من كبار الممثلين الكوميديين في اسرائيل. وأحد ممثلي الافلام السينمائية البارزين في الستينات والسبعينات من القرن الماضي.
ولد يشعياهو جولدشتاين (هذا هو اسمه الأصلي قبل انخراطه في ميدان الفن)، في القدس في العام 1929. انضم إلى فرقة منظمة البالماح التمثيلية والغنائية. ثم سافر إلى باريس لدراسة الفن الإيمائي (التمثيل الصامت).
وتتلمذ على يد اتيان دكارو احد مشاهير هذا الفن، وواضع أسسه في العصر الحديث. ونجح اوفير في تحقيق سلسلة من الانجازات أثناء مكوثه في باريس لفترة الدراسة والتدرب. ولما عاد إلى تل ابيب في العام 1952 انشأ مع آخرين مسرحا للفن الإيمائي ضمن مسرح "هبيما". وقام بإخراج عرضين في مجال التمثيل الإيمائي في العام 1954.
وبعد أن جرب حظه في الإخراج والتمثيل لمدة سنتين تقريبا غادر إلى الولايات المتحدة الامريكية حيث أمضى ما يزيد عن أربع سنوات شارك خلالها في عدة أفلام وعروض تمثيلية إلى جانب عدد من مشاهير التمثيل الامريكي أمثال مارلين ديتريخ وسامي ديفيس الصغير، إضافة إلى لسلسة من الأدوار الفردية التي قام بتأديتها على مسارح مختلفة في عدة مدن في الولايات المتحدة.
عاد اوفير إلى اسرائيل في مطلع الستينات متخذا منحى جديدا في التمثيل الساخر والكوميدي إضافة إلى التمثيل الإيمائي. وركز جهوده وطاقاته التمثيلية على تقليد السياسيين ورجال الفن في مختلف المجالات. واشتهرت عروضه الساخرة التي عكست شخصيات عربية وجليلية (أي من منطقة الجليل) ومقدسية.
وجدير ذكره أن اوفير هو الذي اخرج برنامجين طويلين لفرقة الكوميديا الاسرائيلية المعروفة "هجشاش هحيفير".
وتحول في نهاية الستينات ومطلع السبعينات إلى تمثيل ادوار سينمائية في أفلام اسرائيلية، كان أشهرها "الشرطي ازولاي" الذي عكس خلاله التحولات العميقة التي طرأت على حياة اليهود الشرقيين بعد هجرتهم إلى اسرائيل، والفجوة الثقافية والاجتماعية بين اليهود الاشكنازيين واليهود الشرقيين، خاصة في مجال هيمنة الاشكنازيين على الوظائف ذات القرار وتحويل الشرقيين (السفارديين) إلى مجرد موظف بسيطين في أجهزة ودوائر الحكومة المختلفة.
وتعرض اوفير في السبعينات إلى سلسلة من الانتقادات الشديدة حول أعماله بكونها متكررة لما قدمه في سنوات سابقة، خاصة في سنواته الأولى. وتقلصت الأدوار التي كان يقوم بها، وبالتالي تراجع أدائه المسرحي والسينمائي، واقتصر على برنامج تلفزيوني لتعليم اللغة العربية باسم "سلم وتعلم".
وتوفي اوفير في العام 1987، تاركا وراءه إرثا فنيا كبيرا، خاصة تأسيسه للمسرح الإيمائي. ومن أبرز الأفلام التي لعب فيها أدوارا: "الدورادو"، "حارتنا"، "الثعلب في قفص الدجاج"، "امريكا 3000".
