هناك تعارض يصل حدّ الصدام في تحديد المعطيات ورؤية التوجهات، ما بين الحكومة الإسرائيلية ممثلة بوزارة التعليم، والهيئات التمثيلية والمهنية التربوية العربية العاملة في هذا المجال. ففي بيانات الوزارة قبل افتتاح السنة الدراسية وفي بدايتها، يظهر "التفاخُر" بإنجازات الحكومة، وتقسيمها على نحو طائفي: "عرب ودروز وبدو" إلى آخره. وهو تقسيم يجسّد المشكلة الشاملة الكبرى في هذه السياسة، وهي عدم احترام الهوية الجامعة للطلاب العرب، بل تقسيمهم وتصنيفهم وفقاً لعقيدة أيديولوجية لا ترى فيهم أبناء وبنات أقلية وطن ذات تاريخ وحاضر وخصوصية مشتركة. من هنا يصعب القول إن رفع حجم ونسبة الميزانيات المخصصة لحل مشكل جهاز التعليم المخصص للعرب (والمفكّك إلى مديريات بعضها طائفي وجهوي)، من شأنه توفير حلول عميقة في صلبها المساواة وكرامة الطالب.
عاد إلى مقاعد التعليم في مطلع أيلول الجاري نحو 556 ألف طالب وطالبة عرب، وذلك من بين نحو مليونين و350 ألف طالب في جهاز التعليم الإسرائيلي. وكما في كل عام تتكشف صورة إشكالية، غير جديدة، لأوضاع التعليم العربي، سببها سياسة حكومية منهجية، لا تنصف الطالب العربي بسبب عقليّة تمييز اليهودي عليه، وكل هذا ضمن ما يصحّ اعتباره عقيدة في دولة تصرّ مؤسستها الحاكمة ونخبها المختلفة على أولوية المركب اليهودي فيها، إن كان في التعريف أو في القانون أو في السياسات المكتوبة والقرارات الحكومية وتطبيق هذه كلها معاً.
من المتوقع أن يُسمي رئيس الدولة الإسرائيلية، رؤوفين ريفلين، عضو الكنيست الذي ستلقى عليه مهمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة (الحكومة رقم 35)، طبقا للنتائج التي أفرزتها الانتخابات البرلمانية الأخيرة في إسرائيل وعدد المقاعد الذي فازت به كل واحدة من القوائم الانتخابية التي نجحت في عبور "نسبة الحسم".
وسيعلن ريفلين قراره هذا بعد أن ينهي سلسلة المشاورات التي يجريها مع ممثلي جميع الكتل البرلمانية الجديدة التي فازت بتمثيل في الكنيست الـ 22، في الانتخابات التي جرت يوم 17 أيلول الحالي.
في أواخر عام 2017 تم تأسيس معهد أبحاث جديد في القدس هو "معهد القدس للدراسات الاستراتيجية" يعرّف نفسه بأنه "يتطلع إلى غاية إفادة إسرائيل من طريق تعزيز الخطاب السياسي والأمني المُحافظ فيها، عبر الأبحاث والمؤتمرات والتواصل مع أوساط حكومية وعسكرية وأكاديمية وإعلامية وجماهيرية".
تعريف: يعود الباحث في العلاقات الدولية، والأستاذ في الجامعة العبرية- القدس، د. غاي لرون، في هذا المقال إلى السنوات التالية لحرب حزيران 1967، حيث تواصلت الحرب التي أطلق عليها لاحقا حرب الاستنزاف. وهو يورد شهادات ومعلومات عن أن الولايات المتحدة شجّعت إسرائيل على المضيّ في عملياتها العسكرية، ودفعتها إلى تجريب معدات وأنظمة عسكرية الهدف منها تحقيق نقاط لصالح واشنطن في صراع الجبابرة خلال الحرب الباردة الأميركية- السوفييتية.
عشية الانتخابات البرلمانية الأخيرة، للكنيست الـ 22، والتي جرت يوم الثلاثاء الماضي (17 أيلول الجاري)، عقد معهد "مسارات ـ المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية" مؤتمراً في أوائل أيلول الجاري خصصه للبحث في آثار وانعكاسات الانتخابات المحتملة على السياسات الإسرائيلية الخارجية الراهنة ولوضع تصورات للأهداف والتوجهات المستقبلية في كل ما يتعلق بالسياسات الخارجية، وفي مقدمتها السلام مع الفلسطينيين؛ تعميق الانتماء الإقليمي في الشرق الأوسط، أوروبا وحوض البحر المتوسط؛ وتعزيز منظومات العمل في مجال الدبلوماسية والسياسة الخارجية.
الصفحة 176 من 324