عبارة عن تقارب وتداخل اليهود في المجتمعات واتباع الديانات الغربية التي يعيشون ويقيمون في أوساطها. لقد رأى كثيرون من اليهود
أن الاندماج بشعوب أخرى والتأقلم مع حضارتهم ونمط حياتهم اليومي، هو الطريقة الوحيدة للاندماج الكلي وتحقيق النجاح في مستويات الحياة الاقتصادي والاجتماعي. واعتقد الداعون إلى تبني هذا لنهج أن الاندماج كفيل بحل مشكلة اليهود في العالم، وهناك مجموعة أخرى اعتقدت أنه يمكن الحفاظ على قيم يهودية خاصة مثل القيم الدينية والتراثية الخاصة بالمجتمع اليهودي، وبالمقابل التنازل عن الانتماء القومي اليهودي. النموذج الثاني للاندماج كان عن طريق الزواج المختلط. أما حديثا فالاندماج يكون عن طريق الانضمام إلى أحزاب سياسية غير متدينة أو معارضة للدين، مثل الاندماج في الحركات الاشتراكية والشيوعية التي وضعت نصب عينها الكفاح من أجل الطبقات الكادحة من العمال في سبيل اوطانهم. أما الحركة الصهيونية فاعتبرت الاندماج حالة كارثية قوية مدمرة لأسس المجتمع اليهودي ولمكوناته الحضارية، وخطر على الأمة. لذلك حاربت كل محاولة للاندماج والتطبع بالمجتمع الغريب. وإثر ازدهار وانتشار الحركة الصهيونية انخفض تيار الداعين إلى الاندماج شيئا فشيئا، ولكن ما زال العديد من اليهود في العالم يفضلون الاندماج وذلك حفاظا على مصالحهم الاقتصادية ومراكزهم الاجتماعية والسياسية التي كونوها لأنفسهم عبر الزمن وفي الدول التي يعيشون فيها خارج اسرائيل. ومن جهة أخرى لم تنجح اسرائيل ككيان سياسي وقومي لليهود في الحيلولة دون حصول اندماج، بل إن المخاوف متزايدة جراء نقصان عدد اليهود في العالم سنة بعد أخرى، ومن بين اسباب هذه الحالة اندماج أعداد كبيرة من الشباب اليهودي في مجتمعات غير يهودية في اوروبا وامريكا.