عبارة عن مجموعة من معسكرات الاعتقال التي أقامها الانكليز في جزيرة قبرص، وخُصصت هذه المعسكرات للمعتقلين اليهود الذين دخلوا
إلى فلسطين بصورة غير شرعية( أي دون نيل تأشيرات دخول من الحكومة الانتدابية في فلسطين). وكانت حكومة الانتداب قد اتخذت قرارا باعتقال المهاجرين اليهود غير الشرعيين في قبرص بعد ازدياد عددهم في الأربعينيات (من القرن العشرين)، فلم تعد المعتقلات في فلسطين تكفي لإيوائهم. وتمت الإرسالية الأولى من المعتقلين عندما ألقت سلطات الانتداب البريطانية القبض على 1300 مهاجر يهودي غير شرعي في سفينتين قادمتين إلى سواحل فلسطين العام 1946، فقامت القوات البريطانية بنقلهم بالقوة إلى المعسكرات في قبرص بواسطة سفن حربية بريطانية. واعتقدت السلطات البريطانية أنها بهذه الخطوات تستطيع أن تحُول دونَ استمرار تدفُق المهاجرين اليهود غير الشرعيين إلى فلسطين. ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل إذ أنه حتى نهاية الانتداب البريطاني في أيار 1948 بلغ عدد المعتقلين اليهود من المهاجرين حوالي ثلاثين ألفاً.
وتمت عملية إدارة شؤون وأحوال المعسكرات من قبل وزارتي الخارجية والمستعمرات البريطانيتين وحكومة الانتداب في فلسطين والجيش البريطاني. أما التنظيم الداخلي والإدارة في المعسكرات فكان على عاتق مندوبي منظمة (الهاغاناه) والأحزاب الصهيونية التي قامت بتدريب المعتقلين على استخدام الأسلحة والتدرب عليها سرّا وبعيدا عن عيون الانكليز استعدادا للساعة المحددة لانطلاق العمليات الحربية ضد الانكليز والعرب على حدٍّ شواء. وقامت المؤسسات الصهيونية في فلسطين بإرسال أطباء وممرضات ومعلمين لتقديم الرعاية والعون للمعتقلين. وأقامت مؤسسات المنظمة الصهيونية رياض للأطفال وعيادات للمرضى ونظمت نشاطات ثقافية وتربوية مختلفة.
ولما اقترب موعد الانتداب البريطاني على فلسطين بالانتهاء شرعت الحكومة البريطانية بالإفراج عن المعتقلين والذين وصلوا إلى فلسطين وساهم كثيرون منهم في معارك 1948. وآخر مجموعة وصلت إلى فلسطين كانت في مطلع العام 1949.
