اقترح هذا المشروع هرتسل وذلك في العام 1904 بعد ان فشلت مساعيه وجهوده لدى السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في محاولة لإقناعه منح المنظمة الصهيونية امتيازاً في فلسطين، وخاصة شراء الأراضي والاستيطان عليها. وجاء مشروع العريش ليُعوّض الفشل في المساعي المذكورة سالفاً. فتوجه هرتسل إلى الحكومة البريطانية لمنحه امتيازاً للاستيطان في منطقة العريش في شمالي سيناء.
وأعلنت الحكومة البريطانية عن موافقتها على المشروع، وعندها أرسلت المنظمة الصهيونية لجنة خاصة لفحص المنطقة من جوانب عديدة وخصوصاً مسألتي المياه والاستيطان فيها. وقدمت اللجنة توصياتها إلى الإدارة الصهيونية وأشارت بوجه خاص إلى أنه من الضروري لتحقيق الاستيطان في هذه المنطقة أن ينفذ مشروع ري ضخم بواسطة نقل مياه من نهر النيل إلى هذه المنطقة.
ولكن المشروع أُصيب بالفشل للأسباب التالية:
1) رفض المفوض البريطاني في مصر اللورد كرومر توطين اليهود في تلك المنطقة لأنه طالبهم بضرورة التقدم إلى السلطات المصرية لنيل الجنسية المصرية، وهذا الأمر يتعارض مع مطالب الحركة الصهيونية باستقلالية اليهود في المنطقة.
2) ادّعاء الحكومة المصرية (الخاضعة للتأثيرات البريطانية) أنّها ستضطر إلى توقيف عمليات عبور السفن في قناة السويس لعدّة أشهر ريثما يتم مد أنابيب نقل المياه من النيل إلى منطقة العريش.
3) إن منطقة العريش، من ناحيتي المناخ وظروف المعيشة فيها، لا تتلاءم مع متطلبات اليهود كمجتمع متقدم ومتحضر قادم من أوروبا.
4) رفض قسم كبير من مندوبي الصهيونية هذا المشروع لكونه يبتعد عن المحور الأساسي، ألا وهو فلسطين.
ونتيجة للمعارضة الصهيونية لهذا المشروع ورؤية بريطانيا أنه من الصعب تنفيذه وإخراجه إلى حيز الوجود قامت الحكومة البريطانية بطرح مشروع بديل لإقامة دولة يهودية مؤقتة في أوغندا في وسط أفريقيا.