ولد رفائيل ايتان (اسمه الأصلي رفائيل كمينسكي) العام 1929 في تل عدشيم (تل العدس)في الجليل الأسفل. انضم العام 1946 إلى قوات (البالماح) وخلال حرب العام 1948 انضوى للخدمة في كتيبة هرئيل التي أوكلت إليها مهمة شق الطريق باتجاه القدس لاحتلالها، وحارب
في المعارك الضارية داخل القدس وأصيب اصابات بالغة خلالها. التحق في صفوف الخدمة العسكرية الدائمة في الجيش الاسرائيلي، وكان ذلك العام 1954 حيث منحته قيادة الأركان وساماً عسكرياً من وحدة المظليين. قاد وحدة عسكرية في حرب سيناء - العدوان الثلاثي على مصر العام 1956، وكان من اوائل الذين عبروا ممر (الميتلا) في شبه جزيرة سيناء. أُصيب بجروح بالغة خلال حرب حزيران 1967 على جبهة سيناء. وتولى قيادة كتيبة عسكرية خلال حرب تشرين في العام 1973 على الجبهة مع سورية، حيث قامت كتيبته بوقف تقدم فرق عسكرية مقاتلة من الجيش السوري، وتقديراً لانجازاته العسكرية خلال الحرب المذكورة رُقي إلى درجة جنرال، وعُين قائداً للواء الشمال في الجيش الاسرائيلي. ساهم في اقامة ما يُسمى بـ(الجدار الطيب) على الحدود اللبنانية وذلك خلال الحرب الاهلية اللبنانية وبعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان، وعُين في منصب رئيس شعبة العمليات الحربية للجيش الاسرائيلي، ثم عُين رئيساً لهيئة الاركان العامة للجيش بين 1987- 1983، وخلال فترة رئاسته لهيئة الاركان شارك في التخطيط للهجوم العسكري الاسرائيلي على المفاعل الذري العراقي (تموز)، وأيضاً شارك في تخطيط الاجتياح على لبنان. وأظهر ايتان اهتماماً بالشبان اليهود الهامشيين والذين لم توفر لهم أطر معينة، فقام بجمعهم وادخالهم في الجيش حتى أنهم عُرفوا بـ (شبيبة رفول). وعارضه كثيرون من السياسيين في خطوته هذه مدعين أن مثل هؤلاء سيخفضون من مستوى الجيش لميلهم إلى المشاغبات. ساهم في الاعلان عن البرنامج العسكري لانتاج الاسلحة والمعدات الحربية وهو البرنامج المعروف بـ (لافي).
وجهت إليه لجنة كاهان للتحقيق في مذابح صبرا وشاتيلا لوماً شديداً، وأشار تقرير اللجنة أن ايتان لم يتخذ الاجراءات اللازمة للحيلولة دون حصول المذابح، ولم يتصرف بالشكل اللائق الذي يجب أن يتحلى به قائد عسكري، ولكن اللجنة لم تتخذ أي قرار فعلي بفصل ايتان أو إصدار أية توصية قانونية بحقه، لأن مهمته كرئيس لهيئة الأركان كانت على وشك الانتهاء.
وأقام ايتان مباشرة بعد انهاء خدماته في الجيش حزباً سياسياً سماه (تسوميت) (من العبرية وتعني مفترق) العام 1983، واتحد حزبه العام 1984، عشية الانتخابات للكنيست الحادية عشرة مع حزب (هتحيا) بقيادة غئولا كوهين، ورُشح في المكان الثاني بعدها. ولكنه انفصل عن هذا الاتحاد العام 1987 بعد وقوع خلافات بينه وبين غئولا. وتمكن من الفوز في انتخابات الكنيست الـ12 و 13 وتولى في الكنيست الـ13 رئاسة لجنة مكافحة المخدرات. وتولى منصب وزير الزراعة بين 90 و1991. وخوفاً منه على ضياع مؤيديه وعدم امكانية نجاحه في انتخابات الكنيست الـ14 فإنه انضم إلى القائمة المشتركة لاحزاب الليكود و(غيشر) و(تسومت). هذا التحالف خاض انتخابات العام 1996 واوصل بنيامين نتنياهو إلى سدة الحكم، فتولى ايتان منصب نائب رئيس الحكومة ووزارتي الزراعة وشؤون البيئة. وجهت إليه النيابة العامة تهمة الاستفادة من وثائق جيش الدفاع الاسرائيلي لاغراض سياسية تخصه فجرت عملية نزع حصانته وتقديمه للمحاكمة في أواخر العام 1996 إلا أن المحكمة برّأت ساحته من هذه التهمة، وأُعيدت اليه حصانته البرلمانية، ومع اقتراب انتخابات الكنيست الـ15 العام 1999 شرع في مفاوضات جادة مع حزب الليكود للسير معاً في الانتخابات، إلا أن جهوده لم تثمر حيث أن إدارة الليكود رفضت ضمه إلى القائمة الانتخابية، فخاض الانتخابات في قائمة (تسوميت) بشكل مستقل، ولم تجتز هذه القائمة نسبة الحسم، فخسر في الانتخابات، وعندها أعلن ايتان عن اعتزاله الحياة السياسية العامة وعاد للعمل الزراعي في تل عدشيم.
عُرف عن ايتان لسانه البذيء واستخدامه ألفاظاً بالغة العنصرية، أشهرها: (العرب الصراصير السامة)، والتي أثارت ضجة سياسية وإعلامية واجتماعية في الاوساط العربية داخل اسرائيل، وكذلك بين الأوساط اليهودية اليسارية، توفي غرقا في تشرين الثاني 2004.
Terms used:
الجدار الطيب, تل عدشيم, لافي, البالماح, هتحيا, الليكود, غيشر, تسوميت, الكنيست, نائب رئيس الحكومة