نفذت القيادة العامة لهيئة الأركان الإسرائيلية مهمة قصف وتصفية سلاح الجو المصري في اليوم الأول من حرب حزيران في العام 1967، وفي الوقت ذاته تمت عملية حماية المجال الجوي الإسرائيلي من إمكانية قيام طائرات عربية بالهجوم المباغت عليها. وكانت تقديرات قيادة سلاح الجو أن تنجز هذه العملية
في غضون ست ساعات فقط، وهذا بطبيعة الحال أمر مبالغ فيه.
وكانت القيادة العامة خططت وتدربت على تنفيذ هذه العملية على مدار سنوات سابقة للحرب، واعتمدت على تجميع كمية كبيرة ودقيقة من المعلومات والمعطيات حول عدد وانتشار سلاح الجو المصري. ومجمل الخطة أن تقوم كافة طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بتنفيذ الخطة مع الإبقاء على سرب من 12 طائرة ميراج لتوفير غطاء حماية لأجواء إسرائيل. وأفادت عمليات جمع المعلومات عن سلاح الطيران المصري أن طائرات التصدي تحلق يوميا مع بزوغ الفجر لمدة ساعة تدريبية، ثم يهبط الملاحون لتناول وجبة الإفطار. فكان قرار القيادة العامة للجيش الإسرائيلي تنفيذ العملية في الساعة الثامنة إلا ربعا، وذلك أثناء تناول الطيارين المصريين إفطارهم.
انطلقت أسراب الطائرات الإسرائيلية في موجة أولى في الساعة السابعة والربع صباحا وفي تمام الساعة الثامنة إلا ربعا بلغت أهدافها. تم قصف 11 مطارا عسكريا، وتدمير 197 طائرة مصرية، منها ثمانية في معركة جوية مباشرة، كما أن الهجوم أسفر عن تعطيل 8 محطات رصد مبكر ورادارات.
أما الموجة الثانية من الهجوم فبدأت في الساعة 9:34 صباحا تم خلالها تدمير منشآت عسكرية في 16 مطارا مصريا ومحطات للرصد المبكر.
وبدأت طائرات سورية وأردنية وعراقية تحلق في أجواء إسرائيل وتسدد ضربات جوية على أهداف عسكرية إسرائيلية في شمالي إسرائيل.
الموجة الثالثة تم توجيهها لضرب المطارات الأردنية وتصفية طائرات تابعة لسلاح الجو الأردني. وكذلك تم تدمير أكثر من نصف طائرات سلاح الجو السوري، ونجحت القوات السورية من نقل وإبعاد ما تبقى لديها من طائرات بعيدا عن الطائرات الإسرائيلية التي باغتت سلاح الجو السوري، كما حصل مع سلاح الجو المصري.
ووصلت الطائرات الإسرائيلية إلى مطارات عراقية ودمرت عشر طائرات تابعة لسلاح الجو العراقي.
وخلاصة اليوم الأول من حرب حزيران 1967 تدمير أكثر من 70% من مجموع الطائرات التي كانت تابعة للجيوش العربية المواجهة لإسرائيل. وتم تنفيذ هذه العملية بمجملها في الساعات الست الأولى للمعارك في حرب حزيران. وواصل سلاح الطيران الإسرائيلي اعتداءاته على المطارات العربية في مصر وسورية والعراق في اليوم الثاني للحرب اعتقادا منه أن جيوش هذه البلاد قد تنطلق في هجوم مضاد ضد الطائرات والمطارات الإسرائيلية. وتواصلت المعارك الجوية بين سلاح الجو الإسرائيلي وأسلحة الجو العربية في الأيام الباقية من حرب حزيران، وكان هذا بمثابة محاولة عسكرية جادة من القيادات العسكرية العربية إنقاذ ما تبقى من طائراتها ومواقعها الحربية في سيناء والجولان على وجه الخصوص. إلا أن الحرب قد حسمت لصالح إسرائيل في نهاية الأمر باحتلالها كلا من سيناء والجولان والضفة الغربية والقدس الشرقية.