يعمل الكنيست الإسرائيلي، مستغلاً أجواء الحرب على غزة ولبنان، على المصادقة على العديد من مشاريع القوانين الهادفة إلى ترسيخ التمييز العنصري، وقمع حقوق المواطنين الفلسطينيين، وتعزيز السيطرة على الفلسطينيين في الداخل وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تمت الموافقة الأسبوع الماضي على ميزانية الدولة الإسرائيلية العامة للعام 2025، وذلك في اجتماع الحكومة برئاسة رئيسها بنيامين نتنياهو، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش. وخلال الاجتماع، أعرب نتنياهو عن امتنانه للوزراء والمسؤولين الذين بذلوا جهوداً كبيرة لإعداد الميزانية، ووصفها بأنها "ميزانية مهمة، صعبة، لكنها ضرورية في عام الحرب".
إجماع كتل الائتلاف ومعها كتل المعارضة الصهيونية في الكنيست، في الأسبوع الماضي، على قانون حظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "الأونروا"، التابعة للأمم المتحدة، في المناطق الخاضعة لما تسمى "السيادة الإسرائيلية"، وهنا القصد القدس الشرقية المحتلة، وما ألحق بها من بلدات ومخيمات بعد احتلال العام 1967، يؤكد أن هذا الإجراء أبعد من مجريات الحرب على قطاع غزة،ومزاعم مشاركة عدد قليل من عاملي الوكالة في أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بل هو استغلال لما حدث، كي يتم تطبيق مشروع سياسي قائم منذ سنوات طويلة، وبلوره معهد تابع للوكالة الصهيونية، يقضي بإنهاء وجود وكالة "الأونروا"، بزعم أن وجودها، من زاوية رؤية إسرائيل والحركة الصهيونية، "يخلّد اللجوء الفلسطيني"، وبالتالي إبقاء القضية الفلسطينية.
تتفق معظم التحليلات الأمنيّة والسياسية في إسرائيل على أن قيامها لأول مرة، يوم 26 تشرين الأول الحالي، بشنّ هجوم جوي واسع على أهداف في مواقع عدة في إيران، بما في ذلك أهداف قريبة من العاصمة طهران، أثبت أنها تمتلك تفوّقاً جوياً واستخباراتياً، فضلاً عن أنه تسبّب أيضاً بتحرّرها من خوف دفين عكسته سيناريوهات استشرافية بشأن مثل هذا الهجوم في الماضي القريب والبعيد، وفحوى هذا الخوف أن تنفيذ هجوم جوي إسرائيلي على إيران يمكن أن يؤدي إلى إسقاط طائرات وأسر طيارين أو حتى مقتلهم، ولكن هذا لم يحدث.
الصفحة 9 من 863