موسوعة المصطلحات

مدار - بيديا موسوعة مصطلحات تحوي أكثر من 5000 مصطلح اسرائيلي

هو المؤسسة العليا للمنظمة الصهيونية العالمية، وينتخب أعضاء المنظمة من قبل دافعي الرسوم من سن 18 عاماً فما فوق، أي المساهمين في عضوية المؤتمر.

 

عكست المؤتمرات الصهيونية القضايا والمسائل التي أشغلت بال وفكر الصهاينة (الأغلبية العظمى من اليهود لم تؤيد الصهيونية لدى نشوئها) في نهاية القرن التاسع عشر وما بعده. وأما اهتمامات مؤسس المؤتمر الصهيوني والمنظمة الصهيونية العالمية، ثيودور هرتسل، فكانت منصبّة حول تأسيس اول تنظيم قومي يهودي في العصر الحديث، وتحديد مؤسسات هذا التنظيم ودستور عملها والبحث في "قضية القضايا"، ألا وهي كيفية جعل القضية اليهودية محور القضايا في العالم.

أما المهام الملقاة على عاتق المؤتمر فهي استلام تقارير إدارة المنظمة الصهيونية ومؤسسات الحركة الصهيونية الأخرى والعاملة في نطاقها، ومناقشة المقترحات المختلفة التي تُرفع إلى المؤتمر واتخاذ قرارات بشأنها، ووضع السياسة المالية للمنظمة الصهيونيةن وهي تشمل المدخولات والمصروفات، ومناقشة تقارير المراقب واتخاذ القرارات والإجراءات بخصوصها، وانتخاب رئيس المنظمة ورئيس الإدارة وأعضاء مجلس الإدارة وبقية الأجهزة والهيئات العاملة فيها ومن خلالها.

وكان المؤتمر الصهيوني يعقد مرة  كل سنتين في بلد ما، وغالباً في سويسرا في الفترة الواقعة بين 1903 و 1939، لكنه أصبح يعقد في القدس منذ العام 1951، مرة كل أربع سنوات.

 

وفي المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في بازل في العام 1897 تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية واختير هرتسل رئيساً لها. 

 

1) المؤتمر الصهيوني الأول

 عقد في مدينة بازل (29-31 آب 1897). طرح هرتسل في هذا المؤتمر مشروعه الذي أصبح يحمل اسم "مشروع بازل". وجرى انتخاب لجنة تنفيذية مكونة من 15 عضواً ولجنة إدارية مصغرة مكونة من خمسة أعضاء. وكتب هرتسل في يومياته: "في بازل وضعت الأساس لدولة اليهود".

ويعتبر هذا المؤتمر نقطة تحول هامة في تاريخ الحركة الصهيونية، وذلك يعود إلى نجاح هرتسل في تجميع التيارات الصهيونية المتفرقة في إطار تنظيمي واحد، والسعي إلى تحويل "القضية اليهودية" إلى قضية عالمية، مع التأكيد على أهمية "السير قدماً نحو تنظيم عملية بناء الوطن القومي اليهودي مستقبلاً".

وأعلن هرتسل امام هذا المؤتمر أن الهدف الأساسي هو "وضع حجر الأساس للبيت الذي سيسكنه الشعب اليهودي في المستقبل"، معلناً في الوقت نفسه أن الصهيونية هي "عودة إلى اليهودية قبل العودة إلى بلاد اليهود".

 

2) المؤتمر الصهيوني الثاني

 عقد في بازل (28-31 آب 1898). وركز اهتمامه على كيفية إدخال الفكرة الصهيونية في أوساط اليهود في مختلف أنحاء العالم. والإعلان عن إقامة صندوق الاستيطان، وهو عبارة عن الجهاز المالي للمنظمة الصهيونية العالمية.

 

3) المؤتمر الصهيوني الثالث

 عقد في بازل (15-18 آب 1899)، وناقش مشروع بازل الذي تقدم به هرتسل في المؤتمر الأول.

 

4) المؤتمر الصهيوني الرابع

 عقد في لندن (13-16 آب 1900) وناقش وضع اليهود في رومانيا، وأيضاً الضائقة التي كان يعاني منها العمال اليهود في فلسطين، وانتشار البطالة في فلسطين، وترك الكثيرين من اليهود مستوطناتهم والانتقال إلى مواقع أخرى من فلسطين أو مغادرتها إلى الخارج. وطُرحت في هذا المؤتمر لأوّل مرّة مسألة تأسيس "الكيرن كييمت" (الصندوق القومي اليهودي) على يد تسفي هيرش شابيرا.

 

5) المؤتمر الخامس

 عقد في بازل (26-30 كانون الأول 1901) وصدر قرار بالإجماع بإقامة "الكيرن كييمت".

 

6) المؤتمر السادس

 عقد في بازل (23-28  آب 1903)، وعرض فيه مشروع اوغندا من جانب الحكومة البريطانية، وتمسك به هرتسل كحلّ مؤقت، ووافق على المشروع 295 مندوباً، بينما عارضه 178 مندوباً. ومنعاً لوقوع انشقاق، وافق هرتسل على إرسال بعثة لتقصي الحقائق ودراسة المنطقة في اوغندا.

 

7) المؤتمر السابع

 عقد في بازل (27 تموز - 2  آب 1905)، وهو أول مؤتمر يُعقد بعد وفاة هرتسل، وتم اختيار ديفيد ولفسون رئيساً للمنظمة الصهيونية العالمية. وأقر المؤتمر أن مشروع بازل ما زال قائماً ويجب اعتماده دون غيره من المقترحات والمشاريع.

 

8) المؤتمر الثامن

 عقد في لاهاي في هولندا (14 -21  آب 1907) وطالب فيه حاييم وايزمان بدمج الصهيونية السياسية بالاستيطان في فلسطين. وطرحت في هذا المؤتمر مسألة العامل اليهودي في فلسطين. واتخذ قرار بافتتاح "مكتب أرض إسرائيل" (همسراد هإيريتس يسرائيلي) في يافا برئاسة آرثر روبين، والذي وضع الأساس للاستيطان  في فلسطين.

 

9) المؤتمر التاسع

 عقد في هامبورغ في المانيا (26-30 كانون الأول 1909) وشارك فيه لأوّل مرة مندوبون عن الأحزاب العمالية في فلسطين.

 

10) المؤتمر العاشر

 عقد في بازل (9-15 آب 1911)  وعالج مسألة العمل في الأوساط اليهودية في فلسطين، وفي كيفية طرح القضية اليهودية في أوساط العرب في فلسطين وخارجها.

 

 11) المؤتمر الحادي عشر

 عقد في فيينا في النمسا (2-9 ايلول 1913)، وبحث في مسألة الاستيطان في فلسطين، وطرح مناحيم اوسيشكين وحاييم وايزمان مشروع اقامة جامعة عبرية في القدس.

 

12) المؤتمر الثاني عشر

 عقد في كارلسباد في تشيكوسلوفاكيا (1-14 ايلول 1921). وعقد هذا المؤتمر بعد سلسلة من الأحداث المهمة والمصيرية، منها انتهاء الحرب العالمية الأولى، وصدور تصريح بلفور، واحتلال الانكليز لفلسطين وانتهاء الحكم التركي. وجرى البحث في إقامة مشاريع استيطانية وتوسيعها في فلسطين، وتم الاتفاق على تأسيس صندوق مالي (كيرن  هيسود) لتمويل المشاريع الاستيطانية في فلسطين. واقر هذا المؤتمر صفقات شراء الأراضي في مرج إبن العامر بواسطة الكيرن كييمت. 

 

13) المؤتمر الثالث عشر

 عقد في كارلسباد (6-18  آب 1923). أُقر مشروع افتتاح الجامعة العبرية في القدس.

 

14) المؤتمر الرابع عشر

 عقد في فيينا (18-31  آب 1925). تزامن انعقاده مع مشاكل الهجرة اليهودية الرابعة إلى فلسطين والمبادرات الخاصة لمشاريع معينة في فلسطين.

 

15) المؤتمر الخامس عشر

 عقد في بازل (30  آب - 11 ايلول  1927)، وجرى فيه التباحث في تعقد الهجرة الرابعة وتعرض المهاجرين اليهود إلى أزمات اقتصادية كبيرة اثرت على  مجرى  حياتهم.

 

16) المؤتمر السادس عشر

 عقد في زيوريخ في سويسرا (29 تموز - 10  آب 1929)، وجرى فيه التباحث في "الظروف الجيدة" التي تمتعت بها الهجرة اليهودية الخامسة إلى فلسطين، والتي ستساعد أبناء المستوطنات في التخفيف من حدة الأزمات الاقتصادية التي يواجهونها.

 

17) المؤتمر السابع عشر

 عقد في بازل (30 حزيران - 15 تموز 1931)، في ظل الصدامات بين اليهود والفلسطينيين في فلسطين، وكذلك معارضة المؤتمر للنصّ المتعلق بالهدف النهائي للصهيونية كما طرحه الصهيونيون العموميون بقيادة زئيف جابوتنسكي. ولما رأى جابوتنسكي ومؤيدوه الموقف العام في المؤتمر قاموا بتمزيق بطاقات عضويتهم وتركوا قاعة المؤتمر بشكل تظاهري. وتم اختيار ناحوم سوكولوف بدلاً من حاييم وايزمان الذي استقال من منصب رئاسة المنظمة في أعقاب صدور "الكتاب الابيض" من قبل الحكومة البريطانية.

 

18) المؤتمر الثامن عشر

 عقد في براغ في تشيكوسلوفاكيا (21 آب - 4  ايلول 1933) في ظل صعود النازية بقيادة هتلر إلى الحكم في المانيا، وبداية ظهور اشكال من ملاحقات اليهود هناك.

 

19) المؤتمر التاسع عشر

 عقد في لوتزرن في سويسرا (20 آب - 4 ايلول 1935). أُعيد انتخاب حاييم وايزمان رئيساً للمنظمة الصهيونية العالمية، وجرى البحث في مسألة ملاحقات النازية لليهود.

 

20) المؤتمر العشرون

 عقد في زيوريخ (3-16  آب 1937)، وبحث في اقتراح الحكومة البريطانية إرسال لجنة ملكية للبحث في أحوال فلسطين وطرح توصياتها على الحكومة، وخاصة فكرة تقسيم فلسطين.

 

21) المؤتمر الحادي والعشرون

 عقد في جنيف في سويسرا (16-25 آب 1939)، وبحث في (الكتاب الأبيض) الصادر عن الحكومة البريطانية.

 

22) المؤتمر الثاني والعشرون

 عقد في بازل (9-24 كانون الأول 1946)، وبحثت فيه الهجرة غير المشروعة والمواجهة السياسية والعسكرية لبريطانيا في فلسطين. واقر المؤتمر إقامة دولة يهودية ورفض مشروع موريسون بتقسيم فلسطين إلى ثلاثة مناطق واحدة عربية وأخرى يهودية وثالثة بريطانية، وتكون كلّها مجتمعة خاضعة لحكم بريطاني أعلى. وصادق هذا المؤتمر على مشروع بلتيمور.

 

 23) المؤتمر الثالث والعشرون

 عقد في القدس (14-30  آب 1951)، وبحث وضعية المنظمة الصهيونية العالمية وعلاقاتها مع دولة اسرائيل، وتم بحث مسألة تقوية هجرة اليهود من أنحاء العالم إليها. وتم عرض "مشروع يروشلاييم" (مشروع القدس) على المؤتمر بعد أن أصبح "مشروع بازل" في عداد الماضي إثر قيام دولة إسرائيل. ومن أبرز ما ورد في "مشروع يروشلاييم": تحصين وتقوية إسرائيل، والسعي من أجل تجميع شتات الشعب اليهودي في اسرائيل وضمان وحدة الشعب الاسرائيلي.

 

24) المؤتمر الرابع والعشرون

 عقد في القدس (24  نيسان - 7  أيار 1956) وأبرز ما طرح في هذا المؤتمر هو كيفية تجنيد الاموال والتبرعات لدعم أمن اسرائيل في مواجهة ما اسموه استعدادات جيوش الدول العربية من أجل محاربة اسرائيل.

 

25) المؤتمر الخامس والعشرون

 عقد في القدس (27 كانون الأول 1960 - 11 كانون الثاني 1961) وبحث العلاقات بين حكومة اسرائيل وبين المنظمة الصهيونية العالمية، والمشاكل والعقبات التي تعترض طريق استمرار الهجرة اليهودية من بلدان كثيرة في العالم إلى اسرائيل، وبحثت قضية التخوف من اندماج اليهود المتبقين في بلاد كثيرة كأقلية صغيرة مع المجتمعات القائمة بادعاء أنهم سيفقدون مكوناتهم الدينية والحضارية وحتى اللغة، بادعاء إنه لن يعود بالإمكان المحافظة عليها.

 

26) المؤتمر السادس والعشرون

 عقد في القدس (30 كانون الأول 1964 - 11 كانون الثاني 1965) وبحث في الطرق الكفيلة بتعميق نشر اللغة العبرية والثقافة العبرية في أوساط  اليهود في العالم.

 

27) المؤتمر السابع والعشرون

 عقد في القدس (9-19 حزيران 1968)، وتم فيه إعادة صياغة "مشروع يروشلاييم" من جديد إثر احتلال الجيش الاسرائيلي مدينة القدس واعلان الحكومة الاسرائيلية عن توحيد شطري القدس. وأكد المؤتمر على استمرار التعاون بين المنظمة الصهيونية العالمية وحكومة وشعب اسرائيل.

 

28) المؤتمر الثامن والعشرون

 عقد في القدس (18-28  كانون الثاني 1972)، وبحث في قضايا الهجرة من الاتحاد السوفييتي ومسائل التربية والتعليم في أوسط اليهود في مختلف أنحاء العالم.

 

29) المؤتمر التاسع والعشرون

 عقد في القدس (20 -28 شباط 1978) وبحث في مفهوم الصهيونية في العصر الحاضر. وأعلن المؤتمر أن الحركة الصهيونية هي حركة تحرر وطني على ضوء قرار الأمم المتحدة الذي أعلن أن الحركة الصهيونية هي حركة عنصرية.

 

30) المؤتمرات من الثلاثين إلى الثاني والثلاثين

 عقدت كلّها في القدس وبحثت فيها مسائل تتعلق بتعميق الهجرة إلى اسرائيل، خصوصاً من الجمهوريات السوفييتية السابقة. وأبرز المؤتمر الثاني والثلاثون الذي انعقد في العام 1992 أهمية الهجرة إلى اسرائيل. وفي واقع الأمر فإن المهاجرين في أغلبيتهم لم يكونوا من اليهود، إنما من الروس الذين وجدوا في الهجرة إلى اسرائيل ملاذاً من الظروف المعيشية القاسية التي يعيشون فيها في بلادهم الأصلية.

 

30) المؤتمر الثالث والثلاثون

 

 عقد في القدس في العام 1997 وسط الاحتفال بالمئوية الأولى لتأسيس المنظمة الصهيونية العالمية. 

 

*) مندوبو المؤتمر

 المؤتمر الصهيوني هو الهيئة العليا للمنظمة الصهيونية العالمية. ويبلغ عدد أعضاء المؤتمر بموجب دستور المنظمة 500 عضو موزعين على النحو التالي: 38% من اسرائيل، 29 % من الولايات المتحدة الاميركية، 33 % من الدول الأخرى.

ويجري انتخاب المندوبين بواسطة اليهود الذين بلغوا الثامنة عشرة من عمرهم، والذين عبروا عن تضامنهم مع المشروع الصهيوني الكامل عبر التاريخ  ودفعوا الرسوم، التي شكلت دالليل على حقّ العضوية في المؤتمر.

 

*) وظائف ومهام المؤتمر الصهيوني

 يُعرض أمام المؤتمر تقرير من قبل ادارة ومؤسسات المنظمة الصهيونية العالمية، ويجري النقاش حول محتوياته، ويتم إقرار السياسة المالية والميزانية العامة للمؤتمر، ويجري اختيار رئيس للمنظمة وهيئة إدارية جديدة ومراقب عام ومستشار قانوني وهيئة محكمين تابعة للمؤتمر.

 

*) إدارة المؤتمر الصهيوني

 بعد تنفيذ التحضيرات اللازمة للمؤتمر من اختيار الرئيس والإدارة وبقية المؤسسات والهيئات، تضع إدارة المنظمة جدول أعمال المؤتمر وتنقل هذا الجدول إلى الفروع التابعة للمؤتمر قبل ثلاثة أسابيع من موعد افتتاح المؤتمر الاحتفالي والرسمي.

إدارة المؤتمر موكلة للرئاسة، ويجري افتتاح المؤتمر في حفل خاص من قبل رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، والذي يَشغل منصب رئيس المؤتمر حتى انتخاب رئيس جديد له.

وتعرض أسماء المندوبين في المؤتمر، وتكون جلساته مفتوحة امام الجمهور العام، إلا إذا صدر قرار آخر بإغلاقها.

وتناقش اللجان المختلفة - كل واحدة في مجال اختصاصها - المواضيع المقدمة للمؤتمر، وتكون جلسات هذه اللجان مغلقة أمام الجمهور. ولكل لجنة الحق في أن تستدعي أخصائيين لمساعدتها في فهم قضية ما او في سبيل التوصل إلى قرار ما. ومن بين اللجان العاملة في المؤتمر: اللجنة التنظيمية، اللجنة السياسية، لجنة الاستيطان، لجنة الهجرة والاستيعاب، اللجنة المالية، لجنة التربية والتعليم للجاليات في الشتات، وغيرها.

وفي نهاية المؤتمر تعقد جلسة ختامية لإختتام المؤتمر وإصدار بيانه الختامي.  

 

*) مراحل تاريخية للمؤتمر الصهيوني

 أ-) فترة هرتسل

 كان المؤتمر الصهيوني في بدايات طريقه، وشكّل منبراً لمناقشة قضايا اليهود في أوروبا. وعالج المؤتمر قضايا عقائدية وفكرية وتنظيمية وأقر دستور العمل، والهيئات العاملة في المؤتمر. وبُحثت مسائل تتعلق بالاستيطان في فلسطين وشؤون التربية والتعليم لدى اليهود في العالم، وطرح المشروع الصهيوني لإقامة دولة لليهود، وطرحت البدائل المؤقتة في حال فشل تحقيق المشروع كما هو . وانصب الاهتمام أيضاً على صورة المنظمة الصهيونية من حيث الأداء وطرح المواقف السياسية لكسب ودّ ودعم الدول العظمى.  وعدد المؤتمرات التي تندرج تحت هذا الاتجاه خمسة، انعقدت كلّها في فترة هرتسل.

 

ب-) فترة الصهيونية العملية

 بدأت بعد موت هرتسل. وتم التشديد على ضرورة تطبيق المشروع الصهيوني بداية في تعميق وتقوية الحركة الاستيطانية في فلسطين، والاهتمام بشؤون التربية والتعليم في أوساط اليهود في العالم. والتحول الذي حصل في تلك الفترة تمثل في أن المؤتمر أخذ يهتم بشكل أعمق بالقضايا العينية واليومية التي تهم اليهودي الصهيوني في حياته ومصيره المستقبلي المتعلق بالتعليم والاستيطان. وتعمق النقاش بين تيارين في الصهيونية: الصهيونية السياسية والصهيونية العملية،  وهو النقاش الذي ولـّد الصهيونية المركبة. وعدد المؤتمرات التي تندرج في هذه الفترة ستة، من السادس وحتى  الحادي عشر.

 

أ-) الفترة الواقعة بين صدور "وعد بلفور" واقامة اسرائيل

ساهم "وعد بلفور" في تحويل الحركة الصهيونية إلى عامل سياسي عالمي ومهم من حيث أن هذ "الوعد" يعترف بالحركة الصهيونية ومطالبها، وخاصة اعتراف الحكومة البريطانية بوجود "قضية يهودية". وعرضت الحكومة البريطانية من خلال "وعد بلفور" حلاً هو اقامة وطن قومي يهودي في فلسطين، ومن هذا المنطلق غيّر المؤتمر الصهيوني توجهه وأصبح منبراً سياسياً وحزبياً، وأصبحت للمؤتمر قوة كبيرة من حيث اقرار ميزانيات الفعاليات الصهيونية المختلفة في فلسطين وخارجها.

ونشطت الأحزاب الصهيونية في هذه الفترة، والتي لعبت دوراً بارزاً في تعزيز النقاش حول طبيعة الكيان اليهودي. وساهم المؤتمر، من خلال لجانه، في التحضير لإعلان إقامة اسرائيل. وعدد المؤتمرات في هذه الفترة أحد عشر مؤتمراً، من الثاني عشر وحتى الثاني والعشرين.

 

ب-) المؤتمر بعد قيام اسرائيل

 نهجت المنظمة الصهيونية أسلوبا مختلفاً في عملها بعد قيام اسرائيل، إذ عقدت كل مؤتمراتها ابتداء من الثالث والعشرين في القدس التي أُعلنت عاصمة لإسرائيل. وعُرض في هذه الفترة مشروع بديل، أو مكمل، لمشروع بازل، ألا وهو "مشروع يروشلاييم" مرة في العام 1951 والأخرى في العام 1968.

وجرى الاعتراف رسمياً من قبل حكومة اسرائيل بالمنظمة الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية، وأصدرت الكنيست قانوناً رسمياً تعترف بموجبه بمكانة المنظمة والوكالة.

وانصب اهتمام المؤتمر في هذه الفترة على تجنيد الأموال اللازمة لتحقيق المشروع الصهيوني في اسرائيل من حيث السيطرة على الأراضي وتحويلها إلى الاستيطان وإقامة المستوطنات، ودعم الهجرة اليهودية لزيادة عدد اليهود في اسرائيل ليبقى التفوق العددي لليهود وليس للعرب الفلسطينيين في اسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.