هيئة الاستخبارات والمباحث السرية الإسرائيلية، ومجال عملها خارج حدود إسرائيل. تقوم هذه الهيئة بالعمل في ثلاثة محاور مركزية، وهي: جمع معلومات حول مواضيع سياسية، وعسكرية وأمنية مهمة جداً بالنسبة لإسرائيل. والمحور الثاني تنفيذ عمليات
خاصة في قطاع الاستخبارات. والمحور الثالث إجراء بحوث وتقييمات لكل المواد والمعطيات التي يجري تجميعها لاستخلاص النتائج وتقديم التوصيات إلى الجهات السياسية والأمنية في إسرائيل. جرى تأسيس الموساد الاسرائيلي العام 1951 ضمن برنامج تنظيم جديد للعمليات الاستخبارية بعد إقامة إسرائيل، والواقع أن الموساد هو الهيئة الوريثة للقسم السياسي في وزارة الخارجية. وأول من تولى رئاسة الموساد كان رؤوبين شيلواح، ثم جاء من بعده ايسار هرئيل الذي أحدث نقلة نوعية كبيرة ومهمة جداً في هذا الجهاز الإستخباري. وفي الخمسينيات اتخذت الحكومة الإسرائيلية قراراً بأن يقوم الموساد بالمساهمة في تنظيم عمليات هجرة اليهود إلى إسرائيل، ونال شهرة عالمية واسعة النطاق عندما نجح في اختطاف النازي أدولف ايخمان وإحضاره إلى إسرائيل ومحاكمته كمجرم حرب والحكم عليه بالإعدام. ساهم الموساد في تجميع معلومات استخبارية كبيرة عن المفاعل النووي العراقي (تموز) والذي قامت إسرائيل بتسديد ضربة إليه أدت إلى تدميره. وقام الموساد بتنفيذ عمليات اغتيال قياديين فلسطينيين في لبنان وتونس وفي بعض العواصم الأوروبية دون اعتراف رسمي من قبل السلطات الحكومية الإسرائيلية بذلك. وأمام هذه النجاحات وقع الموساد في أخطاء جسيمة أثرت على مكانته في العالم، خاصة وأن الموساد أوصى الحكومة الإسرائيلية بأن تتبنى عائلة جميّل، وتسعى إلى انتخاب أحد أبنائها الشيخ بشير الجميل لرئاسة الجمهورية اللبنانية، مما سيسهل على إسرائيل في المستقبل التعامل مع حكومة برئاسته، ولكن عملية اغتيال الجميّل غيّرت المعايير كلّها. وأيضاً العملية الفاشلة التي نفذها الموساد ضد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) في عمان. ولم يعلن عن اسم رئيس الموساد بشكل رسمي من قبل الحكومة الإسرائيلية إلى أن جرى تعيين داني يتوم رئيساً لهذا الجهاز العام 1996. ومن بين الذين تولوا رئاسة الموساد بعد ايسار هرئيل: مئير عميت (1963 - 1968)، وتسفي زمير (1968 - 1974)، ويتسحاق حوبي (1974 - 1982)، وناحوم ادموني (1982 - 1989)، وشبتاي شافيت (1989-1996)، وداني يتوم (1996 - 1998)، وافرايم هليفي (1998-2002)، ومئير دجان(2002 - ).
ونفذت هيئة الاستخبارات "الموساد" سلسلة من عمليات اغتيال شخصيات فلسطينية، منها: عملية اغتيال عاطف بسيسو في باريس في العام 1992 بتهمة علاقته بمقتل الرياضيين الإسرائيليين في ميونيخ(ألمانيا) في العام 1972، والمحاولة الفاشلة لاغتيال خالد مشعل في عمّان (الأردن) في العام 1997، واغتيال القيادي في حماس الشيخ محمود الخليل في دمشق (سوريا) في العام 2004.