المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
حماية الملاحة الجوية المدنية واحدة من نقاط ضعف إسرائيل في أوقات الحروب. (عن: "إسرائيل اليوم")
  • تقارير، وثائق، تغطيات خاصة
  • 755
  • وليد حباس

في أعقاب اغتيال إسرائيل مسؤولًا عسكريًا كبيرًا في حزب الله في الضاحية الجنوبية في بيروت، واغتيال زعيم حركة "حماس" إسماعيل هنية الذي تتنكر إسرائيل لمسؤوليتها عنه في طهران، رفعت إسرائيل حالة التأهب إلى أعلى الدرجات تحضيراً لرد عسكري إيراني محتمل، مما أدى إلى إعاقة حركة الطيران المدني في إسرائيل. وفي حين أعلنت شركة الطيران الإسرائيلية "إل- عال" أن جدول رحلاتها لم يتأثر بعد، فإن شركات طيران أساسية كانت قد ألغت رحلاتها القريبة إلى إسرائيل، وتشمل شركات دلتا (Delta Air Lines) ويونايتد إيرلاينز (United Airlines) ولوفتهانزا (Lufthansa) والخطوط الجوية النمساوية (Austrian Airlines) وخطوط بروكسل الجوية (Brussels Airlines) وطيران الهند (Air India)، وغيرها.

تستعرض هذه المقالة حركة الملاحة الجوية في إسرائيل، والمطارات المُستخدمة، وقدرة إسرائيل على حماية الملاحة الجوية المدنية، التي تعتبر واحدة من نقاط ضعف إسرائيل في أوقات الحروب.

الملاحة الجوية في إسرائيل: لمحة عامة

تأسست سلطة الطيران المدني (CAA) في إسرائيل في 13 أيار 2005، بموجب قانون سلطة الطيران المدني. وكان الغرض منها هو تنظيم الطيران المدني في إسرائيل وتطويره. وقد حلت هذه السلطة القانونية محل إدارة الطيران المدني، التي كانت في السابق قسمًا من وزارة المواصلات.

ومهمات سلطة الطيران المدني، التي يترأسها حالياً العقيد المتقاعد شموئيل زكاي، هي: وضع لوائح الطيران الوطنية والدولية وضمان تنفيذها، إصدار التراخيص والتصاريح والموافقات للطائرات ومعدات الطيران وموظفي الطيران والمشغلين والمطارات ومرافق التحكم والمساعدات الملاحية ووسائل الاتصال ومسارات الطيران، الإشراف على الطيران المدني، وضمان معايير السلامة للطائرات الإسرائيلية وتلك الموجودة في المجال الجوي الإسرائيلي، جمع ونشر المعلومات المحلية والدولية المتعلقة بالطيران وإرشادات السلامة، تنفيذ معاهدات واتفاقيات الطيران الدولية التي تكون إسرائيل طرفًا فيها والحفاظ على العلاقات الدولية، الشروع في البحوث في مجال الطيران المدني وتجميع البيانات ذات الصلة، تقديم المشورة إلى وزير النقل في الأمور المتعلقة بالطيران.

وتشرف سلطة الطيران على الطيران المدني، بحيث أن الطيران العسكري، والمقذوفات الحربية، تقع تحت مسؤولية سلاح الجو، وشعبة الاستخبارات الجوية، داخل الجيش الإسرائيلي.

حاليا، توجد في إسرائيل المطارات التالية:

1. مطارات مدنية دولية: وتشمل مطار بن غوريون الدولي، مصنف حسب المنظمة الدولية للطيران المدني تحت اختصار LLBG، ومعروف لدى شركات الطيران العالمية باختصار TLV. ومطار حيفا، مصنف حسب المنظمة الدولية للطيران المدني تحت اختصار LLHA، ومعروف لدى شركات الطيران العالمية باختصار HFA. ومطار رامون، مصنف حسب المنظمة الدولية للطيران المدني تحت اختصار LLER، ومعروف لدى شركات الطيران العالمية باختصار ETM.

2. مطارات محلية عاملة: وتشمل مطار هرتسيليا ومطار رأس العين.

3. مطارات غير عاملة أو مغلقة: وتشمل مطار قلنديا (تم إغلاقه العام 2001)، مطارإيلات (تم إغلاقه العام 2019)، مطار داب هوز (تم إغلاقه العام 2019).

بالإضافة إلى ذلك، يوجد في إسرائيل 15 مهبط طائرات، عادة ما يتم استخدامها لأغراض التدريب أو الطيران الخاص، وقاعدة جوية للطيران الفضائي، اسمها قاعدة بلماحيم، بالإضافة إلى 8 مطارات عسكرية أخرى.

يعتبر مطار بن غوريون الدولي هو الأهم، ويحظى بحصة الأسد من السفرات الجوية الخارجة من إسرائيل والداخلة إليها. بحسب الإحصاءات، مر من خلال مطار بن غوريون خلال العام 2023 حوالى 22 مليون مسافر (حوالى 800 ألف رحلة)، من خلال حوالى 152 ألف رحلة جوية (حوالى 7500 رحلة جوية داخلية)، وهذه شملت 137 وجهة دولية، ووجهة محلية واحدة.  بالإضافة إلى ذلك، يشكل مطار بن غوريون ميناء تجاريًا أساسيًا، تمر عبره حوالى 400 ألف طن من البضائع المستوردة والمصدرة.

تعمل في مطار بن غوريون حوالى 140 شركة طيران إسرائيلية ودولية. تحوز شركة إل عال الإسرائيلية على ربع السفرات الجوية (26.20%)، ثم شركة ويز (9.47%)، ثم راين إير (5.44%)، ثم الخطوط الجوية التركية (5.24%)، ثم إسرائير الإسرائيلية (4.75%)، ثم أركيع (3.43%)، ثم بيغاسوس (3.38%)، ثم المتحدة للطيران ولوفتهانزا (حوالى 2.3% كل واحدة). وتشكل تركيا الوجهة الأكثر نشاطاً في عمل مطار بن غوريون، تليها الولايات المتحدة ثم اليونان، ثم إيطاليا، ثم بريطانيا، ثم فرنسا، ثم الامارات العربية المتحدة، ثم ألمانيا، ثم قبرص.

الملاحة الجوية المدنية خلال الحرب على غزة

ساهمت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في تعطيل الطيران في مطار بن غوريون الدولي بشكل كبير، خصوصًا في الأسابيع الأولى من الحرب بسبب تمكن حركة حماس من قصف المطار. وأدى الأمر إلى انخفاض حاد في حركة الركاب والبضائع. وعلى الرغم من بقاء المطار مفتوحًا، فإن تداعيات الحرب واضحة في أحدث بيانات حركة المرور، والتي تظهر انخفاضًا كبيرًا على أساس سنوي في أعداد الركاب الدوليين والمحليين:

  • المسافرون الدوليون: في شهر كانون الأول 2023، انخفض عدد الركاب بنسبة 71% على أساس سنوي ليصل إلى 524,000.
  • الركاب المحليون: انخفض بنسبة 17% إلى حوالى 61,000 في كانون الأول 2023.
  • حركة البضائع: انخفضت أحجام الشحن بنسبة 17% على أساس سنوي في كانون الأول 2023، حيث انحصرت في حوالى 27,900 طن.

وتشير تقارير إلى أن الحرب أثرت بشكل كبير على مطار بن غوريون الدولي، مما أدى إلى تخفيضات كبيرة في حركة الركاب والبضائع. وبالإضافة إلى إعلان الجيش الإسرائيلي أنه ينصب بطاريات القبة الحديدية في محيط المطار، فإنه قام أيضًا بإجراء تعديلات على حركة الملاحة، وخصص مدرجات للهبوط ومدرجات أخرى للإقلاع، ورفع من نسبة الحيطة في مراقبة حركة الملاحة.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات