تقارير خاصة

تقارير عن قضايا راهنة ومستجدة في إسرائيل.
  • تقارير خاصة
  • 2050

تجري يوم غد الثلاثاء 17 أيلول، الانتخابات الـ 22 للكنيست الإسرائيلي. ولأول مرة منذ العام 1948، تجري انتخابات معادة في ذات العام، إذ تم حل الكنيست بعد 50 يوما على انتخابات نيسان الماضي، بعد فشل بنيامين نتنياهو، رئيس الليكود، في تشكيل حكومة ذات أغلبية، رافضا أن يخرج من معسكر اليمين الاستيطاني المتطرف.

 

وتخوض الانتخابات غدا 31 قائمة انتخابية، بعد أن انسحبت قبل ثلاثة أسابيع قائمة "زهوت" اليمينية المتطرفة بزعامة موشيه فيغلين، باتفاق مع حزب الليكود الذي سيمنح هذا الأخير منصب وزير في حكومته المقبلة، في حال شكّلها الليكود. إلا أنه من المتوقع أن تدخل الكنيست 9 كتل برلمانية، وهو عدد الكتل الأصغر منذ سنوات طويلة.

إحصائيات المصوتين

أعلنت لجنة الانتخابات المركزية أن عدد ذوي حق الاقتراع المسجلين في سجل الناخبين، بلغ 6394030 ناخبا، في حين قال مركز الإحصاء المركزي إن عدد الناخبين المتواجدين في البلاد بلغ 5,8 مليون نسمة، ما يعني أن أكثر من 9% هم في عداد المهاجرين أو المقيمين في الخارج. كما تبين أن نسبة العرب من ذوي حق الاقتراع هي قرابة 16%.

وفي النتائج الرسمية يتم اعتماد سجل الناخبين، الذي تعلنه لجنة الانتخابات المركزية، والذي يستند إلى سجل السكان العام، ويشمل أيضا مئات الآلاف من المهاجرين أو المقيمين بشكل دائم في الخارج. وحسب التقديرات غير الرسمية، فإن أكثر من 10% من اليهود، وحوالي 5% من العرب، هم في عداد المهاجرين أو المقيمين بشكل دائم في الخارج، من بينهم مثلا آلاف كثيرة من الطلاب العرب.

ويحق التصويت فقط لمن بحوزتهم المواطنة الكاملة، وعلى هذا الأساس يتم إخراج قرابة 335 ألفا، من أهالي القدس المحتلة (312 ألفا)، وأهالي الجولان (23 ألفا)، من الذين بحوزتهم بطاقة مقيم وليس مواطنة كاملة.

ويشار إلى أنه في القدس قرابة 34 ألف شخص من ذوي المواطنة الكاملة، من بينهم 12 ألفا من فلسطينيي الداخل، مثل أهالي شطر بيت صفافا الغربي وغيرهم من الذين انتقلوا للعيش إلى القدس من المناطق الأخرى، والباقي، بمعنى 22 ألفا، هم من فلسطينيي القدس الذين طلبوا وحصلوا على الجنسية الإسرائيلية الكاملة.

أما إحصائيات مركز الإحصاء المركزي فهي تعتمد على من هم في البلاد في يوم الانتخابات، وحسب تقديراته فإن عددهم سيكون 5,8 مليون نسمة، ما يعني أن 9,2% هم في عداد المهاجرين والمقيمين في الخارج.

ويستدل من تقرير مكتب الإحصاء المركزي أن نسبة العرب من بين الناخبين في البلاد قرابة 16%، وحسب تقديرات أكثر دقة، فإن نسبة العرب من بين ذوي حق الاقتراع في حدود 15,8%، بينما نسبة اليهود 79%، في حين أن 5% هم إما من اليهود الذين لا تعترف المؤسسة الدينية بيهوديتهم، أو أنهم مسيحيون هاجروا مع عائلاتهم اليهودية، ولكن كل هؤلاء يمارسون حياة كالمجتمع اليهودي، بما في ذلك أنماط التصويت، رغم أن غالبية الـ 5%، تكون توجهاتها عادة أبعد من اليمين واليمين المتطرف.

ويتبين من معطيات مركز الإحصاء المركزي أن 43% من المواطنين العرب ذوي حق الاقتراع هم دون 18 عاما، مقابل 32% بين اليهود. وهذا يدل على أن الفجوة تتقلص بين اليهود والعرب، إذ حتى قبل سنوات ليست قليلة كان 28% من اليهود دون سن 18 عاما. وهذا انعكاس لتراجع معدلات الولادة بين العرب وارتفاعها بين اليهود. وتبقى معدلات الولادة العربية الأعلى في النقب، إذ أن قرابة 49% من السكان هناك هم دون سن 18 عاما.

أبرز القوائم المشاركة

في ما يلي أبرز القوائم المشاركة في الانتخابات، التي تتوقع لها استطلاعات الرأي تمثيلا في الولاية المقبلة للكنيست. وفي الكنيست 120 مقعدا.

*حزب الليكود، برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي يترأس الحكومات منذ 2009، بشكل متواصل، وتضاف له ولاية من 3 سنوات في النصف الثاني من سنوات التسعين الماضية، وفي شهر تموز الماضي بات نتنياهو أكثر رئيس حكومة إسرائيلي في منصبه. وتتوقع استطلاعات الرأي حصول الليكود على ما بين 31 إلى 33 مقعدا، بينما لليكود حاليا 35 مقعدا، وانضم لقائمته حزب "كلنا"، برئاسة وزير المالية موشيه كحلون، الذي حصل في انتخابات نيسان على 4 مقاعد، ما يعني أن الاستطلاعات تُظهر تراجعا لليكود في القوة الإجمالية- 39 مقعدا.

*تحالف "أزرق أبيض"، وهو يضم ثلاثة أحزاب، هي حزب "يوجد مستقبل" الذي دخل الكنيست لأول مرة في انتخابات 2013، برئاسة يائير لبيد. وحزب "مناعة لإسرائيل" برئاسة رئيس الأركان الأسبق بيني غانتس، وهو رئيس القائمة، وقد تشكل هذا الحزب تمهيدا لانتخابات نيسان العام الجاري. والحزب الثالث، وهو الأصغر، "تلم" برئاسة رئيس الأركان الأسبق ووزير الدفاع الأسبق موشيه يعلون. وتمنح استطلاعات الرأي هذا التحالف ما بين 31 إلى 33 مقعدا. ولهذا التحالف حاليا 35 مقعدا.

*"القائمة المشتركة"، وتضم أربعة أحزاب تنشط أساسا بين فلسطينيي الداخل، وهي: الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والحركة الإسلامية (الجنوبية)، والتجمع الوطني الديمقراطي، والحركة العربية للتغيير. وقد تشكلت القائمة لأول مرة في انتخابات العام 2015، وحصلت حينها على 13 مقعدا، وانشقت لقائمتين في انتخابات نيسان، وحصلت القائمتان على 10 مقاعد. وتتوقع استطلاعات الرأي حصول القائمة المشتركة على ما بين 10 إلى 12 مقعدا.

*تحالف "يامينا"، وهو تحالف ثلاثة أحزاب استيطانية، ناشطة أساسا في أوساط التيار الديني الصهيوني، رغم أنه ترأس القائمة وزيرة العدل السابقة أييلت شاكيد، وهي علمانية. وتتوقع استطلاعات الرأي حصول هذا التحالف على ما بين 8 إلى 9 مقاعد.

*"يسرائيل بيتينو" برئاسة أفيغدور ليبرمان، وهو الحزب الذي منع عمليا تشكيل حكومة نتنياهو بعد انتخابات نيسان، بسبب معارضته لتخفيف مشروع قانون يفرض الخدمة العسكرية الإلزامية على شبان المتدينين اليهود المتزمتين الحريديم. وتتوقع استطلاعات الرأي حصول الحزب على ما بين 7 إلى 8 مقاعد، مقابل 5 مقاعد حصل عليها في انتخابات نيسان.

*قائمتا الحريديم شاس لليهود الشرقيين ويهدوت هتوراة لليهود الغربيين الأشكناز. وتتوقع استطلاعات الرأي حصول القائمتين على ما بين 13 إلى 14 مقعدا مناصفة بين القائمتين، مقابل 8 مقاعد لكل واحدة من القائمتين حصلت عليها في انتخابات نيسان.

*"المعسكر الديمقراطي"، وهو تحالف يضم حزب ميرتس وحزب "إسرائيل ديمقراطية" برئاسة إيهود باراك، والذي تم تشكيله لانتخابات أيلول، ونائبة منفصلة عن حزب العمل (ستاف شافير). إلا أن باراك مرشح في المقعد العاشر غير المضمون. وتتوقع استطلاعات الرأي حصول التحالف على 6 إلى 7 مقاعد، مقابل 4 مقاعد حاليا لحزب ميرتس.

*تحالف "العمل- غيشر"، وهو تحالف يضم حزب العمل برئاسة عمير بيرتس، وحزب "غيشر" برئاسة النائبة السابق أورلي ليفي- أبكسيس، التي انشقت عن حزب "يسرائيل بيتينو" وشكلت هذا الحزب تمهيدا لانتخابات نيسان، إلا أنها حصلت على 1,7% من الأصوات، في حين أن نسبة الحسم 3,25%. وتتوقع استطلاعات الرأي حصول هذه القائمة على ما بين 5 إلى 6 مقاعد مقابل 6 مقاعد حاليا لحزب العمل.

*"عوتسما يهوديت"، وهي حركة منبثقة عن حركة "كاخ" الإرهابية المحظورة صوريا في إسرائيل، وفعليا في الكثير من دول العالم. وقد شطبت المحكمة العليا تشريح اثنين من مرشحي هذه القائمة، بعد أن كانت المحكمة قد شطبت ترشيح ثالث في انتخابات نيسان. وهي الحركة الأشد تطرفا. وفي الأسبوع الأخير توقعت لها استطلاعات الرأي أن تعبر نسبة الحسم وتحصل على 4 مقاعد، ولكن كثيرين يشككون بهذه النتيجة، إذ في انتخابات نيسان توقعت الاستطلاعات حصول قائمة "زهوت" السابق ذكرها على 5 إلى 6 مقاعد، ولكنها حققت نصف النتيجة ولم تعبر نسبة الحسم.

ولا توجد قوائم بارزة، من الممكن أن تجرف عشرات آلاف الأصوات، بل كلها قوائم صغيرة، قد تحصل على بضع مئات وحتى بضع آلاف قليلة من الأصوات، من بينها قائمة حزب "الوحدة الشعبية"، وهو حزب أسسه البروفسور أسعد غانم عشية انتخابات أيلول.

توقعات نسبة التصويت

ستؤدي نسبة التصويت دورا هاما في النتيجة النهائية. ففي انتخابات نيسان هبطت نسبة التصويت إلى أقل من 68,5%، مقابل 72,3% في انتخابات 2015. وكان الهبوط تقريبا في جميع القطاعات، إلا أن التراجع بين اليهود كان أقل من هبوط نسبة التصويت بين العرب. وبحسب الكثير من التقديرات، فإن نسبة التصويت بين العرب في نيسان كانت تلامس 50%، في حين أن فحصا أكثر معمقا يظهر أن نسبة التصويت تجاوزت 52%.

وتقول استطلاعات الرأي إن نسبة التصويت العامة قد تهبط إلى 64%، ولكن لا يمكن الارتكاز لهذه الاستطلاعات، لأن الاستطلاعات التي سبقت انتخابات نيسان أجمعت على ارتفاع نسبة التصويت إلى أكثر من 73%. وتشير كل الاستطلاعات إلى أن نسبة التصويت بين العرب ستتراوح ما بين 55% إلى 57%، مع احتمال ارتفاعها أكثر.

ولكن الأهم هو أين سترتفع وأين ستنخفض نسبة التصويت، فاليمين الاستيطاني، ومعهم جمهور الحريديم، أكثر جهوزية للمشاركة في الانتخابات. وتراوح نسبة التصويت في المستوطنات، ولدى جمهور الحريديم ما بين 85% وحتى 92%، بعد الأخذ بعين الاعتبار تصويت من يجيز لهم التصويت خارج أماكن سكنهم، مثل الجيش والأجهزة الصحية والمرضى والسجناء، والموظفين في مهام يوم الانتخابات والسلك الدبلوماسي والبحارة في الخارج.

النتائج لم تحسم

على الرغم من أن استطلاعات الرأي تجمع كلها على أن حزب الليكود وحلفاءه الفوريين لن يفوزوا بالأغلبية المطلقة (61 نائبا) من دون حزب "يسرائيل بيتينو"، إلا أن كل الاحتمالات قائمة، بما فيها حصول هؤلاء الشركاء في الحكومات الأخيرة على هذه الأغلبية.

ويشترط ليبرمان الانضمام إلى حكومة تضم حزب الليكود وتحالف "أزرق أبيض" وحزبه من دون الحريديم، ولكن احتمال أن ينقلب ليبرمان على شعاراته في اليوم التالي للانتخابات يبقى أيضا أمرا واحدا.

وما يراد قوله إنه إذا صدقت استطلاعات الرأي هذه المرّة، فإن تشكيل الحكومة المقبلة سيشهد تعقيدات ليست سهلة.