إشارة إلى السياسة الإسرائيلية الرسمية تجاه المملكة الأردنية الهاشمية والفلسطينيين ابتداء من صيف العام 1967 وحتى التوقيع على اتفاقية وادي عربة بين إسرائيل والمملكة في حزيران 1994. وقضت هذه السياسة تشغيل جسرين على نهر الأردن بين ضفتي النهر: جسر اللنبي وجسر دامية، بحيث يتاح عبرهما تنقل الزوار الفلسطينيين والبضائع والمنتجات من الضفة الغربية واليها.
وكانت خطوة تشغيل هذين الجسرين بمبادرة من المزارعين الفلسطينيين في الضفة الغربية لنهر الأردن الذين واجهوا أزمة تصريف محاصيلهم محليا، وأرادوا تجديد علاقاتهم التجارية من خلال تصديرها إلى الضفة الشرقية للنهر، أي إلى الأردن.
ووجد رجالات السياسة في حكومات إسرائيل أن الإبقاء على الجسرين وفتحهما وتشغيلهما سيشكلان منفذا للتخفيف من حدّة الأزمات الاقتصادية الخانقة للفلسطينيين في الضفة الغربية الرازحين تحت الاحتلال. واعتقد بعض هؤلاء الساسة أن سياسة الجسور المفتوحة قد تكون منصة جيدة للشروع بمفاوضات سياسية بين إسرائيل والأردن.
وتم التنسيق بين الجانبين الإسرائيلي والأردني على كيفية تشغيل الجسور وفق معايير وأنظمة متفق عليها. والواقع أن تشغيل الجسرين المذكورين أعلاه ساهم بصورة غير مباشرة في تصدير بضائع ومنتجات إسرائيلية الصنع إلى العالم العربي تحت أسماء شركات أخرى غير الأصلية، ما أدى إلى كسر غير رسمي للمقاطعة العربية للمنتجات الإسرائيلية.
وتم فتح معبر (جسر) الشيخ حسين بالقرب من بيسان لتسهيل عبور عرب الداخل من وإلى الأردن بعد التوقيع على اتفاقيات وادي العربة. ويشهد هذا الجسر نشاطا فائقا على مدار السنة، إذ أنه شكل وما زال منفذًا جيدا ومريحا لعرب الداخل للقاء عائلاتهم ولانتساب أولادهم في الجامعات الأردنية التي فتحت أبوابها أمامهم.