أعلن رسميا عن تأسيس التلفزيون الإسرائيلي في العام 1968 . وكان البرنامج الأول الذي قدمه هذا التلفزيون هو نقل مباشر للاستعراض العسكري للجيش الإسرائيلي في يوم "استقلال إسرائيل" والذي جرى في شوارع القدس. وتزامن هذا التأسيس مع الاستعراض بمرور السنة الأولى للاحتلال الإسرائيلي ل
لقدس العربية وللأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
واقتصر البث التلفزيوني على ثلاثة أيام في الأسبوع. وكانت نشرة الأخبار "مباط" الأكثر شعبية، وما زال حاييم يافين يُقدّم هذه النشرة منذ تأسيس التلفزيون.
وجاء تأسيس التلفزيون الإسرائيلي لنقل معلومات عن الحياة في إسرائيل للعالم العربي وتصوير إسرائيل دولة دمقراطية متقدمة ومتطورة ومنفتحة على العالم. ولهذا خُصص زمن تلفزيوني يوميا لبرامج باللغة العربية وبصورة ثابتة يوميا، منها: النشرة الإخبارية، ومجلة الأسرة، وعالم الزراعة وبعض البرامج الترفيهية للصغار والكبار.
واحتاجت القناة الأولى إلى فترة زمنية طويلة لإنتاج برامج خاصة بسبب التكلفة الباهظة لتحقيق ذلك، ولهذا كثر بث الأفلام والبرامج الأجنبية المترجمة بكتابة في أسفل الشاشة باللغتين العبرية والعربية، ثم تلا ذلك عرض برامج وأفلام مدبلجة.
وابتداء من شهر تشرين الثاني 1969 أصبح البث يوميا بما في ذلك يومي الجمعة مساء والسبت بأكمله رغم معارضة التيارات والأحزاب الدينية اليهودية في إسرائيل التي طالبت بعدم البث في هذين اليومين حفاظًا على قدسية السبت، إلاّ أنّ قرارًا قضائيًا أصدرته محكمة العدل العليا في أعقاب توجه عدد من الهيئات الإسرائيلية، أجاز البث رسميا.
وتدار القناة الأولى على يد مجلس إدارة مكون من 31 عضوا يمثلون الجمهور الإسرائيلي، ويتم تعيينهم على يد الكنيست، وهم ،أي أعضاء هذا المجلس، يعكسون بصورة واضحة الاتجاهات السياسية للأحزاب الممثلة في الكنيست. وجدير ذكره أن معظم أعضاء هذا المجلس حتى نهاية السبعينيات كانوا من أوساط المثقفين والمربين وأصحاب شأن في المشهد الاجتماعي والثقافي في إسرائيل. ولكن هذا المجلس تحول إلى منصة سياسية، حيث استغله عدد من أعضائه لبلوغ مراتب ومناصب سياسية في الأحزاب وبالتالي في الكنيست.
وتحصل القناة الأولى على ميزانيتها من خلال جباية رسوم إلزامية من الجمهور الإسرائيلي مرة واحدة في السنة. وتُجبى هذه الرسوم من كل من يمتلك جهاز تلفزيون أو راديو في بيته. وتقوم لجنة المالية في الكنيست بتحديد قيمة الرسوم السنوية ويتم تعديلها وفقا لجدول غلاء المعيشة في إسرائيل.
ويدور الجدل بشكل متواصل داخل المجتمع الإسرائيلي حول مصير هذه الرسوم وسط التحولات الجذرية التي حصلت وما تزال في البثين الإذاعي والتلفزيون منذ عقدين من الزمن، حيث تأسست وأقيمت عشرات المحطات للبث التجاري.
ورغم هذه التحولات فإن هذه القناة تنقل رسميا وجهة النظر الحكومية في إسرائيل ومؤسسات وهيئات الحكومة على مختلف أنواعها ونشاطاتها.
