أصدر مركز مساعدة ضحايا العنف في جمعية "نساء ضد العنف" تقريره نصف السنوي الذي يضم معطيات حول توجهات نساء وفتيات ضحايا عنف واعتداءات جنسية لمركز المساعدة في الفترة ما بين كانون الثاني وتموز 2004.
وتبين من المعطيات ان المركز عالج خلال هذه الفترة 315 توجهاً، أي بمعدل 45 توجها في الشهر، وهذا يدل على ازدياد ملحوظ بعدد التوجهات مقارنة بالتقرير الماضي. وقد جاء ذلك نتيجة لما استثمره المركز من جهود في العمل في الحقل، وهو يدل، أيضا، على ازدياد الوعي في صفوف النساء والفتيات للتوجه وطلب المشورة والمساعدة من هذا العنوان الداعم الذي أصبح محط ثقتهن، كما تقول ليندا خوالد مركزة أعمال في المركز.
أما عن نوعية التوجهات التي شملها التقرير فقد دلت المعطيات على أن90 من المتوجهات تعرضن للاغتصاب أو للتحرشات الجنسية و 158 تعرضن لعنف جسدي وكلامي و24 طلبن استشارة قانونية. بالإضافة إلى 43 توجهًا من سنوات سابقة تمت متابعتها في هذه الفترة.
وبعكس الاعتقاد السائد بان الاعتداءات الجنسية تتم في اماكن بعيدة عن بيت الضحية وفي الاحراش والاماكن الخالية فقد تبين، كما في تقارير كثيرة سابقة للمركز، ان اعلى نسبة من الاعتداءات تتم داخل بيت الضحية، حيث حدثت 47 من بين حالات الاعتداء في بيت الضحية اي بنسبة 43%. وفي نسبة عالية جداً من الاعتداءات (64%) كان المعتدي انسانًا معروفًا للضحية او احد افراد عائلتها او زوجها.
وما يتبين في هذا الجزء من المعطيات كما تقول خوالد: "يدحض بعض المحاولات المجتمعية لقمع المرأة بتحديد مساحة المرأة ببيتها كإطار"آمن" تتجنب فيه محاولات الاعتداء عليها ". وعن جيل الضحية وقت تعرضها لجريمة الاعتداء الجنسي فقد تبين ان 17 من المعتدى عليهن كن دون سن الثانية عشرة (اي بنسبة 16%) ما يؤكد على بشاعة ودناءة دوافع المعتدين الذين لا يأبهون لبراءة الاطفال الذين لا يعون في غالبية الحالات ما الذي يحدث معهم، وما يؤكد على ضرورة العمل من اجل رفع وعي الاطفال والشباب في الاجيال المبكرة لحقوقهم بحماية اجسامهم والمحافظة على خصوصيتهم.
ومن المتوجهات الى المركز كن قد توجهن الى الشرطة 35 ضحية اعتداء جنسي. وبعد تلقي المساعدة من المركز توجهت ثماني ضحايا اخرى الى الشرطة، واختارت غالبية المتوجهات عدم التوجه الى الشرطة (57% من المتوجهات لم تتوجهن الى الشرطة بالمرة، و 6% من اللاتي توجهن الى الشرطة تراجعن فيما بعد عن تقديم الشكوى).
يذكر أن مركز مساعدة ضحايا العنف و الاعتداءات الجنسية، والذي يعمل على مدار العام بواقع 24 ساعة يوميا، يقوم دائماً بمرافقة الضحية في كل حل تختاره وذلك لمعرفة العاملات والمتطوعات في المركز بإشكاليات المسارات والخيارات المختلفة، من خلال الحفاظ على السرية المطلقة لأي توجه ومن أي نوع كان، بالذات بعد الازمة التي تمر بها الضحية بعد الاعتداء الجنسي. بالإضافة إلى ذلك يقوم المركز بعمل ميداني جماهيري واسع حيث قدم ونظم ، خلال الفترة التي يتحدث عنها التقرير، 516 محاضرة وورشة عمل، أمام آلاف الطلاب والطالبات ومجموعات نسائية وفعاليات اجتماعية ومهنية مختلفة .
