وهو يهودي بريطاني ثري جداً امتلك عدة مصارف. أحد كبار المتبرعين اليهود لدعم نشاطات وفعاليات يهودية وصهيونية. كان زعيم اليهود في بريطانيا وأشغل منصب قاضي أعلى في بريطانيا، وكان أحد المقربين للبلاط الملكي البريطاني. حارب كثيراً من أجل تحقيق مصالح لليهود وزيادة في تحسين
أحوالهم في بريطانيا وخارجها حيث لبريطانيا تأثير. ويعتبر مونتفيوري أحد الداعمين لإقامة الاستيطان اليهودي في فلسطين. وكان قد ولد العام 1784 في ايطاليا لعائلة يهودية عريقة يعود أصلها إلى اسبانيا، وعُرف عنه أنّه قدم مساعدة مالية كبيرة إلى الحكومة البريطانية بعد أن اضطُرت إلى دفع تعويضات لعمالها في المستعمرات التي كانت خاضعة لها ونالت تحريراً من العبودية بالنسبة للعمل والعمال.
قام مونتفيوري بزيارة روسيا مرتين، الأولى في العام 1846 والثانية في العام 1872، ونجح بمساعيه في التخفيف من الأحوال الصعبة التي كانت الجاليات اليهودية في روسيا تمرّ فيها. وتمكن أيضاً أثناء زيارته إلى روما في العام 1858 من معالجة عملية خطف الشاب اليهودي مورتارا وتعميده ليصبح مسيحياً. وعالج سياسياً قضايا ملاحقات اليهود ومضايقات عدد منهم في كل من المغرب واليونان ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا وغيرها. زار فلسطين سبع مرات، وكانت الأخيرة في العام 1875 وكان له من العمر تسعون عاماً، وكانت رغبته في جعل الاستيطان اليهودي في فلسطين قوة إنتاجية في الزراعة والحرف اليدوية، ولتحقيق هذا الغرض قام بإنشاء مستشفيات وعيادات ومؤسسات للإحسان والدعم، واشترى أرضاً في يافا جعلها بيارة للحمضيات لتوفير أماكن عمل لليهود. وأقام أول حي سكني خارج أسوار القدس عُرف بحي شأنانيم . ولما بلغ سن المائة العام كرّمته حركة (محبي صهيون) في مؤتمرها العام في كاتوفيتش بتأسيس صندوق لدعم المستوطنات في فلسطين باسم (مزكيرت موشي)(ذكرى موسى).
وتوفي عن عمر مئة عام وعام وذلك في العام 1885 ودفن في بلدة رامسغيت في بريطانيا.