ينقب شيلح في روايته تحت الغابات ليلتقط بقايا التاريخ الفلسطيني المدفون تحت جغرافيا أعيد تشكيلها قسرا، وينقب في المناطق المعتمة في الخطاب الإسرائيلي الممأسس، ليكشف بحس فائض بالسخرية عن المسكوت عنه، وتقنيات إخفائه في ثنايا لغة تتولى بلا كلل غسيل المنتوح الاقتلاعي والاحتلالي، متوليا تعرية المسلكيات المتبعة في هذا الاتجاه
تدور فصول الكتاب حول محور الأسطورة التأسيسية الصهيونية المؤلفة من ثلاثة منطلقات هي: نفي المنفى؛ العودة إلى أرض إسرائيل (فلسطين)؛ العودة إلى التاريخ. ويجادل المؤلف بأن هذه الأسطورة هي قومية على نحو عنيد جدًا، وهي استعمارية- استيطانية، خاصة وقابلة للمقارنة، ومتشكلة بفعل التيارات الفكرية الأوروبية وواقع الصراع الاستعماري
يرصد الكتاب التحوّلات والديناميات التي أسهمت في بلورة مواقف يعتنقها الإسرائيليون تجاه العرب والفلسطينيين، والتي تفسّر أيضا، طريقهم الخاصة في تعريف أنفسهم. ويعالج الكاتب ما يدعوه بتجربة اللقاء مع الشرق، من خلال مراحل تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، ولا تنتهي مع نهاية القرن العشرين، إلا بقدر ما يستدعي التحقيب والرصد التاريخيين من محددات زمنية.
الكتاب مكرس على مدار فصوله لرصد ملابسات العلاقة الإشكالية بين الجيش والسياسة في إسرائيل، في فترة الإنتفاضة الثانية، بحيث يعد إضافة نوعية لما صدر من معالجات إسرائيلية عن هذه الفترة، تحديداً، كل هذا في سياق السؤال الإسرائيلي التاريخي حول السياسي والعسكري والعلاقة بينهما وتجلياتها في الحراك السياسي الداخلي، أولاً، والمتعلق بالصراع الشرق أوسطي ثانياً.
يحكي الكتاب قصة 60 رحلة مكوكية قام بها الكاتب في العقدين الأخيرين، برفقة عضو الكونغرس الأميركي وين أوينز، ضمن جهد دبلوماسي سرِّي ومثابر لدعم المفاوضات السياسية في الشرق الأوسط
يتناول الكتاب بشكل موسع، ما تقدمه الكتب التعليمية في مجال التاريخ من تصويرات نمطية سلبية للشخصية العربية، وما روجته وتروجه من معلومات خاطئة ومضللة، تأتي في سياق التعبئة القوموية التي لا تخدم سياق الحل السياسي للصراع
يراجع هذا الكتاب عددا من الأفكار التي تعد أساسية في علمي التاريخ والاجتماع في إسرائيل، مثل علاقة الجالية اليهودية في فلسطين قبل قيام دولة إسرائيل، وحرب قيام إسرائيل، وخلق مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، ويدرس الايدولوجيا المحركة لتأسيس إسرائيل في النصف الأول من القرن العشرين، وطبيعة القومية اليهودية كما فهمها وطورها المؤسسون لإسرائيل.
الصفحة 2 من 3