موسوعة المصطلحات

مدار - بيديا موسوعة مصطلحات تحوي أكثر من 5000 مصطلح اسرائيلي

هو مهرجان مسابقات في الغناء العبري الشرقي الذي نُظم بين 1971 و 1982. وقامت سلطة الاذاعة في اسرائيل بانتاج هذا المهرجان، وأشرف على تنفيذه يوسف بن يسرائيل، الذي اشغل مهمة المسؤول عن الموسيقى الشرقية في سلطة الاذاعة الاسرائيلية. وأُجريت المسابقة الاولى في عام 1971 وشارك فيها المطرب العالمي انريكو ماسياس كضيف شرف. وتم بث المهرجان بعد تسجيله على حساب ساعات البث بالعربية في التلفزيون الاسرائيلي، مما اثار استياء لدى الجمهور الاسرائيلي، فجرى في السنوات اللاحقة بثه على القناة العبرية وفي ساعات الذروة وببث مباشر.

 

وجاءت المبادرة إلى تنظيم هذا المهرجان في أعقاب ارتفاع اصوات احتجاجية في اوساط اليهود الشرقيين من أن نصيب الاغاني الشرقية ضئيل، وأن الغناء السائد هو ذي صبغة غربية بعيدة عن أذواق الشرقيين. واستجاب المسؤولون في الاذاعة لهذا التوجه، وتزامن مع تنظيم مهرجانين غنائيين آخرين في اسرائيل، الأول مهرجان الغناء الحسيدي ذي الطابع الاشكنازي، ومهرجان غناء الاطفال. وأُدرج مع الزمن عدد من المطربين والفنانين اليهود الاشكنازيين الذين قدموا أغان شرقية للدلالة على الاندماج بين جاليات وشرائح المجتمع الاسرائيلي. ومن بين جمهور الفنانين الذي شارك في هذا المهرجان ولاقت اغانيهم شهرة كبيرة: ساسي كيشت في اغنيته "الحب جنة مقفلة"، وعدنه ليف في اغنيتها "اختان"، والثلاثي الساخر هجشاش هحيفر في أغنية "ليلاخ"، والثلاثي شوكولاطة ومنتا وماستيك في "اغنية النبيذ"، ويزهار كوهين في اغنيته "اورشليم الأخرى"، ويغآل باشان وتيكي ديان في أغنية ثنائية بعنوان "تعالي ننظم لنا عيدا".

وتعرض المهرجان إلى موجات كبيرة من النقد الموضوعي والشخصي من منطلق كونه يكرس التقسيم والفجوات داخل المجتمع الاسرائيلي ولا يقدم شيئا مشتركا في الثقافة الاسرائيلية الساعية على حد قولهم، نحو اتون الصهر الذي اعلنه دافيد بن غوريون في مطلع الخمسينات. واثبت هذا المهرجان صدق المقولة أن المجتمع الاسرائيلي المركب من ثقافات متعددة لا تجمعه ثقافة واحدة. واستجابة للنداءات بإيقاف عمل المهرجان كانت الحفلة الاخيرة منه في 1982.

ووفر المهرجان لفترة طويلة نقطة انطلاق لعدد من المطربين والفنانين الاسرائيليين الذين تحولوا إلى مشاهير داخل المجتمع الاسرائيلي، من ابرزهم: زوهار ارجوف الذي فاز بالمرتبة الاولى في المهرجان عام 1982 عن اغنية "الزهرة في حديقتي". وفاز من قبله سيمي تابوري بجائزة المهرجان للعام 1977 ومنه انطلق في مسيرته الغنائية، وكذلك الفنانة الاسرائيلية عوفرا حازه في عام 1974. وساهمت مشاركات عدد من الفنانين اليهود الشرقيين في هذا المهرجان في رفع مكانة الاغنية العبرية ـ العربية(أي ذات النغمة والايقاع والكلمات المقتبسة من العربية، كدليل على الصلة التاريخية والتراثية بين اليهود الشرقيين وبين اوطانهم الاصلية).