المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • تقارير، وثائق، تغطيات خاصة
  • 1221

قال رئيس حزب "يش عتيد"، عضو الكنيست يائير لبيد، أمس الاثنين، إن على رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الاستقالة من منصبه في حال وقعت الدول الست الكبرى اتفاقا مع إيران حول البرنامج النووي للأخيرة.

وأوضح لبيد سبب مطالبته هذه، خلال مقابلة أجراها معه موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني، بأن "نتنياهو قال لمواطني إسرائيل ’أنا الوحيد الذي يعرف كيفية منع اتفاق مع الإيرانيين’، وفي نهاية الأمر وبسببه لم يتم منع هذا الاتفاق السيئ".

واعتبر لبيد أن "هذا اتفاق ولد بالخطيئة، وهو اتفاق سيئ. فعندما اجتمعوا (ممثلو الدول الكبرى وإيران) في فيينا، لم يكن هناك مندوب إسرائيلي رفيع. وعندما نذهب إلى الكونغرس والإدارة الأميركية، لا أحد مستعد لأن ينصت لكلمة مما يقوله نتنياهو".

وانتقد لبيد نتنياهو لأنه لم يركز النقاش على قضية مراقبة البرنامج النووي الإيراني. وقال إن "هذا اتفاق لا يسمح للمراقبين بالحضور والتدقيق فيما إذا كانت إيران تطور سرا سلاحا نوويا. وهذا الاتفاق إنما يجمد وحسب أجهزة الطرد المركزي، (علما أنه) يستغرق 24 شهرا بالضبط من أجل استئناف عمل أجهزة الطرد المركزي. وهذا اتفاق يجعل إيران بصورة رسمية دولة عتبة نووية".

وتابع لبيد أن "هذا الاتفاق يهددنا أولا. ولا توجد دولتان أخريان في العالم، في الأمم المتحدة، تقول إحداهما إنها أقسمت على تدمير الأخرى وتتحول الآن إلى دولة عتبة نووية". وقال إن "نتنياهو ذهب إلى مواطني إسرائيل وقال ’أنا سأمنع الاتفاق’. وأنا أقول له: لم تمنع الاتفاق وعليك أن تعود إلى بيتك".

في سياق متصل، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أمس، أن حكومة بنيامين نتنياهو تستعد لإحباط إقرار الكونغرس الأميركي للاتفاق النووي المحتمل، على ضوء تقديرات بأن هذا الاتفاق بات "حقيقة ناجزة" رغم أن الجانبين لم يعلنا التوصل إليه بعد.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين ترجيحهم أن الجانبين سيتوصلان لاتفاق نهائي، وقالوا إن هذا الاتفاق "أسوأ بكثير" من الاتفاق الأولي الذي جرى توقيعه في لوزان قبل أربعة شهور، بادعاء أن الدول الكبرى قدمت المزيد من التنازلات لإيران.

وأضافت الصحيفة أنه على خلفية التقديرات في إسرائيل بأن التوقيع على الاتفاق بات حقيقة ناجزة، فإن إسرائيل تستعد "للمعركة القادمة"، التي تتمثل بإحباط إقرار هذا الاتفاق في الكونغرس الأميركي.

وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أول من أمس، إنه "أحرزنا تقدمًا حقيقيا، بشأن الاتفاق النووي، لكن لا تزال هناك مسائل صعبة يتعيّن حلّها"، مشيرًا إلى استعداد واشنطن للانسحاب من المحادثات إذا اقتضت الضرورة لذلك. وأضاف أنه "لم نصل بعد إلى الوضع المنشود بشأن العديد من المسائل الأكثر صعوبة".

ولا تزال حكومة إسرائيل تأمل في إدخال تعديلات اللحظة الأخيرة على الاتفاق، رغم أن التقديرات تشير إلى أن احتمالات ذلك ضئيلة. وتحدث وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلي، يوفال شتاينيتس، في الأيام الأخيرة، مع مسؤولين من فرنسا وبريطانيا وألمانيا واعتبر أن هناك "نقاط ضعف" في الاتفاق.

وتستعد إسرائيل لمواجهة احتمال أن يستخدم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الفيتو في الكونغرس في حال تبين أن أغلبية النواب يعارضون الاتفاق. ووفقا للصحيفة، فإن إسرائيل تمارس ضغوطا على أعضاء في الكونغرس من أجل إسقاط الاتفاق في التصويت الأول، وتعمل من أجل تجنيد ثلثي أعضاء الكونغرس لمعارضة الاتفاق والالتفاف على الفيتو الرئاسي.

وتوقع مسؤولون إسرائيليون أن ينجح أوباما في تجنيد أغلبية في الكونغرس في التصويت الأول على الاتفاق، بسبب تحسب أعضاء في الكونغرس من عرقلة الاتفاق في واشنطن بينما تبدأ الدول الكبرى الخمس الأخرى في عقد صفقات مع إيران. ومن الجهة الأخرى، يعتبر مسؤولون إسرائيليون آخرون أن المعركة على الاتفاق ليست خاسرة بعد وبالإمكان التأثير على صيغته النهائية.

وانتقدت جهات سياسية إسرائيلية نتنياهو لأنه لم يبدأ اتصالات مع الإدارة الأميركية حول حجم رزمة المساعدات الأمنية التي ستطلبها إسرائيل من أميركا بعد توقيع الاتفاق، وذلك، بحسب تلك الجهات، خلافا للسعودية ودول الخليج التي باشرت بإجراء مفاوضات مع الأميركيين حول تعويضها على الاتفاق.

وكان نتنياهو كرّر تحذيره من مغبة الاتفاق الآخذ بالتبلور بين الدول الكبرى الست وإيران حول البرنامج النووي الإيراني، وقال إن ما يحدث في العاصمة النمساوية فيينا في الوقت الحالي لا يمكن اعتباره انطلاقة وإنما انهيار.ووصف في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أول من أمس الأحد، الصفقة الآخذة بالتبلور مع إيران بأنها أسوأ من تلك التي تم التوصل إليها في حينه مع كوريا الشمالية وأفضت في نهاية المطاف إلى حصول بيونغ يانغ على ترسانة أسلحة نووية.

وأضاف نتنياهو أن التنازلات التي تُقدم إلى إيران تزداد يوماً بعد يوم وأن مئات المليارات من الدولارات التي ستتدفق إلى الاقتصاد الإيراني من جراء هذه الصفقة ستُستخدم لتصعيد النشاطات الإرهابية التي تمارسها إيران في أنحاء العالم كافة، وأكد مرة أخرى أن إيران تشكل تهديداً غير تقليدي وتهديداً تقليدياً كبيراً جداً على إسرائيل ودول المنطقة وباقي دول العالم.

ليبرمان يتوقع سقوط حكومة نتنياهو  أو تغيير تشكيلتها قبل نهاية 2015

توقع عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض، سقوط حكومة نتنياهو الحالية أو تغيير تشكيلتها قبل نهاية سنة 2015 الحالية. وأشار إلى أنها لن تتمكن من تمرير مشروع ميزانية الدولة العامة في الوقت الذي تتمتع فيه بدعم 61 عضو كنيست فقط.

وأكد ليبرمان خلال مشاركته في ندوة ثقافية في مدينة بئر السبع (السبت)، أن هناك فجوات في المواقف الأيديولوجية بينه وبين رئيس الحكومة، واتهم هذا الأخير بالتخلي عن جميع الثوابت في الصفقة السياسية التي عقدها مع حزبي الحريديم (اليهود المتشددين دينياً).

وتطرّق ليبرمان إلى مناسبة مرور عام على عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنّها في قطاع غزة الصيف الفائت، وكان يتولى خلالها منصب وزير الخارجية، فقال إن إسرائيل مكنت حركة "حماس" بعد هذه العملية من إنتاج صواريخ وحفر أنفاق هجومية في مقابل الهدوء الذي تمنحه الحركة لها. وأضاف أنه كان قد أوضح في حينه لرئيس الحكومة أنه لا طائل من وراء أي عملية عسكرية لا تسفر عن تقويض حكم "حماس" في غزة.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات