه أصبح زعيماً لحزب العمل خلال العام نفسه عندما أعلن رابين عن انسحابه من ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة، ودخل الكنيست التاسعة في المكان الأول لقائمة حزبه، وبدأ بإعادة تصحيح مؤسسات حزبه إثر الهزيمة الساحقة التي تعرض لها حزب العمل في انتخابات الكنيست لصالح حزب الليكود بقيادة مناحيم بيغن. ونجح بيريس من التغلب على رابين في الانتخابات التمهيدية لحزب العمل استعداداً لإنتخابات الكنيست العاشرة والحادية عشرة والثانية عشرة. وتولى حكومة الوحدة الوطنية بين 1984 و 1986.

واشغل منصب قائم بأعمال رئيس الحكومة ووزير خارجيتها بين 1986 و 1988 في حكومة الوحدة الوطنية، وذلك على أساس التناوب بين حزبي العمل والليكود.

وقام بيريس في السنوات الأخيرة من التسعينيات بمحاولات تقارب مع الملك حسين ملك الاردن بهدف التوصل إلى اتفاق وتفاهم لحل النزاع بين اسرائيل والدول العربية، وأظهر بيريس خلال هذه الفترات توجهات منفتحة في سبيل الحوار مع الدول العربية. وبعد انتخابات الكنيست الثانية عشرة أقدم على تنفيذ عملية لقلب الحكم بواسطة اسقاط حكومة اسحق شامير، ولكن الأخير قام بإقالته من منصبه كقائم باعمال رئيس الحكومة ووزير المالية، وذلك في ربيع العام 1990، وعرفت هذه العملية في القاموس السياسي الاسرائيلي بـ (المناورة النتنة)، حيث أن حكومة شامير سقطت خلال التصويت على نزع الثقة في الكنيست الاسرائيلي، ولما لم ينجح بيريس في تشكيل حكومة جديدة قام شامير بتشكيلها بالتحالف والائتلاف بين حزب الليكود والاحزاب اليمينية والدينية.

ونتيجة هذا الفشل الذي لحق بحزب العمل مالت الكفة لصالح رابين من جديد الذي نجح العام 1992 في التفوق على منافسه بيريس في الانتخابات التمهيدية لرئاسة الحكومة وتزعم حزب العمل، فأُدرج بيريس في المكان الثاني في قائمة حزب العمل للكنيست الثالثة عشرة.

ولما فاز حزب العمل في الانتخابات قام رابين بتشكيل الحكومة الجديدة فعين بيريس وزيراً للخارجية، وشرع في تنظيم الاتصالات السرية، فالعلنية، مع منظمة التحرير الفلسطينية، ثم السير نحو اتفاقيات اوسلو، وتقديراً لمساعيه هذه منح هو ورابين وعرفات جائزة نوبل للسلام لعام 1994. والواقع أن المحللين السياسيين يعزون هذه الخطوات التي قام بها بيريس لرغبته في تعزيز مكانته السياسية مقابل منافسه رابين. وقام في الوقت نفسه بالترويج لفكرته (الشرق الأوسط الجديد) والذي تسيطر فيه اسرائيل على مقدرات وثروات الشرق الأوسط من خلال العملية السلمية.

وتولى رئاسة الحكومة خلفاً لرابين الذي اغتيل في تشرين الثاني 1995 وأمسك بيده وزارة الدفاع. وعشية انتخابات الكنيست الرابعة عشرة 1996 قام بتنفيذ العملية العسكرية الاجرامية (عناقد الغضب) ضد الجنوب اللبناني، والتي توجت بمجزرة قانا والتي ذهب ضحيتها أكثر من مئة مواطن لبناني. والواقع أن وقع هذه المجزرة الرهيبة كان كبيراً ما ترك آثراً على الانتخابات في اسرائيل حيث مني بيريس بخسارة في الانتخابات، ونجح بنيامين نتنياهو في الفوز برئاسة الحكومة، وقام بتشكيل حكومة يمينية.

وتعرض بيريس إلى انتقادات لاذعة في صفوف حزبه ودعي الى التخلي عن زعامة الحزب، إلا أنه رفض وأصر على السعي من أجل دخول حزب العمل في حكومة وحدة وطنية برئاسة نتنياهو إلا أن معارضة لهذا المسعى أدت إلى عرقلة ذلك.

وأصر بيريس على عدم اعتزال الحياة السياسية فدخل الكنيست الخامسة عشرة كمرشح ثانٍ في قائمة (اسرائيل واحدة) التي شكلها باراك، وتولى منصباً وزارياً جديداً وهو (وزير التعاون الاقليمي) وقام بسلسلة من الاتصالات مع حكومات عربية لاقامة علاقات تجارية وتمثيلية.

رشح نفسه لمنصب رئيس الدولة في ربيع 2000، إلا أنه خسر مقابل مرشح الليكود موشي قصاب. ويعزو المراقبون السياسيون السبب الرئيسي في هذه الخسارة التي مني بها بيريس إلى ضعف حكومة باراك والصراعات الداخلية التي عصفت بها، خاصة من الاحزاب المتدينة التي كانت تشكل الائتلاف الحكومي الذي ترأسه باراك.

ولما فاز أريئيل شارون برئاسة الحكومة دخل بيريس في ائتلاف مع حزب الليكود وأحزاب أخرى، وشكلوا حكومة وحدة وطنية برئاسة شارون، وتولى بيريس منصب القائم بأعمال رئيس الحكومة ووزير الخارجية، إلى أن قدم استقالته من الحكومة مع زملائه وزراء حزب العمل في تشرين الاول العام 2002، احتجاجاً على سياسة شارون تجاه المسائل الاقتصادية والسياسية والعسكرية.

ونتيجة لهذه الخطوات التي اتخذها بيريس وجهت إليه أصابع الاتهام بأنه مهتم بمصالحه الشخصية دون مصلحة حزبه. وتعرض إلى انتقادات شديدة لكونه لا يستطيع الفوز في أي انتخابات والقيام بتشكيل حكومة، وأما وصوله الى تشكيل حكومة فكان فقط في اعقاب سقوط حكومة أو مقتل رابين. ودخل في الكنيست الـ 61 رغم تقدمه في السن واختير رئيساً مؤقتاً لحزبه في اعقاب استقالة عمرام متسناع في أيار 2003.وانسحب من حزب العمل وانضم الى حزب كديما الذي أسسه اريئيل شارون في نهاية العام 2005. ثم عُين قائما بأعمال رئيس الوزراء ايهود اولمرت بعد فوز حزب كديما في انتخابات الكنيست السابعة عشرة. وانتخب بيريس رئيسا لدولة اسرائيل في 13 حزيران 2007 ، وهو الرئيس التاسع.

وعرف عن بيريس تلاعبه بالالفاظ والتعابير ليوفر لنفسه مخرجاً سياسياً في كل مرة يقع فيها في مأزق. وأيضاً عرف عنه تقلبه في المواقف السياسية، وبالتالي سعيه الى الاستفادة من الخلافات الداخلية في حزبه لنيل المكاسب.

كتب بيريس عددا من الكتب ومجموعة من المقالات في الشأن السياسي الاسرائيلي.