لم يصدر العدد السادس في نيسان بسبب الاجتياح الإسرائيلي، وهذا العدد المزدوج لا يصدر أيضاً في ظروف أفضل بكثير، ولكننا مصرون على مواصلة النشر متحدين هذه الظروف وباذلين قصارى جهودنا لتقديم ما هو ضروري لمعرفة وفهم تركيبة المجتمع الإسرائيلي ونظامه الرابض بقسوة على صدر الشعب الفلسطيني.
لم يمض الوقت الكافي لتقديم دراسات مطولة عن الاجتياح الإسرائيلي للضفة الغربية، خاصة وأن هذا الاجتياح ما زال قائماً ويخلف المزيد من الدمار والقتل والتجويع والحصار، واكتفينا بتقديم مجموعة من وجهات النظر لمثقفين إسرائيليين يفهمون ويقيمون الحدث بعكس ما تفهمه الأكثرية الساحقة من الإسرائيليين، أنهم من الأكاديمية الإسرائيلية التي يوجه إليها نقد شديد من مختلف الأوساط الأكاديمية في العالم، والتي تتهم المؤسسة الأكاديمية الإسرائيلية بخيانة دورها الأخلاقي وسقوطها في امتحان الاستقامة الفكرية والأخلاقية.
الأصوات التي نقدمها هنا تخترق الصمت الأكاديمي الإسرائيلي عبر صفحات هذا العدد المزدوج.
تتنوع الدراسات بين أوهام المؤسسة الإسرائيلية والكيبوتس والرواية الصهيونية عن النكبة والإعلام والسينما، وكلها تلقي أضواء كاشفة، تحليلية نقدية لما أفرزه الفكر الصهيوني على المستويين النظري والعملي.
يُصَّعِب علينا الإحتلال إنتاج المجلة وتنظيم مواعيد صدورها، وكذلك يُصَّعِب توزيعها، ونرجو من القراء تفهم هذه الحالة التي نأمل أن ننتصر عليها نحن وكل دعاة السلام والحرية.