العدد رقم 50 من سلسلة "أوراق إسرائيلية" تحت عنوان "إسرائيل في ظل متغيرات النظام العالمي والأزمة الاقتصادية". وهو يضم وثيقة مؤتمر هرتسليا التاسع- 2009 حول "ميزان المناعة والأمن القومي" في إسرائيل، والتي نشرت بالتزامن مع مرور أكثر من مئة يوم على تأليف الحكومة الإسرائيلية الجديدة، برئاسة بنيامين نتنياهو.
وكان أكثر ما طغى على أعمال هذا المؤتمر التاسع هو تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، وما تنطوي عليه من دلالات سياسية تتعلق، على نحو مباشر، بميزان القوى العالمية، وذلك في علاقة عامودية مع تسلم إدارة أميركية جديدة (برئاسة باراك أوباما) مهمات منصبها، على ما تتميّز به من مواقف مغايرة لمواقف الإدارة الأميركية السابقة.
ومن أبرز الموضوعات التي تناولها المؤتمر، بالإضافة إلى الأوضاع العالمية المستجدة: الساحة الفلسطينية في أعقاب عملية "الرصاص المصبوب"؛ تقويم الإستراتيجيا السورية؛ المواجهة الأمنية وسياسة إسرائيل في الساحة العالمية وفي الحيّز الإقليمي؛ الإستراتيجيا الإيرانية الإقليمية- تداعياتها والمواجهة الدولية لها؛ الولايات المتحدة في عهد أوباما- مغزى التغيير؛ إسرائيل والشعب اليهودي؛ كفاءة الحكم في إسرائيل؛ أزمة الميـاه؛ وغيرهــا...
كما يضم هذا العدد ورقتين من أوراق المؤتمر المذكور: الأولى حول مسألة اللاجئين، والتي كانت أحد المحاور الجديدة في جدول أعماله، والثانية حول صورة أوضاع البحث والتطوير في إسرائيل.
وجاء في كلمات التقديم، التي كتبها محرّر هذه السلسلة أنطوان شلحت، أن بعث موضوع "اللاجئين اليهود من الدول العربية" يندرج في إطار نشاط إسرائيلي واسع النطاق في هذا المضمار داخليًا ودوليًا، ويعكس سعيًا محمومًا إلى تأكيد أن "مشكلة اللاجئين" ليست مقتصرة على الفلسطينيين حصرًا. وإن بيت القصيد هنا هو إضفاء الشرعية على جريمة تطهير فلسطين عرقيًا من سكانها الأصليين في العام 1948. وقد عملت المؤسسة الإسرائيلية، منذ سنوات مبكرة، في هذا الاتجاه من خلال الادعاء أن اليهود في الدول العربية "كانوا ضحايا ممارسات ترحيل مماثلة" للممارسات التي ارتكبت بحق الفلسطينيين.
من ناحية أخرى أشير في التقديم إلى تنويه الوثيقة بـ "ضرورة أن تواجه إسرائيل، خلال الوقت الحالي، تشكيلة واسعة من التهديدات الأمنية ذات المستويات المختلفة، علما أن التهديد المركزي هو التهديد النووي المتنامي في إيران. كذلك على إسرائيل أن تستمر في تطوير البنى التحتية والإصلاح الاجتماعي، وأن تشق طريقها في الوقت ذاته في ساحة دولية متعددة الأزمات، تجسد متغيرات في ميزان القوى العالمية وتتأثر بالأزمة الاقتصادية الحادة".
تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر هرتسليا هذا يعتبر، منذ بدء انعقاده في العام 2000، بمثابة التئام لـ "العقل الجماعي الإستراتيجي المدبّر" للدولة الإسرائيلية، علمًا أن هناك من بات يرى فيه منصة مهمة لإسماع الآراء ذات القدرة الفعلية على أن تملي أجندة عامة. ويعود جزء كبير من الاهتمام به، من جهة، إلى مكانة رئيس المؤتمر ومؤسسه، البروفسور عوزي أراد، والذي تسلم، عقب تأليف حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية الحالية (في نيسان 2009)، منصب مستشار شؤون الأمن القومي لدى رئيس الحكومة، ورئيس "هيئة أركان الأمن القومي" (التسمية الجديدة لـ "مجلس الأمن القومي" الإسرائيلي)، ويعود من جهة أخرى إلى ماهية وشمولية الموضوعات الآنية والإستراتيجية، التي تتخلل وتسم أوراق العمل والمناقشات والأفكار والتوصيات، التي يتم تداولها في أعمال المؤتمر، ويُصار إلى إجمالها في تلخيصات ووثائق تصدر عنه. وعادة ما يكون في عداد المشاركين في أعمال المؤتمر رئيس الحكومة وكبار الوزراء ورؤساء وقادة المؤسسة العسكرية والأمنية والأكاديمية وغيرهم، بالإضافة إلى كبار الضيوف الأجانب.
المصطلحات المستخدمة:
هرتسليا, مجلس الأمن القومي, باراك, عوزي, رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو