هو اليعازر اسحق برلمان. ولد العام 1858 في لوشكي - ليطا. درس بعض المواضيع الدينية في عدد من المدارس الدينية اليهودية. ثم سافر إلى باريس بعد إنهاء الدراسة الثانوية وشرع في دراسة الطب.
كتب أول مقال له تحت عنوان (سؤال صعب) في جريدة (هشاحار) التي كان يحررها الكاتب العبري بيريتس سمولنسكين، تطرق فيه إلى (الوطن التاريخي لليهود - أرض اسرائيل - واللغة العبرية المرافقة للشعب اليهودي عبر التاريخ الطويل الذي عاشه هذا الشعب).
التقى في باريس بسائح يهودي أخبره أن اليهود في آسيا وشمال افريقيا يتكلمون بالعبرية، فاستنتج بن يهودا أن هذه اللغة ما زالت حية لذلك أخذت تراوده أفكار حول كيفية احياء العبرية، ولكنه أُصيب بمرض السل ونصح بالسفر الى اقليم هواؤه جاف، فقرر السفر إلى فلسطين، إلا أن المرض اشتد عليه فعولج في مستشفى روتشيلد في باريس، وبعد خروجه من المستشفى ترك دراسة الطب وتوجه لدراسة التربية والتعليم تحضيراً للسفر الى فلسطين ليقوم بالتعليم في المدرسة الزراعية (مكفيه يسرائيل).
فور وصوله إلى ميناء يافا قرر مع زوجته أن يتكلما بالعبرية فقط. وقرر أيضاً اقناع المتدينين اليهود في القدس بأن يتكلموا العبرية بدلاً من الأيديشية، ولكنهم رفضوا جعل العبرية المقدسة لغة الشارع اليومية. ولما انتقل للتعليم في مدرسة (كول يسرائيل حفريم) في القدس سُمِح له بالتدريس باللغة العبرية، وأصدر اسبوعية بعنوان (هتسفي) التي تحولت إلى يومية واستمرت في الصدور حتى بداية الحرب العالمية الأُولى (1914)، وأصدر أيضاً اسبوعية (هشكفا) التي تحولت للصدور مرتين في الأسبوع.
أظهر اهتماماً كبيراً في إحياء اللغة العبرية من خلال الصحف والمجلات التي أصدرها، حيث جدد وأوجد كلمات كثيرة لم تكن موجودة في اللغة العبرية. والاسلوب الذي أدخله بن يهودا كان مختلفاً عن عبرية التوراة والكتب الدينية اليهودية المختلفة، ونهج البساطة والملاءمة للعصر ولاحتياجات الناس اليومية.
وتعرض بن يهودا إلى مضايقات من الحاخامات في القدس الذين وشوا به إلى السلطات التركية بأنه يحرض لثورة، فاعتقل وحكم عليه بالسجن سنة إلاّ أن البارون روتشيلد عمل على إخراجه من السجن. وشرع بعد خروجه من السجن إلى وضع قاموس حديث بالعبرية، وأسس (لجنة اللغة العبرية) التي أصبحت مع الزمن (أكاديمية اللغة العبرية) (أي مجمع اللغة العبرية).
وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى غادر فلسطين متوجهاً إلى الولايات المتحدة خوفاً من السلطات التركية، وعاد إلى فلسطين العام 1919، وضغط بن يهودا مع مناحيم اوسيشكين على المندوب السامي هربرت صموئيل ليعلن أن اللغة العبرية هي لغة رسمية في فلسطين إلى جانب العربية والانكليزية. توفي العام 1922.