موسوعة المصطلحات

مدار - بيديا موسوعة مصطلحات تحوي أكثر من 5000 مصطلح اسرائيلي

هو عبارة عن مشروع استعماري لتوطين اليهود في أوغندا في وسط أفريقيا. وكانت أوغندا تحت الاستعمار البريطاني آنذاك. وقام

تشمبرلين وزير المستعمرات البريطاني آنذاك بعرض المشروع على المنظمة الصهيونية العام 1903. وقُدّم العرض على يد هرتسل في المؤتمر الصهيوني السادس، والذي انعقد في نفس العام. وأشار هرتسل إلى أن هذا المشروع ما هو إلا حلّ مؤقت للمشكلة اليهودية. وكان واضحاً للغاية أن المشروع قُدّم على يد هرتسل في المؤتمر بكونه حلقة في سلسلة محاولاته للحصول على الوطن اليهودي. وجاءت محاولاته بشكل مكثف بعد رفض السلطان العثماني عبد الحميد الثاني الاستجابة إلى مطالبه بمنح المنظمة الصهيونية امتيازات استيطانية في فلسطين.

وأظهر عدد غير قليل من أعضاء المؤتمر الصهيوني قبولهم للفكرة من منطلق وحيد، ألا وهو اعتبارها مسألة مؤقتة فقط. وأشار هرتسل بتشديد على أن أوغندا (ليست صهيون، ولا يمكن أن تكون بديلاً لصهيون التي يصبو ويحلم بها كل يهودي). وتمت الموافقة بأغلبية أصوات الأعضاء على ضرورة إرسال لجنة خاصة إلى أفريقيا لتقصي الأحوال المعيشية والظروف البيئية القائمة في أوغندا. وعقب عودتها قدمت اللجنة توصياتها إلى الإدارة الصهيونية مشيرة إلى وجود صعوبة بالغة جداً في إقامة استيطان يهودي في تلك البلاد.

وهذه التوصية قوت التيار المتشدد بالنسبة للتمسك بفلسطين بأنها - أي فلسطين - هي المكان الوحيد في العالم الذي يرغب الشعب اليهودي في إقامة دولته والعيش حياته فيها من خلال إقامة المستوطنات على الأراضي التي سيتم شراؤها من قبل المنظمة الصهيونية والجمعيات العاملة في هذا الميدان.

والواقع أن مشروع أوغندا أظهر معارضة شديدة وقاسية في صفوف الصهيونيين، إذ أن كثيرين منهم رأوا في هذا المشروع ضربة للفكرة الصهيونية المتمثلة بإقامة وطن قومي يهودي في فلسطين، وضربة لما أقره مؤتمر بازل من العام 1897. والواقع أن إصرار هرتسل على قبول مشروع أوغندا قبيل إرسال اللجنة الفاحصة أدى إلى وقوع انشقاق في صفوف أعضاء المنظمة الصهيونية، إذ أن قسماً منهم ترك قاعة المؤتمرات، ومنعاً لتوسع رقعة الخلاف ورغبة في توحيد الصفوف استدعاهم هرتسل ثانية مشدداً على ضرورة الوحدة في الصف والرأي، وقال جملته المشهورة: (إن نسيتك يا أورشليم فلتنسني يميني). ولما عادت اللجنة من أوغندا وطرحت تقريرها وتوصياتها السلبيين، أصبح من الواضح بجلاء أن مصير المشروع هو الفشل، وكان ذلك عاماً بعد وفاة هرتسل.