رام الله: صدر حديثا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، العدد 55 من فصلية "قضايا إسرائيلية"، ويضم محورا يتعامل مع حرب غزة ودلالاتها، إلى جانب محور يعالج قضية الحركات النسائية والنسوية في إسرائيل.
وفي محور غزة يضع د.عاطف أبو سيف الحرب في سياقها الدولي والإقليمي، عبر الوقوف على مواقف الدول المختلفة من العدوان، مع تركيز على الدول الكبرى وذات العلاقة بالمنطقة لفهم كنه هذه المواقف وطبيعتها وأسبابها، بغية الاستدلال على التحولات الأعمق التي تجري تحت نهر المواقف الظاهرة، لأن من شأن هذا- برأي الكاتب- أن يدل على وضع علاقات إسرائيل الدولية، كما على مواقف الدول من الصراع العربي- الإسرائيلي.
ويكتب وديع عواودة عن ردود الفعل الإسرائيلية على الحرب والطريقة التي فهمت فيها إسرائيل الحرب، محاولا في تقريره العثور على أجوبة ولو أولية حول أسئلة من نوع: هل تسببت الحرب بتفكير جديد في العقيدة السياسية أو العسكرية والإستراتيجية حيال الصراع ومستقبل العلاقة مع غزة أو مع السلطة الوطنية والشعب الفلسطيني؟ هل تقود الحرب- التي يرى فيها الإسرائيليون حربا فاشلة- لمسيرة سياسية؟ ما هي الخيارات الماثلة أمام إسرائيل بعد الحرب من ناحية سياسية؟
ويراجع مهند مصطفى في إطار المحور نفسه حدود حرية التفكير والرأي في المؤسسة الأكاديمية الإسرائيلية في وقت الحرب، والتي لم تقدم –وفق الكاتب- تقدم خطابا مختلفا أو ناقدا، أو سمحت بالنقد خلال الحرب، بل كان للصوت المؤيد للحرب الحيز الأكبر، تخلله قمع كل صوت آخر أو التضييق عليه.
ويرى مصطفى أن من حسن حظ المؤسسة الأكاديمية اندلاع الحرب خلال الإجازة الصيفية للجامعات، المر الذي خفّف كثيرا من الصراعات التي كانت ستظهر داخل الجامعات، كما أنه أزال عن كاهل المؤسسة الأكاديمية عبء الكثير من السلوكيات التي يعتقد أنها كانت سوف تتخذها ضد الأصوات الناقدة أو المحتجة من محاضرين وطلاب، وخاصة الطلاب العرب، لو أن الحرب اندلعت خلال العام الدراسي الأكاديمي.
وفي محور الحركات النسائية والنسوية في إسرائيل، تكتب أستاذة القانون غيلا شتوبلر عن غياب إطار توجه نظري متماسك لدى المحكمة الإسرائيلية حول المسألة النسوية، فأحيانا يطفو التوجه الديني اليهودي في قضايا الأحوال الشخصية مثلا، وفي حالات ومجالات أخرى يسود فيها منطق ليبرالي تحرري، وأحيانا أخرى منطق السوق النيو- ليبرالية.
وفي المحور ذاته تكتب همت زعبي عن الحركات النسائية الفلسطينية في الداخل مستعرضة تاريخها وأجندتها المتغيرة وخلافاتها، فيما تعالج يفعات بيطون تطور الفكر النسوي ودور النسويات الشرقيات والنسويات الفلسطينيات في فتح ملف الهويات الثقافية والقومية داخل الحركات النسوية وأثره على طبائع الحركات وفكرها.
وتقدم المحامية عبير بكر تحليلا وافيا للمنطق الكامن وراء قانون منع التحرش الجنسي والدور الذي لعبه القانون في الوعي العام في إسرائيل.
ويتضمن عدد قضايا مقابلة عامة مع الصحافي النقدي اللاذع غدعون ليفي، يؤكد الصحافي "أن الاحتلال غير حاضر في إسرائيل، وهناك من يهتم بألا يكون حاضرا، وأن الفلسطينيين أحد أكثر الشعوب تسامحا في التاريخ". ويعرب عن شكّه في ما إذا كان هناك يسار في إسرائيل، ويشدّد على أنه لن يُصاب بالهلع إذا ما انضم عشرات الآلاف أو مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين إلى دولة إسرائيل، فإسرائيل استوعبت مليون روسي ونصفهم ليسوا يهودا ولم يحدث أي شيء.
وختاما يضم العدد ترجمة عربية لإحدى المساهمات المهمة للمفكرة والمنظرة اليهودية الألمانية المعروفة حنه أرندت (1906- 1975) حول قرار تقسيم فلسطين الذي اتخذ في العام 1947.
تصدر هذه المجلة بدعم من مؤسسة روزا لوكسمبرغ