يضم هذا العدد من "قضايا إسرائيلية" محورًا خاصًا حول ثورات "الربيع العربي" وأشكال التعاطي المتعددة معها في إسرائيل، سواء على مستوى مؤسسات الحكم، أو القوى السياسية الفاعلة في صفوف الفلسطينيين في الداخل، أو بعض القوى الناشطة في أوساط اليهود الشرقيين.
بغض النظر عن تباينات هذه المواقف فإن جميع أصحابها يجمعون على أمر واحد هو أن هذه الثورات من شأنها أن تزلزل "الوضع القائم" على المستوى الإقليمي، فضلا عن تداعياتها الدولية، وعلى مستقبل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، وذلك على الرغم من استبعاده من جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تبدو منشغلة بما يسمى "الملف النووي الإيراني".
وتنشغل بهذا الملف جهات إسرائيلية كثيرة منها مراكز الدراسات الإستراتيجية، وقد صدرت عن أحد هذه المراكز ("مركز بيغن- السادات" في جامعة بار إيلان) مؤخرًا مذكرة جديدة تطالعون ترجمة لها في العدد، تدعو إلى الدمج بين ضرب المنشآت النووية الإيرانية وبين إطلاق مبادرة سلام إقليمية من خلال الاستناد جزئيا إلى مبادرة السلام العربية، بغية تجنب التداعيات التي يمكن أن تترتب على مهاجمة إيران.
وفي سياق مختلف تمامًا يؤكد الوزير السابق يوسي سريد، في سياق المقابلة الخاصة المطولة المنشورة في هذا العدد، من ضمن أمور أخرى، أن مبادرة السلام العربية تشكل أساسًا جيدًا لحل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني- العربي، غير أن زعماء إسرائيل لا يتعاملون معها حتى الآن بصورة جادة، ويصرون على عدم التوصل إلى حل، وعلى التمسك بالاحتلال، الأمر الذي يجعل الديمقراطية الإسرائيلية عرضة لأخطار كثيرة.
فضلاً عن ذلك، يشتمل العدد على دراسات ومقالات وقراءات تتناول موضوعات مرتبطة بتأليف حكومة الوحدة الوطنية، وحراك اليمين الجديد، ومعركة المثقفين الفلسطينيين في إسرائيل في جبهة الحفاظ على الهوية.