هي عبارة عن الإيمان بالمسيح المنتظر والمنقذ والمخلص والذي سوف يأتي في آخر العالم ليخلص شعبه إسرائيل.
وهذا الإيمان قائم في أوساط اليهود منذ عصور قديمة جداً، ولكنه قوي في فترات الشدة والاضطرابات التي تعرض لها اليهود في عدة بلدان من العالم، خاصة إبان الملاحقات الدينية والقومية والاجتماعية في فترات حكم اليونان وروما. ويعتقد اليهود بوجود مسيحيين، الأول هو المسيح بن داود والثاني هو المسيح بن يوسف، والثاني هو الذي سيسبق الأول ويبشر بقدومه إلى العالم لتهيئة الناس للخلاص. والواضح أنه كلما ازدادت ملاحقات اليهود تعمق الإيمان بالمسحيانية.
ولما انتشر الإسلام قوي الإيمان باقتراب المسيح المنتظر وانتشر عدد من مبشري الخلاص في أوساط الجاليات اليهودية. وهناك من نادى بضرورة تنظيم حركات ثورية لمساعدة المسيح المخلص للشعب الاسرائيلي. وقوي هذا التيار في الأوساط الدينية اليهودية في عصر الحروب الصليبية وظهر مبشر يهودي بالخلاص هو دافيد الروئي في القرن الثاني عشر، والذي انطلق إلى القدس لاحتلالها. وقوي هذا التيار بعد طرد اليهود من اسبانيا في العام 1492. وفي العام 1525 ظهر دافيد هرؤوبني الذي إدعى أنه المبشر بقرب قدوم المسيح المخلص، ونجح في كسب كثيرين من مؤيديه في أعقاب القصص والروايات التي نشرها في العالم اليهودي. أمّا المرة الأخيرة التي ظهر فيها مبشر بالمسيح المخلص كان في القرن السابع عشر وهو شبتاي تسفي. واستطاع هذا أن يجذب إليه مئات من العائلات اليهودية في مواقع انتشار الجاليات اليهودية في العالم وأحدثت هذه الحركة (الشبتائية) زعزعة في العالم اليهودي ونوعاً من الإحباط وخيبة الأمل عندما دخل شبتاي تسفي في الإسلام.
وتجددت الحركة المسيحانية في العصر الحديث عندما عبرت حركة (أحباء صهيون) (أو محبي صهيون) والحركة الصهيونية عن آمال الشعب اليهودي بتجديد الخلاص بواسطة الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتحضير الخلاص للشعب اليهودي، كل تيار بتوجهه الخاص: ديني، سياسي و روحي وغير ذلك. وبعض الباحثين يرى أن الصهيونية هي شكل متطور عن المسيحانية بثوب سياسي وليس دينياً لتتلاءم وروح العصر الذي نشأت فيه.