احتفالات تنظمها الجاليات اليهودية من كردستان في أسبوع عيد المظال أو العرش في كافة أماكن ومواقع تواجد الأكراد. ودرج اليهود الأكراد في كردستان الاحتفال بموسم "السهرانة" في فصل الربيع مباشرة بعد انتهاء عيد الفصح العبري، أسوة بموسم " شم النسيم" في مصر. ولكون الاحتفال بهذا الموسم في فصل الربيع فإن العائلات اليهودية الكردية تنطلق إلى الطبيعة والبراري ومنابع المياه
للاحتفال ببدء الربيع لمدة ثلاثة أيام. ويعبر هذا الانطلاق عن الفرح بعودة الحياة إلى الطبيعة. ويقيم اليهود الأكراد صلوات وطقوس دينية خلال الأيام الثلاثة، منها صلاة الفجر والغروب في الأماكن المفتوحة. واعتادت الجاليات اليهودية من الأصول الكردية تجهيز مآكل تراثية وأطعمة خاصة بهذه المناسبة، وتيمنا بالخير في هذه المناسبة وانطلاقة الربيع وتجدد الحياة، تنظم عقود الخطبات بين شباب وصبايا الجالية بعد مراحل من التدبير الذي تقوم به نساء الجالية على مدار السنة.
وتعني الكلمة "سهرانة" العلاقة مع الطبيعة. فأصل الكلمة يعود إلى القمر للدلالة على ليالي الربيع وإمكانية الانطلاق إلى الطبيعة. أما المعنى الثاني فيشير بالعربية إلى السهر في ليالي الربيع بشكل مجموعات في الطبيعة على أنغام الموسيقى الكردية والرقصات والأغاني. ومحتمل أن يكون أصل الكلمة من الكردية ذاتها وتعني " إنني أرى وإنني انظر" للدلالة على التأمل بالطبيعة في فصل الربيع، فصل عودة الإنسان إلى نشاطه.
ولما هاجرت الجالية اليهودية الكردية بمعظمها من العراق إلى اسرائيل بعد العام 1948 حول الاحتفال بالمناسبة من فصل الربيع، أي بعد عيد الفصح العبري، إلى فترة عيد المظال أو العرش. والسبب الرئيسي في تحويل الاحتفال بالموسم هو لوقوع موسم "الميمونة" لدى اليهود المغاربة في اليوم الأول مباشرة بعد انتهاء عيد الفصح العبري. ومعنى التحويل في مواعيد الاحتفال بموسم "السهرانة" فقدان الموسم لمعناه التراثي الخاص بالربيع وعودة الحياة إلى الطبيعة والإنسان، بالرغم من أن طقوس وعادات الاحتفال بقيت تقريبا كما هي.