مدينة في اوكراينا. كانت في الفترة الواقعة بين الحربين العالميتين، أي بين 1918 و 1939، بيد بولندا. وضمت في عام 1939 للاتحاد السوفييتي بموجب اتفاقية روبنتروب ـ مولوتوف. سكن اليهود هذه المدينة منذ تأسيسها في القرن السادس عشر. ولفترات معينة شكلوا غالبية السكان فيها.
واعتبرت الجالية اليهودية في برودي من أهم وأنشط الجاليات في اوكراينا. وبرز من بينها عدد من كبار فقهاء وعلماء الدين اليهودي. وبلغ عدد أفراد الجالية اليهودية فيها عشية الحرب العالمية الثانية حوالي تسعة آلاف نسمة.
ووقعت تحت الاحتلال الالماني في مطلع تموز 1941. وأصدرت قيادة الجيش الالماني مباشرة أوامرها إلى اليهود بلبس نجمة داود في شريط خاص لتمييزهم عن بقية السكان، وفرضوا عليهم دفع ضريبة كعقاب لهم، وشغلوا عددا منهم بالسخرة داخل المدينة وخارجها، ومنعوهم من التنقل والتحرك داخل المدينة وخارجها أيضا. وقامت فرق الجستابو (الشرطة السرية الالمانية) باستجواب 250 مثقفا يهوديا من سكان المدينة ثم قتلوهم. وتعرضت أملاك اليهود ومحالهم التجارية للنهب والسرقة من قبل الالمان وشارك فيها جماعات من أهالي اوكراينا ذاتها. وانخفض عدد اليهود خلال عامي 1942 و 1943 جرّاء القتل والإبادة والموت جوعا أو تعذيبا. وسيق بضع مئات من يهود هذه المدينة إلى معسكر بلجيتس وقتلوا فيه. وأعلنت القيادة الالمانية عن تحويل المدينة إلى جيتو في 1942 وتعرض آلاف من يهود المدينة وبعض المدن المجاورة إلى القتل. ونجح عدد من يهود هذه المدينة من الهرب منها إلى الغابات المجاورة. وتم تصفية جيتو برودي في أيار 1943. وأحرق الالمان ما تبقى من بيوت المدينة كي لا يهرب أحد من سكانها اليهود. واستخدم الالمان أعدادًا من الاوكرانيين للوشاية باليهود المختبئين في الأحراش والغابات وإلقاء القبض عليهم وقتلهم.