هي مجموعة القرى العبرية التي أُقيمت في فلسطين في الفترة الواقعة بين 1878 و 1908، ويعود الاسم موشابا إلى شكل الاستيطان الذي أنشأه اليهود في جنوب روسيا في الثمانينيات من القرن التاسع عشر. و(موشابا) وجمعها بالعبرية (موشابوت) أي المستعمرات. وأول مستعمرة تأسست كانت بيتاح تيكفا العام
1878 على يد يهود من الييشوف القديم في القدس. أما المستوطنات الأخرى التي أُقيمت في الفترة نفسها فكانت على يد مهاجرين يهود من شرقي أوروبا، ومن بينها زخرون يعقوب وريشون لتسيون وروش بينا، وذلك في العام 1882. من العلامات المميزة لهذه المستوطنات أن مقيميها انتقلوا للعمل في المجالات الزراعية المتنوعة، وكانوا الأوائل في تحقيق استيطان زراعي وإحياء اليقظة القومية اليهودية في فلسطين، وعرف هؤلاء بأبناء الهجرة اليهودية الأولى.
وتأسست المستوطنات بشكل خاص، أي أن كل فرد له استقلالية في عمله في الأرض التي حصل عليها، ولكنه لا يملكها. وواجه أبناء المستوطنات الأولى صعوبات كثيرة في مجال التأقلم مع أوجه الحياة اليومية في فلسطين، ولم تكن لديهم تجربة تذكر، واحتاجوا إلى دعم ومساعدة وتوجيه في مختلف ميادين الحياة.
واعتمدت مستوطنات الساحل على زراعة الحمضيات والفواكه الأخرى، ولهذا احتاجت إلى أيدٍ عاملة، ووجدوها في العمال العرب الفلسطينيين من القرى المحيطة بالمستوطنات. أما المستوطنات التي أُقيمت في الجليل الأعلى فاعتمدت على الفلاحة المستقلة ولم تكن بحاجة إلى أيدٍ عاملة عربية في بداية سيرها إلا في المواسم وفيرة الثمار والمنتوج.
وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من مستوطنات الساحل تحول إلى مدن وبلدات فيها صناعات متقدمة، بينما حصل تراجع في القطاع الزراعي فيها، ومن بينها بيتاح تيكفا (أم المستوطنات) ورحوبوت وريشون لتسيون.