تقارير خاصة

تقارير عن قضايا راهنة ومستجدة في إسرائيل.
  • تقارير خاصة
  • 2110

زيارة أوباما

أعلن البيت الأبيض هذا الأسبوع أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيزور كلا من الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، في الربيع المقبل. وقالت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي إن أوباما سيصل إلى إسرائيل في 20 آذار المقبل، وستكون هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها، كرئيس للولايات المتحدة، إلى إسرائيل، فقد امتنع خلال ولايته الأولى عن القيام بها. ويعزو سياسيون ومحللون إسرائيليون هذا الامتناع إلى توتر العلاقات بين الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الناجم عن خلافات بينهما فيما يتعلق بالتعامل مع البرنامج النووي الإيراني وعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

 


إلا أن هذه الزيارة المتوقعة، تأتي الآن في أعقاب وصول توتر العلاقات بين أوباما ونتنياهو إلى أوجه، بعد اتهامات للأخير بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية لصالح منافس أوباما والمرشح الجمهوري، ميت رومني. كذلك تأتي زيارة أوباما بعد فترة قصيرة من بدء ولايته الثانية. كما أن الزيارة ستأتي بعد أن يشكل نتنياهو حكومته الجديدة.

ويبدو أن القضايا التي سيبحثها أوباما في إسرائيل مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، عشية جولة مفاوضات جديدة بين الولايات المتحدة والدول الغربية وبين إيران وفي ظل استمرار تلويح إسرائيل بوجوب توجيه ضربة عسكرية لإيران، وإن كان ذلك بصورة أقل حدة من التهديدات التي سبقت الانتخابات الإسرائيلية.

وسيبحث أوباما في إسرائيل الملف السوري واستمرار الحرب الأهلية في سورية. ويأتي ذلك في أعقاب غارات الطيران الحربي ضد أهداف في الأراضي السورية، وفي الوقت الذي ترددت فيه أنباء حول "ضوء أخضر" أميركي لهذه الغارات، كونها جاءت خلال تواجد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، اللواء أفيف كوخافي، في زيارة رسمية للولايات المتحدة بالتزامن مع شن هذه الغارات. ويشار إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، موجود في زيارة رسمية في الولايات المتحدة للبحث في الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط، وخاصة الملفين الإيراني والسوري.

ويتعلق الموضوع المركزي الثالث الذي سيبحثه أوباما في إسرائيل، وفي رام الله والأردن بطبيعة الحال، باحتمالات استئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية. فهذه المفاوضات مجمدة منذ الحرب على غزة، في نهاية العام 2008، رغم أنها استؤنفت خلال أيلول العام 2010، بضغوط أميركية، ولكن لم ينتج عنها شيء، جراء رفض نتنياهو مطالب دولية وفلسطينية بتجميد الاستيطان.

تلميح إسرائيلي إلى احتمال تجميد البناء في المستوطنات "المعزولة" عشية زيارة أوباما

ألمح ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى احتمال تجميد البناء في المستوطنات "المعزولة"، الواقعة خارج الكتل الاستيطانية الكبرى، مقابل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، في خطوة تبدو أنها تأتي تمهيدا لزيارة أوباما لإسرائيل والسلطة الفلسطينية والأردن.

ونقلت صحيفة "هآرتس"، اليوم الخميس - 7.02.2013، عن مصدر داخل ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية قوله إن رئيس مجلس الأمن القومي، يعقوب عميدرور، ومبعوث نتنياهو الخاص، المحامي إسحق مولخو، ومستشارين آخرين لنتنياهو، لا يستبعدون احتمال تجميد مؤقت للبناء في المستوطنات "المعزولة" التي تقع خارج الكتل الاستيطانية الكبرى الثلاث، وهي "أريئيل" و"معاليه أدوميم" و"غوش عتسيون". وأضاف المصدر نفسه أن هذا التجميد سيكون فقط مقابل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بقيادة الإدارة الأميركية وتنفيذ الفلسطينيين خطوات مثل التعهد بعدم التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد إسرائيل.

وتأتي هذه التلميحات الإسرائيلية في أعقاب الإعلان عن أن الرئيس الأميركي سيسعى إلى تحريك عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، المجمدة منذ سنوات بعدما رفض نتنياهو مطالب فلسطينية ودولية بتجميد الاستيطان. وتعتبر إسرائيل، وصرح نتنياهو بذلك مرات عديدة، أن الكتل الاستيطانية الكبرى ستبقى تحت سيادة إسرائيل في أي اتفاق يتوصل إليه الجانبان في المستقبل.

ووفقا لتقرير "هآرتس" اليوم، فإن ديوان نتنياهو أخذ يغيّر خطابه فيما يتعلق بالاستيطان، بعد أن كثّف الاستيطان وإجراءات المصادقة على مخططات بناء واسعة للغاية في السنوات الأخيرة، وخاصة عشية الانتخابات الإسرائيلية. ونقلت الصحيفة عن مصدرين إسرائيليين قولهما إن رئيس مجلس الأمن القومي عميدرور عبّر خلال اجتماعات مغلقة في ديوان رئيس الحكومة، في الأسابيع الماضية، عن "معارضته" للاستيطان وقال إن البناء في المستوطنات "تسبب بفقدان إسرائيل أكبر أصدقائها في الغرب".

ورغم أن إسرائيل تعاني فعلا من عزلة سياسية دولية، وخاصة بين الدول الأوروبية، بسبب سياسة حكومة نتنياهو في مجال الاستيطان، إلا أن أقوال عميدرور الآن تبدو غريبة كونه ينتمي من الناحية الأيديولوجية إلى التيار الديني - الصهيوني - القومي الذي يدفع في اتجاه تكثيف الاستيطان وعدم الاعتراف بوجوب قيام دولة فلسطينية.

رغم ذلك، عبر عميدرور خلال الاجتماعات المغلقة عن قلقه البالغ من تدهور مكانة إسرائيل الدولية على ضوء الانتقادات الشديدة التي توجهها دول بارزة في الغرب تجاه موجة البناء في المستوطنات التي أعلنت عنها إسرائيل، ونتنياهو شخصيا، في أعقاب الاعتراف بفلسطين دولة مراقبة وغير كاملة العضوية في الأمم المتحدة في نهاية تشرين الثاني الماضي.

ونقلت المصادر عن عميدرور قوله في الاجتماعات المغلقة إنه "لا يمكن شرح موضوع البناء في المستوطنات في أي مكان في العالم، ولا يمكن شرح هذا الموضوع للمستشار الألمانية أنجيلا ميركل ولا حتى أمام رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر" اللذين يعتبران من أقرب الزعماء الغربيين لإسرائيل. وأضاف عميدرور أن "البناء في المستوطنات تحول إلى مشكلة سياسية ويجعل إسرائيل تفقد تأييد دول صديقة في الغرب".

ووفقا للمصدرين اللذين تحدثا إلى الصحيفة فإنه خلال المداولات التي سبقت الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة، تحفظ عميدرور من رد فعل إسرائيلي شديد يتم التعبير عنه بدفع مخططات لبناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات. وأضاف المصدران أن عميدرور عارض بشدة أكبر إعلان نتنياهو عن دفع مخططات بناء استيطانية في المنطقة "إي1" بين القدس الشرقية ومستوطنة "معاليه أدوميم" والتي تلقى معارضة دولية واسعة كونها تقطع التواصل الجغرافي بين شمال وجنوب الضفة الغربية. وقالت "هآرتس" إن موقف عميدرور حول الاستيطان يؤيده مبعوث نتنياهو الخاص مولخو، المسؤول عن الملف الفلسطيني في ديوان نتنياهو.

وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "معاريف" اليوم بأن المستشار السياسي لنتنياهو، رون دريمر، قرر التنحي عن عمله في ديوان رئيس الحكومة بعد انتهاء زيارة أوباما. وأضافت الصحيفة أن دريمر يطالب بأن يتولى منصب السفير الإسرائيلي في واشنطن بعد انتهاء ولاية السفير الحالي مايكل أورن، لكن على ما يبدو أنه لن يحصل على هذا المنصب لأنه ليس مرحبا فيه لدى الإدارة الأميركية، لأن دريمر يعتبر الشخص الذي وقف وراء تدخل نتنياهو في الانتخابات الرئاسية الأميركية وتعبيره عن تأييده لمنافس أوباما المرشح الجمهوري رومني.

وأشارت "هآرتس" إلى أن التقديرات في ديوان نتنياهو في الأسابيع الأخيرة هي أنه ستتم ممارسة ضغوط دولية كبيرة على حكومة نتنياهو الجديدة فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني، وخاصة في موضوع الاستيطان وأن نتنياهو نفسه شبّه هذه الضغوط بأنها "آلة طحن اللحمة".

وأضافت الصحيفة أنه انطلاقا من هذه التقديرات فإن نتنياهو يعتزم بذل مجهود كبير من أجل أن يضم ائتلافه الجديد أحزاب "الحركة" برئاسة تسيبي ليفني وكاديما برئاسة شاؤول موفاز و"يوجد مستقبل" برئاسة يائير لبيد.

وقالت الصحيفة إن قياديين في حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، بدأوا مؤخرا يقولون للصحافيين إن ليفني ستحصل في الحكومة الجديدة على منصب وزاري سياسي وستشارك في المفاوضات مع الفلسطينيين. ويذكر أن ليفني عندما كانت وزيرة للخارجية في حكومة إيهود أولمرت، ترأست الطاقم الإسرائيلي للمفاوضات مع الفلسطينيين.

شابيرو وأورن: زيارة أوباما لإسرائيل تحمل رسالة إلى العالم

أكد السفير الأميركي في تل أبيب، دان شابيرو، والسفير الإسرائيلي في واشنطن، مايكل أورن، أن زيارة أوباما إلى إسرائيل هي رسالة إلى العالم حول عمق العلاقات بين الدولتين.

وقال شابيرو لموقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني، أمس الأربعاء – 6.2.2013، إنه "توجد في هذه الزيارة رسالة إلى جميع الدول، الصديقة وغير الصديقة. وإذا كان هناك أحد ما يشكك في العلاقة الوثيقة والتزام الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، فإن هذه الزيارة ستزيل التساؤلات. وتحمل الزيارة رسالة إلى الشعب في إسرائيل، والدول المجاورة في المنطقة والشعب الأميركي حول العلاقة القوية والعميقة بين الدولتين. وبمجرد كون هذه الزيارة الأولى [إلى الخارج] في الولاية الثانية للرئيس، فإن ثمة رسالة في ذلك".

وأضاف شابيرو أن "الرئيس ورئيس الحكومة تحدثا بعد الانتخابات في إسرائيل، وشعرا أن التوقيت مناسب للزيارة، من أجل البحث في الأجندات المشتركة، وبينها منع إيران من الحصول على سلاح نووي، والوضع في سورية ومنع تسرب سلاح كيماوي، واستئناف المفاوضات السياسية [بين إسرائيل والفلسطينيين]. وقد أراد أن تكون زيارته الأولى إلى خارج الولايات المتحدة هنا، وسوف يزور السلطة الفلسطينية والأردن أيضا".

واستبعد السفير الأميركي حدوث انطلاقة ذات معنى في العملية السياسية. وقال إن "استئناف المفاوضات والتوصل إلى حل الدولتين هما هدف للرئيس ولرئيس الحكومة أيضا. وليس لدي توقعات لشيء ما خاص في هذه القضية. والزيارة هي جزء من الرغبة في دفع الحل".

وكان محللون إسرائيليون قد أشاروا إلى أن زيارة أوباما تهدف إلى التلميح لنتنياهو بأن عليه تشكيل حكومة معتدلة وقادرة على دفع العملية السياسية. وعلق شابيرو على ذلك بالقول "إننا نحترم العملية السياسية الإسرائيلية الداخلية، وسنعمل بتعاون مع أية حكومة ستشكل. وما كان الرئيس سيصل إلى إسرائيل قبل تشكيل حكومة جديدة. ودفع المفاوضات هي أجندة كافة الحكومات [الإسرائيلية] والإدارات [الأميركية] في السنوات الأخيرة".

وفيما يتعلق بانتقادات لأوباما بسبب امتناعه عن زيارة إسرائيل خلال ولايته الأولى، قال شابيرو إن "الانتقادات ستوجه سواء أتى أم لم يأتِ. والرئيس يتوقع علاقة مباشرة مع الجمهور الإسرائيلي. وقد أثبت أوباما في الولاية الأولى أنه داعم لإسرائيل، بواسطة مساعدات دفاعية في وجه الصواريخ وتعاون استخباراتي وأمني غير مسبوق. والرئيس يؤمن بأن العلاقة المباشرة مع الإسرائيليين هي جزء هام من سياسته".

من جانبه قال أورن لصحيفة "هآرتس" إن زيارة أوباما "غايتها تمرير رسالة للمنطقة كلها حول قوة العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وحول نيته تعزيز الحلف الاستراتيجي بين الدولتين بشكل أكبر في فترة التحدي هذه الموجود فيها الشرق الأوسط. وقد قلنا دائما إن زيارة كهذه ستقابل بالترحاب وأنا واثق من أن حكومة إسرائيل ورئيسها سيستقبلان الرئيس بشكل حميم".

"تطورات محتملة في سورية وإيران تعزز أهمية التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة"

نقلت "هآرتس" عن موظف إسرائيلي رفيع المستوى ويعمل في الإعداد لزيارة أوباما إلى إسرائيل، قوله إن "الأميركيين يريدون رؤية تحرك في عملية السلام. ورغم ذلك فإنه في هذه المرحلة لا توجد خطة أميركية واضحة من أجل استئناف عملية السلام أو مبادرة سياسية يعتزم الرئيس إطلاقها خلال زيارته".

وكتب محلل الشؤون الأميركية في "هآرتس"، حيمي شاليف، إن توقيت زيارة أوباما كان مفاجئا لأوساط في واشنطن، "فالتوقيت يخدم بدون شك الاحتياجات السياسية لنتنياهو، الذي سيكون بإمكانه أن يلوح بعملية السلام الآخذة بالاقتراب من أجل إغراء أحزاب على يساره بالانضمام إلى ائتلافه، وفي الوقت نفسه التهديد بضغوط سياسية تقترب وذلك من أجل تسريع أولئك الذين على يمينه [بالانضمام إلى حكومته]".

لكن شاليف أشار إلى أن هذا لا يفسر سبب استعجال أوباما بالقيام بهذه الزيارة. ورأى الكاتب أن السبب يكمن في "سماء الشرق الأوسط المتكدرة. فمصر تهتز، وسورية عاصفة، والقضية النووية الإيرانية تقترب من ساعة الحسم. وإلى حين خروج زيارة أوباما إلى حيز التنفيذ ربما يحدث تدهور آخر في كل واحدة من المناطق الثلاث وربما في جميعها معا، وذلك ضد المصالح الأميركية في المنطقة. وفي هذا الوضع تتعزز أهمية تنسيق المواقف وتسوية الخلافات بين أوباما ونتنياهو، ولكن بالقدر نفسه، تتزايد جاذبية استئناف عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين كوسيلة لتهدئة المنطقة، وإبعاد الانتقادات لواشنطن وربما إنشاء تحالف إقليمي ضد إيران أيضا".

ولفت شاليف إلى أن وجهة النظر القائلة إن تسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني بإمكانها أن تساهم بشكل كبير في استقرار الشرق الأوسط تتبناها الرباعية الدولية أيضا، ووجهة النظر هذه سترسم عمليا ملامح سياسة الأمن القومي للولايات المتحدة في السنوات القريبة المقبلة، التي سيديرها أوباما ونائبه، جوزيف بايدن، ووزير الخارجية الجديد، جون كيري، ووزير الدفاع الجديد، تشاك هيغل.

وأضاف شاليف أن هذا هو أيضا القاسم المشترك الواسع القائم اليوم بين القيادة السياسية في واشنطن وأغلبية زعماء أوروبا، وكانت وجهة النظر هذه أحد المواضيع التي بحثها كيري مع نظيره وصديقه البريطاني، وليام هيغ. وتابع المحلل أنه "رغم أن الأمور لا تقال صراحة، إلا أن الأوروبيين يشترطون تأييدهم للسياسة الأميركية، وخاصة تجاه إيران، ببذل مجهود إضافي من أجل استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. ويفترض أن ينفذ كيري العمل التحضيري المكثف في الأسابيع القريبة، وأوباما، هكذا يأملون في واشنطن، سيأتي لإنهاء الأمور، عندما يصل في زيارة عمل في نهاية آذار".

"لا توجد وجبات مجانية"

وكتبت مراسلة صحيفة "يديعوت أحرونوت" في واشنطن، أورلي أزولاي، أن "كل من يعرف جيدا الكود في واشنطن الرسمية يدرك أنه لا توجد في هذه المدينة وجبات مجانية. فرئيس الدولة العظمى لا يخرج لزيارة في دولة تقع وراء البحار من دون ضمان نتائج الزيارة مسبقا وبشكل يريده وينسجم مع مصالحه. وقد قرر أوباما المجيء إلى إسرائيل لأنه فهم من نتنياهو الأسبوع الماضي أن ثمة ما يمكن الحديث حوله، وهو دولتان".

وأضافت أزولاي أن "الرئيس ومستشاريه لا يثقون فعلا بنتنياهو ولا يخفون حجم الشكوك نحوه. لكن نتائج الانتخابات في إسرائيل أنشأت لديهم فرضية للعمل: نتنياهو فاز، لكنه عمليا خسر، ولذلك سينفذ ما هو مطلوب منه أن يفعله. وهذه هي قوانين اللا مفر. ويأتي أوباما من أجل أن يضغط على نقطة الضعف لدى نتنياهو بعد أن قال الشعب في إسرائيل كلمته، وبعد أن تبدد جزء من التخوف الأميركي بأن إسرائيل تنزاح نحو اليمين".

واعتبرت أزولاي أنه "ليس صدفة أن البيت الأبيض نشر البيان حول الزيارة في أوج المفاوضات الائتلافية في إسرائيل. لقد ألمح إلى [رئيس حزب "يوجد مستقبل" يائير] لبيد وإلى [رئيسة حزب "الحركة" تسيبي] ليفني بأن هذا هو الوقت من أجل القفز على العربة وأن يكونا جزءا من الحكومة، لأن الرئيس جدي. فهو لا يبحث عن انتقام [من نتنياهو]، وليس أسير عدم مبالاة، وإنما هو قادم من أجل إنهاء المهمة وهو بحاجة إليهم في الداخل... ويرى أوباما أن نتنياهو الآن هو رئيس حكومة وليس ملكا" في إشارة إلى مجلة "تايم" الأميركية التي توجت نتنياهو، قبل عام، بعنوان "كينغ بيبي".

وتوقعت أزولاي أن "أوباما سيأتي إلى القدس كي يتحدث إلى الجمهور الإسرائيلي من فوق رأس نتنياهو. وسوف يأتي لكي يسحر ويهدئ ويليّن. وسوف يأتي بخطوة إغراء وتعهد كبير بأمن إسرائيل. وسيعطي الإسرائيليين ما يحبون كثيرا أن يأخذوه من زعيم أجنبي: عناق كبير وخط ائتمان مفتوح. وبعد أن يحتل القلوب سيبدأ بممارسة الضغوط. ومهمته هي تجديد الحلف مع الجمهور في إسرائيل والتوضيح لنتنياهو أنه حان موعد انتهاء الألاعيب. ومنذ هذه اللحظة لن يخفف الضغط حتى يصعد دخان أبيض".

                                                          

 هذا التقرير ممول من قبل الاتحاد الأوروبي.

"مضمون هذا التقرير هو مسؤولية مركز "مدار"، و لا يعبر بالضرورة عن آراء الاتحاد الاوروبي"