عبارة عن معسكرات أقامها النازيون عشية الحرب العالمية الثانية لتجميع مواطنين وأسرى من مختلف القوميات. واستعمل النازيون
أسلوب التجميع كأداة إرهابية لاستغلال الأسرى والمعتقلين في الأعمال الشاقة والسوداء وفي النهاية إبادتهم. ولقد أقام النازيون أكثر من ألف معسكر تجميع، أوّلها في دخاو في المانيا العام 1933، أي: مباشرة بعد تسلمهم مقاليد الحكم.
ونهج النازيون ابتداء من العام 1939 أسلوب تجميع الصغار والكبار، زعماء ووجهاء، وأسرى حرب ومجرمين على مختلف أنواعهم في معسكر واحد. ووضعت علامات فارقة لتمييز الأسرى، إذ وضعت نجمة داود صفراء لليهود، وعلامة حمراء للأسير القومي، وخضراء للمجرم. وقام النازيون بإحاطة المعسكرات بأسلاك عالية وشائكة ونصبوا أبراجا للمراقبة كلفت فرق عسكرية بمراقبة المعسكرات والتحركات فيها. وكانت فرق الحراسة مدججة بالسلاح لإثارة الخوف في قلوب المعتقلين في المعسكرات. أما الوجبات اليومية التي قُدّمت فكانت بسيطة وغير كافية على وجه الإطلاق حتى أن كثيرين من الأسرى لقوا مصرعهم لقلة المواد الغذائية. وتلقى الأسرى في المعسكرات عقوبات صارمة جداً لأقل مخالفة أو تجاوزات قاموا بها. وتشير الصور التي تم التقاطها في المعسكرات إلى أن أعداداً كبيرة من الأسرى قد تحولت إلى هياكل عظمية لقلة المواد الغذائية ونقص الرعاية الصحية والطبية.
ولجأت مجموعات من الأسرى والمعتقلين في بعض المعسكرات إلى العمل الثوري ضد السلطات النازية وبشكل سري.
ولما انتهت الحرب العالمية الثانية وأُعلن عن انكسار المانيا النازية كشف العالم الغربي مدى وحشية النازية من خلال هذه المعسكرات.
