عبارة عن وحدة مخابرات تابعة لدائرة المخابرات والمعلومات السرية في الجيش الاسرائيلي. وعرفت بـ "المراقبة" أو وحدة الإنذار
المركزية في دائرة المخابرات. تولت هذه الوحدة مسئولية جمع المعلومات الاستخبارية ونقلها إلى دائرة المخابرات المركزية للجيش الاسرائيلي ليتم تحليلها. وزادت دائرة المخابرات في الجيش من جهودها في عمليات تجميع معلومات عن سوريا ومصر بعد حرب حزيران 1967. ولتحقيق هذه الغاية تم بناء مركز تنصت مركزي في هضبة الجولان وفي شبه جزيرة سيناء. وأوكلت مهام محددة لوحدة 848 وأهمها الإشارة إلى علامات حرب مقبلة وقريبة. وقامت الوحدة في الأسابيع القليلة قبل اندلاع حرب اوكتوبر عام 1973 بتجميع معلومات كثيرة تشير إلى وجود تحركات تؤكد استعداد الجيشين المصري والسوري على الحرب. ومن بين الإشارات والدلائل على ذلك تحريك مجموعة كبيرة من الدبابات والمدرعات السورية باتجاه جبهة القتال في الجولان، ونقل كتيبة 47 السورية من منطقة حمص إلى جبهة الجولان، وكذلك تحريك طائرات سوخوي 17 إلى مناطق قريبة من الجبهة. أما المعلومات والإشارات التي جمعتها هذه الوحدة بالنسبة للجبهة الجنوبية مع مصر فتمحورت في نقل كميات كبيرة من الذخيرة، وان الجيش المصري يقوم بتدريبات ومناورات عادية. ولما بدأ الانسحاب السوفييتي غير المتوقع من مصر وسوريا قبل اندلاع الحرب بـ 48 ساعة، قامت الوحدة 848 بنقل كمية كبيرة من الإشارات على وجود تحرك غير عادي للجيشين المصري والسوري. أما معلومات الإنذار المبكر الهامة التي نقلتها هذه الوحدة إلى قيادة المخابرات في الجيش الاسرائيلي فكانت قبل اندلاع حرب اوكتوبر بحوالي عشرين ساعة ومفادها أن الانسحاب السوفييتي جاء في أعقاب معرفة القيادة السوفييتية في موسكو أن جيشي سوريا ومصر سيقومان بشن حرب على اسرائيل. إلا أن قيادة المخابرات في الجيش لم تقم بنقل هذه المعلومة إلى هيئة الأركان العامة للجيش وإلى وزير الدفاع، لهذا فقدت المعلومة من أهميتها في الوقت الضروري. ومن بين إخفاقات هذه الوحدة أنها تلقت أمرا من قائد دائرة المخابرات ايلي زعيرا بعدم اللجوء إلى استعمال الوسائل الخاصة في جمع المعلومات، علما أن القيام بهذه الخطوة كان سيساعد الجيش الاسرائيلي في استعداداته. وتعرضت الوحدة إلى ضرر كبير في أعقاب نجاح الجيش السوري من إعادة تحرير الموقع الذي وجدت فيه الوحدة في الجولان وسقوط عدد من جنودها في الأسر السوري.