أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية للكنيست الـ 22 التي جرت في إسرائيل الثلاثاء الماضي (17 أيلول) تحقيق حزبي المتدينين الحريديم، الغربيين والشرقيين، يهدوت هتوراه وشاس، إنجازاً انتخابياً كبيراً إذ ازداد تمثيل كل منهما بمقعد واحد عن الانتخابات الأخيرة التي جرت في نيسان 2019 وبأربعة مقاعد (لكليهما) عن الانتخابات التي جرت في العام 2015. فقد ارتفع تمثيل حزب شاس (الحريدي السفارادي) في هذه الانتخابات إلى 9 مقاعد، مقابل 8 مقاعد في انتخابات نيسان الماضي و7 مقاعد في انتخابات 2015؛ بينما ارتفع تمثيل حزب يهدوت هتوراه (الحريدي الإشكنازي) إلى 8 مقاعد في هذه الانتخابات، مقابل 7 مقاعد في انتخابات نيسان الماضي و6 مقاعد في انتخابات 2015.
لأول مرّة في تاريخ الانتخابات الإسرائيلية منذ العام 1949، تراجعت نسبة التصويت بين اليهود، ولو بصورة هامشية، في الوقت الذي ارتفعت فيه بشكل حاد بين العرب، مقارنة مع انتخابات نيسان الماضي. وفقط الزيادة بين العرب هي التي رفعت نسبة التصويت العامة إلى 72ر69% مقابل 42ر68% في انتخابات نيسان.
أفرزت انتخابات الكنيست الـ 22 التي جرت يوم 17 أيلول الجاري، حالة تعقيدات غير مسبوقة في عمقها، رغم أنه كان لكل انتخابات منذ انتهاء احتكار حزب العمل للسلطة في العام 1977 تعقيداتها. ولكننا اليوم نرى مشهدا أشد عمقا، سينعكس على شكل تركيبة الحكومة، والوقت الذي ستحتاجه عملية التركيب. ولكن في المقابل فإن السياسة الإسرائيلية أبعد ما تكون عن الاستقامة، والانقلابات في المواقف واردة، خاصة حينما تكون المفاتيح بيد شخص من نوعية أفيغدور ليبرمان.
قالت مصادر مسؤولة في ديوان رئاسة الدولة الإسرائيلية إن رئيس الدولة رؤوفين ريفلين توجه إلى المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت كي يستوضح منه عن الوضع القانوني لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وإن كان هناك أي دافع يمنع أن يتم تكليفه بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
وأضافت هذه المصادر أن مكتب مندلبليت أكد أنه في هذه المرحلة لا يوجد أي مانع قانوني كهذا.
من المتوقع أن يعلن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، غداً الأربعاء، عن قراره بشأن هوية الشخص الذي سيكلفه بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة. وسيكون قراره إما بنيامين نتنياهو، زعيم الليكود، الذي حصل خلال مشاورات الرئيس مع الكتل البرلمانية المختلفة أمس وأول أمس على تأييد 55 نائبا، أو بيني غانتس رئيس تحالف "أزرق أبيض"، الذي حصل على تأييد 54 نائبا؛ فيما رفض 11 نائبا تسمية مرشح باسمهم، وهم: 3 نواب التجمع الوطني في القائمة المشتركة، و8 نواب حزب "يسرائيل بيتينو (إسرائيل بيتنا)" بزعامة أفيغدور ليبرمان.
يُحسن المسلسل الإسرائيلي بعنوان "كراهية حتى الموت" صنعاً حين يبدأ أول مشاهده من العنف البوليسي الوحشي ضد مواطنين عرب في القدس، قبل أن ينتقل الى زعيق مشجعي فريق بيتار القدس لكرة القدم: "ليت قريتكم تحترق" و"عرب أبناء عاهرات"، وفي الخلفية الزعيق المقزّز "الموت للعرب". في مشهد الشرطة، ينفلت عدد من عناصرها بالضرب بالأيدي والأرجل والهراوات على مواطن معتقل بين أيديهم بلا قدرة على الرد أو الهرب. وعلى الرغم من إحكام القبض عليه لا تتوقف القبضات عن الاعتداء عليه. هذا الربط بين عنصرية الجموع في الشارع وبين العنف البوليسي مهم وهو بالمناسبة يضع المسائل في الترتيب الصحيح: عنصرية الشارع تبدأ من عنصرية المؤسسة، المتمثلة هنا في الشرطة الإسرائيلية التي يفترض أنها "مسؤولة عن واجب تطبيق القانون"، وهو ما يشمل عدم الاعتداء بالضرب على محتجز. لكن الوحشية موثقة بالصوت والصورة. وتتكرر في مشهد لاحق يقوم فيه عناصر شرطة ما يسمى "حرس الحدود" برش مسحوق الفلفل الحارق في عيون فتاة فلسطينية تم احتجازها وإلقاؤها أرضاً، ومن قبل أكثر من عنصر "أمن"! الفيديو يظهر سادية مجردة وإبداء مظهر عنصرية وكراهية باللباس الرسمي.
الصفحة 177 من 324