قال رئيس "جمعية حقوق المواطن" في إسرائيل الكاتب سامي ميخائيل، إن السنة المنصرمة كانت إحدى السنوات القاسية والمخجلة في تاريخ دولة إسرائيل. ففي مقابل الضعف والبلبلة وتراجع قوى التقدم، تعاظمت قوة السلطة الوحشية والفاسدة التي تنأى بنفسها عن أي مسؤولية حيال كل شرائح المجتمع.
لعل أفضل "إيجاز" يمكن لنا تقديمـه بشأن ما كانه رئيس الحكومة والدولة الإسرائيلية السابق شمعون بيريس في حياته، وبشأن ما سيكونه في الذهنية العامة، بعد مماته أخيرًا، يكمن بما صدر عنه من أقوال ومواقف، تطرقنا إلى نزر يسير منها في المادتين المنشورتين على الصفحة الثانيـة من هذا العدد.
نشرت صحيفة "هآرتس"، قبل عدة أشهر، تقريرا حول إهمال السلطات الإسرائيلية عنف الشرطة ضد اليهود الأثيوبيين، جاء فيه أن أبناء هذه الطائفة "فقدوا ثقتهم بالسلطات، الشرطة وأجهزة التعليم والرفاه، وقد تجذر هذا الأمر في السلوك اليومي، مثل أن يمد الشاب الأثيوبي يده إلى جيبه بحركة سريعة كي يتأكد من أنه يحمل بطاقة هويته، بمجرد أن يرى سيارة شرطة".
"مرّ أسبوعان فقط منذ نشرنا رسالتنا. لم نصل بعد إلى وضع تم فيه استدعاء أي منا إلى الخدمة العسكرية الاحتياطية. لكنني لا أعتقد أن ثمة بيننا مَن وقّع على العريضة ويوهم نفسه بأنه سيحصل على إعفاء. لسنا سُذّجا. نحن ندرك جيدا ما يمكن أن يحصل وسنواجه الأمر، لكننا مؤمنون تماما بما نفعل. ومن ناحيتي الشخصية، على الأقل، فإن العيش في دولة عنصرية يثير الخوف أكثر بكثير من الدخول إلى السجن على خلفية الرفض الأيديولوجي"!
الصفحة 531 من 859