مجلة اسرائيلية تصدر عن شركة "يديعوت احرونوت" وموجهة إلى الرجال في اسرائيل. والمجلة متأثرة من مجموعة كبيرة من مجلات للرجال تصدر في امريكا. وتعالج المجلة "بليزر" قضايا تعتقد هيئة التحرير أنها ذات اهتمام للرجال فقط، أو أنها مواضيع تهم شرائح واسعة
من مجتمع الرجال في اسرائيل مثل: الجنس، الرياضة، المقامرات، السيارات، السموم والمخدرات. إضافة إلى مجموعة كبيرة من مواضيع رصينة تستحوذ على قسط وافر من حياة الرجال كالخدمة العسكرية في الجيش والشؤون السياسية المحلية والعالمية والصراعات النفسية في مجتمعات ذات تسلط واضح للرجال، أو في مجتمعات الصراع فيها بين الرجال من جهة والمجتمع النسائي من جهة أخرى.
انطلقت مجلة "بليزر" في آب 2001 كنسخة اسرائيلية لمجلات رجال امريكية مشهورة مثل "مكسيم" و"اسكواير" وغيرها. وساد الاعتقاد في اوساط صانعي المجلات الاسرائيليين انه لن يكتب العمر الطويل لهذه المجلة أسوة بمجلات أخرى خصصت للرجال في السابق كمجلة "بكيني" التي احتجبت فور صدورها بقليل.
وكانت انطلاقة مجلة "بليزر" متهاودة في البداية من حيث الحذر في نشر الصور والمقالات كي لا يبتعد الجمهور المستهدف عن قراءة المجلة. وصدرت الاعداد الاولى وعلى غلافها صور لشخصيات من الرجال كالرئيس الامريكي بيل كلينتون. ولكن مع الزمن بدأت المجلة تنشر صورا لفتيات اسرائيليات وممثلات امريكيات ذائعات الصيت.
أما من حيث مضمون المجلة فبدأت يميل إلى الإكثار من المواد الساخرة والهزلية، وأحيانا بعيدة عن عالم الرجال الذي كان هدفا اساسيا في تأسيس هذه المجلة. وأضيفت إلى المجلة عدة زوايا فيها فكاهات ونكات اجتماعية فاضحة، إضافة إلى صور ساخرة معروفة بـ "كوميكس". ولم تفارق المجلة مواضيع كالسموم ومخاطرها على الصحة الجسدية لمتعاطيها، وقضايا الجنس وتعاطي المشروبات الكحولية. وأكثرت المجلة من نشر مقالات وتقارير عن سيارات جديدة غالية الثمن أو نادرة، ومن خلال هذه التقارير يشطح كاتب التقرير في رحلته للبحث عن هذا النوع من السيارات من خلال التعرف على فتيات وتعاطي سموم ومواد منشطة، ما يؤدي إلى تحوير الموضوع من السيارات الى مواضيع اخرى ذات تأثير على حياة الرجال.
ويظهر بوضوح أن المواضيع التي تتناولها المجلة هي في ساحة اهتمام الرجال في اسرائيل من ابناء الطبقات الاجتماعية المختلفة، وهذا التوجه زاد من عدد المشتركين في المجلة في الاجيال بين 18 و 35 عاما.
ومنذ العام 2005 بدأت هيئة تحرير المجلة تنشر تقارير ومقالات افتعالية ومثيرة حول كيفية تنظيم عمليات سطو أو التملص والتهرب من أجهزة رصد سرعة السيارة وعدم الوقوع في شباك رجال الشرطة، ونشرت هيئة التحرير مقالات أثارت عاصفة شديدة من الاحتجاج من الجمهور الاسرائيلي العام، خاصة ما له علاقة بكيفية مخالفة القوانين والسعي إلى القيام بجريمة وكيف يمكن للمحامي الدفاع عن منفذي السطو وتبرئة ساحتهم، وكأن هذه المقالات أشبه بفيلم سينمائي هوليودي.
أما توجه المجلة العام فهو نحو إبراز مكانة الرجل الاسرائيلي المثالي في عالم حديث وتكنولوجي. إبراز رجل يميل إلى إظهار مفاتن جسده ووجهه ويدخن أفضل أنواع السجائر ويمتلك سيارة حديثة وشبابية. وبالطبع هذا التوجه دفع منتقدي المجلة إلى تصنيفها مع المجلات النسائية التي تصدر في اسرائيل، بالرغم من أنها موجهة للرجال.
وبالرغم من هذه الانتقادات ما زالت هذه المجلة تستحوذ أعدادا كبيرة من المهتمين والمشتركين فيها، ما يؤكد ميل شرائح واسعة من مجتمع الرجال في اسرائيل إلى إبراز الذات شكلا ومضمونا. إضافة إلى التمثل بالمجتمع الامريكي بصورة واضحة وظاهرة للعيان من خلال مضامين المقالات والمواد الأخرى المنشورة في المجلة.