حي في تل ابيب، أٌُيم في عام 1927 إلى الجنوب من محطة القطار المؤدية إلى القدس. أٌُيم الحي على يد عائلة فلورنتين المهاجرة من مدينة تسالونيكي في اليونان. ووضعت مخططات الحي ليكون مؤهلاً لاستيعاب محلات تجارية وورش صغيرة إلى جانب دور سكنية ذات أربع طوابق في الحد الأقصى.
استوطن الحي في بداياته مهاجرون من اليونان وبولندا وشمال افريقيا وبلغاريا. وحصل تحول جذري على الحي في نهاية الستينات، إذ غادرته العائلات المؤسسة والقديمة، وتحول الحي إلى متاجر ومحلات وورش لحرف صغيرة وخفيفة. وأعلنت إدارة بلدية تل ابيب في عام 1991 عن إطلاق مشروع لتجديد حي فلورنتين، وشمل المشروع ترميم المباني القديمة، وبناء شقق صغير للأزواج الشابة، وفتح مقاهي جديدة ومطاعم ومعارض وصالات فنية، ومحلات لأشغال يدوية.
وبالرغم من الميزانيات الكبيرة التي رصدتها البلدية لتنفيذ هذا المشروع إلا أن قرب الحي من منطقة المحطة المركزية القديمة في تل ابيب وأماكن تجمّع العمل الأجانب لم يساعد في إعادة ازدهاره ورونقه.
وشهد الحي حالة من التدهور وارتفعت نسبة الجريمة فيه، خاصة تجارة المخدرات والقتل. وأرسلت الشرطة الاسرائيلية فرقا من حرس الحدود لنشر الأمن والأمان في الحي، إلا أن سكان الحي ونشطاء منظمات اجتماعية وأهلية اعترضوا على وجود فرق حرس الحدود في حيهم وتحويله على ثكنة عسكرية، فنظموا عرائض ومظاهرات أثمرت في النهاية بإلغاء وإبطال وجود حرس الحدود، وإعادة الحالة إلى ما كانت عليه، والتزام السكان بالحفاظ على النظام العام والنظافة.
ويتميز هذا الحي بوجود عدة معالم تعتبرها اسرائيل حكومة وشعبا أنها مهمة في صناعة تاريخ الشعب الاسرائيلي الحديث، ومنها: "بيت يائير شطيرن" الذي جُعل متحفا لتاريخ منظمة "لحي" الارهابية التي نظمت سلسلة من العمليات الارهابية ضد الفلسطينيين والانجليز زمن لانتداب البريطاني على فلسطين. وفي هذا البيت قُتل يائير على يد المخابرات البريطانية التي لاحقته. وفي الحي أيضا سوق لفينسكي، وكنيس يهودي من بدايات الحي.
اكتسب الحي مكانة لدى الشباب الاسرائيلي المدني المعاصر لكونه يدمج بين القديم والحديث. وتُقام فيه حاليا عدّة مهرجانات محلية صغيرة إضافة إلى نشاطات ثقافية على مدار السنة.