أحد التحولات التي طاولت المجتمع الإسرائيلي في أعقاب هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 يتعلق بالجيل الشاب لدى الطوائف اليهودية الحريدية، والذي توافد أبناؤه بأعداد متصاعدة للالتحاق بصفوف الجيش الإسرائيلي والمشاركة في الحرب. أثار الأمر انتقادات لدى دافيد كوهين، أحد كبار الحاخامات الحريديين، بحيث اعتبر أن هؤلاء الشبان لا يعلمون حقاً ما هي "توراة إسرائيل، وروح إسرائيل، وما هي المدارس الدينية" التي من المفترض أن يكرسوا كل حياتهم بين جدرانها يتعلمون التوراة والشريعة. هذه المقالة تنظر في التحولات داخل مجتمع الحريديم خلال الحرب الحاليّة.
حملت الحرب على قطاع غزة تداعيات على العلاقات الإسرائيلية مع دول إقليمية ودولية، مثل روسيا، الصين، تركيا وغيرها. لكن كان اللافت هو التداعيات على علاقات إسرائيل مع كل من روسيا وتركيا. لذلك ستركز الورقة الحالية على تداعيات الحرب وتأثيرها على العلاقات مع هاتين الدولتين، ومستقبلها بعد الحرب. بحيث يكون السؤال المركزي الذي ستحاول الورقة الإجابة عليه هو: هل ستحدث الحرب تغيرات جوهرية بعيدة المدى في علاقة إسرائيل مع كل من تركيا وروسيا؟ أم أن العلاقات المتأثرة بالحرب ستكون طارئة وتعود إلى حالها كما كانت قبل الحرب؟
تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الـ 38 على التوالي، والتي جرى شنّها في إثر الهجوم المباغت لحركة حماس على مواقع عسكرية في منطقة الحدود مع قطاع غزة، وعلى ما يعرف باسم"بلدات غلاف غزة"، يوم 7 تشرين الأول الماضي. ولعلّ أول ما يصادفنا في مجرى إجمال ما تراكم حتى الآن هو عدم وجود تفاوت كبير بين مختلف المحللين العسكريين والمختصين في الشؤون الأمنية في قراءة تحديّاتها القريبة المقبلة التي سنتوقف عند معظمها في هذه المقالة.
لا شك في أن الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو على اطلاع بأنه لا "حسيب ولا رقيب" في الزمن الحالي على ما يجري في مناطق الضفة الغربية، وبأن رئيس "مجلس المستوطنات" صار له نفوذ أكبر من الجيش الإسرائيلي والإدارة المدنية. وفي ظل اتجاه أنظار المجتمع الدولي نحو ما يجري في قطاع غزة، تشهد الضفة الغربية حاليا أوسع حملة اعتداءات من قبل المستوطنين، بالإضافة إلى توسع جغرافي استيطاني، وتلعب مجالس المستوطنات دورا "ريادياً" في ذلك. هذه المقالة تسلط الضوء على ما يحصل في الضفة الغربية في وقت الحرب.
الصفحة 67 من 859