قاض إسرائيلي، الرئيس الثالث لـ "المحكمة العليا الإسرائيلية". ولد في لويفيل بولاية كنتاكي الأميركية في العام 1906. درس الحقوق في جامعة شيكاغو ونال شهادة الدكتوراه. هاجر إلى فلسطين في العام 1930،
عمل في المحاماة، وبين 1940عين قاضياً في محكمة الصلح في حيفا وبقي فيها حتى 1948. وعقب الإعلان عن إقامة دولة إسرائيل عين رئيساً للمحكمة المركزية في حيفا.
ومع تأسيس "المحكمة العليا" في دولة إسرائيل في أوائل العام 1948، طرح اسم اغرانات كأحد المرشحين لتولي كرسي القضاء فيها، لكن لم تعيينه واحدا من قضاتها الخمسة الأوائل. وفي ديسمبر من العام نفسه، تم تعيينه قاضيا مؤقتا في هذه المحكمة، ثم أصبح التعيين ثابتا في يناير 1950.
وفي شباط 1960، أصبح قائما بأعمال رئيس المحكمة العليا، ثم رئيسا لها من آذار 1965 وحتى أيلول 1976.
وخلال فترة إشغاله كرسي القضاء، عمل أستاذا للقانون الجنائي في كلية الحقوق في الجامعة العبرية في القدس. كما تولى أيضاً منصب رئيس محكمة المنظمة الصهيونية العالمية بين 1960 - 1966 وعضواً في المحكمة الدولية للتحكيم.
عالج اغرانات خلال عمله في المحكمة العليا عدة التماسات حظيت باهتمام واسع وأثارت أصداء كبير، أبرزها: رفض قبول التماس "حركة الأرض" (التي شكلها مواطنون فلسطينيون في إسرائيل) لخوض الانتخابات البرلمانية في العام 1965، وإلزام وزارة الداخلية الإسرائيلية في العام 1968بتسجيل كل من يُصرح بأنه يهودي بنية صادقة. غير أن الالتماس الأكثر شهرة وأهمية الذي عالجه أغرانات كان التماس صحيفتي الحزب الشيوعي الإسرائيلي باللغتين العبرية (كول هعام" ـ صوت الشعب) والعربية "الاتحاد"، ضد قرار وزير الداخلية آنذاك، يسرائيل روكح، إغلاقهما -"كول عام" لمدة عشرة أيام و"الاتحاد" لمدة 15 يوما ـ على خلفية نشرهما انتقادهما قرار الحكومة الإسرائيلية في العام 1953 (نشرت عنه صحيفة "هآرتس") وضع 200 جندي إسرائيلي تحت تصرف الجيش الأمريكي للمشاركة في الحرب الكورية. وقد قبل أغرانات التماس الصحيفتين وأصدر قرارا يمنع وزير الداخلية من إغلاقهما، وهو ما أصبح يعرف في إسرائيل باسم "قرار كول عام".
وكُلف اغرانات بترؤس عدة لجان تحقيق رسمية، منها: لجنة التحقيق في عملية اغتيال مبعوث الأمم المتحدة الكونت برنادوت في العام 1948، ولجنة تحمل اسمه لتحديد علاقات العمل الرسمية بين المستشار القضائي ووزير العدل وذلك العام 1962، ولجنة أخرى تحمل اسمه وهي الأشهر من بين كل اللجان التي رئسها أو شارك فيها، وهي تولت التحقيق في حرب تشرين 1973 (حرب "يوم الغفران" بلسان الإسرائيليين). حاز أغرانات على "جائزة إسرائيل" للقضاء في العام 1968 وتوفي في العام 1993.