حزب ديني متزمت، من ابرز اهدافه كما ورد في بيانه (برنامجه) التأسيسي والانتخابي ما يلي: الاهتمام بالتراث الديني اليهودي في اسرائيل، متابعة الطريق الذي بدأه حكماء اليهود الشرقيين، والاهتمام بتعميق حب اليهود لاسرائيل، وتربية اولاد اسرائيل بموجب التوراة مع المحافظة على قيم اليهود الشرقيين.
جرى الاعلان رسميا عن تأسيس حركة (شاس) العام 1984 استعداداً لانتخابات الكنيست الحادية عشرة بعد شعور اليهود الشرقيين المنضمين الى حزب اغودات يسرائيل بالتمييز تجاههم من قبل اليهود الاشكنازيين، وعدم افساح المجال من قبل هذا الحزب لاي يهودي سفارادي بالوصول الى الكنيست او ان يكون عضوا في مجلس كبار رجال التوراة. وقاد هذه الخطوة الحاخام الاكبر لاسرائيل عوفاديا يوسف الذي انهى وظيفته في الحاخامية العليا واعلن عن نفسه زعيما لحركة (شاس). ونجح الحاخام يوسف من الحصول على بركة كبير حاخامات (اغودات يسرائيل) الحاخام اليعيزر شاخ، وحقق سلسلة من الانجازات في اوساط المتدينين المتعاطفين مع المطالب التي نادى بها السفاراديون.
وتشكلت (شاس) ايضا من اعداد كبيرة من اليهود الشرقيين المحبطين من احزابهم مثل حزب (تامي) وغيره.
وقامت (شاس) بتعميق نشاطها من خلال اقامة مؤسسات عرفت باسم (ايل همعيان) والتي قدمت خدمات تربوية وتعليمية في مناطق كثيرة من اسرائيل لم تقم المؤسسة الحكومية بتوفيرها، ولهذا كسبت الحركة مؤيدين ليس فقط على قاعدة المبادىء التي نادت بها الحركة بقدر ما قامت به من خدمات.
وتمكنت الحركة من الحصول على اربعة مقاعد في انتخابات الكنيست الحادية عشرة العام 1984، اما في انتخابات الكنيست الرابعة عشرة العام 1996 فحصلت على عشرة مقاعد في الكنيست، وفي انتخابات الكنيست الخامسة عشرة العام 1999 حصلت الحركة على 17 مقعدا في الكنيست الاسرائيلي.
ترأس القائمة الانتخابية للكنيست الحادية عشرة والثانية عشرة الحاخام يتسحاق بيريتس، وانضمت الحركة العام 1984 الى الائتلاف الحكومي الذي شكله حزب الليكود. ولكن مفاوضات سرية ومحاولات تقارب بين الحاخام يوسف الزعيم الروحي لحركة (شاس) وزعامة حزب العمل ادت الى حجب الثقة عن حكومة الليكود العام 1990، واوصلت عضو الكنيست ارييه درعي الى زعامة الحركة سياسيا، الا ان ضغط مصوتي (شاس) ادى بالقيادة الى اعادة التحالف مع الليكود وانضمام الحركة الى حكومة شامير العام 1990.
وتعرض الزعيم السياسي لشاس درعي الى سلسلة من التهم التي وجهت اليه من فساد اداري واختلاسات في وزارة الداخلية التي تولاها فترة من الزمن وبالتالي الى تقديم لوائح اتهام ضده من قبل النيابة العامة.
وتقربت (شاس) من رابين ودخلت في الائتلاف الذي شكله العام 1992 وتمكنت من السيطرة على وزارات الداخلية والاديان ونيابة بعض الوزارات مثل وزارتي التربية والتعليم والاسكان ما منحها قوة عملية واسعة داخل الاوساط العامة التي هي بأمس الحاجة الى خدمات هذه الوزارات والمكاتب الحكومية.
ولكن (شاس) انضمت الى الائتلاف الحكومي الذي اقامه نتنياهو اثر انتخابات 1996 وحصلت على وزارات الداخلية والرفاه الاجتماعي والعمل دون ان يكون درعي عضوا فيها بسبب تقديمه الى المحاكمة، الا انه حافظ على نفوذه داخل حزبه واداره من بعيد.
واستغلت شاس محاكمة درعي عشية الانتخابات للكنيست الخامسة عشرة فتمكنت من الحصول على 17 مقعدا واصبحت القائمة الثالثة من حيث حجمها العددي في الكنيست الاسرائيلي.
ودخلت (شاس) في الائتلاف الحكومي الذي شكله باراك من منطلق الحاجة الماسة الى تمويل المؤسسات التربوية والاجتماعية التابعة للحركة وخاصة مؤسسات (ايل همعيان).
ونجحت (شاس) في تكوين ازمة حكومية جراء خلافها مع الوزير يوسي ساريد من حزب (ميريتس) المؤتلف في حكومة باراك عندما رفض ساريد منح نائبه من (شاس) صلاحيات هدفها نقل اموال من وزارة التربية والتعليم الى مؤسسات الحركة. وهددت (شاس) بحجب الثقة عن الحكومة وبالفعل هكذا فعلت في حزيران 2000 عندما قدمت اقتراحا تمهيديا بذلك الى الكنيست ثم تقديم وزرائها استقالاتهم والعودة عنها بعد يوم واحد في اعقاب تقديم وزراء (ميريتس) استقالاتهم من حكومة باراك.
ولما توجه باراك الى مفاوضات كامب ديفيد في صيف 2000 قدم وزراء (شاس) استقالاتهم بحجة انهم لا يعرفون الخطوط الحمراء عند باراك فيما يتعلق بالمفاوضات والتنازلات وغير ذلك. وهم بهذه الخطوة شكلوا ازمة سياسية ادت في نهاية المطاف الى المساهمة الكبيرة في خسارة باراك في الانتخابات لئاسة الحكومة امام شارون.
ولما قام شارون بتشكيل حكومته في اذار 2002 كانت (شاس) مشاركة في الائتلاف الحكومي منذ البداية وحصل اعضاؤها على الوزارات الاجتماعية والخدماتية مما يوفر للحركة ومؤسساتها المبالغ الكافية لتفعيل نشاطاتها.
ونالت "شاس"11 مقعدا في انتخابات الكنيست العام 2003، ولم تنضم للائتلاف الحكومي برئاسة شارون بسبب الائتلاف بين الليكود وشينوي.