عبارة عن مبان تابعة لشرطة الانتداب البريطانية. أُقيمت في نهاية الثلاثينات من القرن الماضي عند مفترقات مركزية للطرقات ووسط تجمعات سكانية كثيفة وعلى طول الحدود الفلسطينية ـ اللبنانية. وقد أسميت على اسم المبادر إلى إقامتها، السيرْ تشارلز تيجارت،
الذي وضع مخططا لهذه القلاع بكونه أخصائيا في الجوانب الأمنية وقمع الثورة العربية الفلسطينية.
وكانت حكومة الانتداب البريطانية قد أحضرت السير تيجارت في العام 1938 خصيصا لهذه الغاية من الهند حيث عمل هناك في المجال ذاته. وكان الهدف الاساسي من هذه القلاع التصدي لهجمات عسكرية من جماعات فلسطينية وعربية. وأقيم نوعان من هذه المباني:
أ) خمسون مبنى تقريبا لتوفير الأمن الداخلي في فلسطين، بحيث أن كل مبنى مكون من طابقين أو ثلاثة طوابق ومن برجي مراقبة على طرفي المبنى. ومن بين هذه المباني مراكز للشرطة في المدن العربية الكبرى، وفيها دوائر ومكاتب حكومية. وبنيت مثل هذه المباني في الناصرة وغزة وبئر السبع وصفد ونابلس. وبني نوع آخر من هذه القلاع بأحجام أصغر من سابقتها انتشرت على مفترقات الطرق أو فوق تلال مشرفة على الطرقات المركزية، مثل شرطة النبي يوشع، مجد الكروم، كفار سابا ومجدل عسقلان.
ب) بناء سبع نقاط حراسة على الحدود مع لبنان وعلى طرقات الجليل المركزية، مثل: قلعة النبي يوشع، البصة وسعسع.
وخلال حرب العام 1948 سلمت القوات البريطانية هذه القلاع إلى القوات التي كانت تحقق انتصارا أو سيطرة في المنطقة سواء كانت عربية أم يهودية. ولكن قوات عصابة الهاغاناه بشكل خاص عملت كل جهدها من أجل تحقيق سيطرتها على هذه القلاع لكونها، أي القلاع، توفر سيطرة قوية على مناطق شاسعة من الجليل حتى الحدود اللبنانية. وتعاونت قيادات من الشرطة البريطانية مع قيادات من الهاغاناه من أجل تذليل الصعاب في سبيل تسليمها هذه القلاع.