ثلث الإسرائيليين يتخوفون من السقوط في دائرة الفقر

أكد استطلاع لجمعية "لتيت" الإسرائيلية (عطاء) التي تعنى بالشؤون الاجتماعية، أن 33% من الإسرائيليين يتخوفون من السقوط في دائرة الفقر، في حين أن 33% من الذين يتلقون مساعدات من جمعيات خيرية وصلوا إلى حد الجوع. واعتبر 29% من الإسرائيليين أن القضية الأهم بالنسبة لهم هي الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية

أكد استطلاع لجمعية "لتيت" الإسرائيلية (عطاء) التي تعنى بالشؤون الاجتماعية، أن 33% من الإسرائيليين يتخوفون من السقوط في دائرة الفقر، في حين أن 33% من الذين يتلقون مساعدات من جمعيات خيرية وصلوا إلى حد الجوع.

وعلى الرغم من ضجيج الملف الأمني في وسائل الإعلام الإسرائيلية وأولويته على الأجندة السياسية والحكومية، فإن 29% من الإسرائيليين يعتبرون أن القضية الأهم بالنسبة لهم هي الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية، ولم يحظ الأمن سوى بـ 15%، حتى أن ملف التربية والتعليم سبقه بنسبة 21%.

وشمل الاستطلاع 500 شخص يمثلون شرائح المجتمع في إسرائيل، بالإضافة إلى استجواب 95 جمعية خيرية، من التي تقدم مساعدات دائمة للفقراء، وخاصة مساعدات غذائية شبه يومية لأربعين ألف عائلة في 70 بلدة في إسرائيل، إلى جانب استطلاع أوضاع 400 عائلة من العائلات اللواتي يحصلن على المساعدات الاجتماعية.

وجاء في هذا المسح أنه في السنوات الثلاث الأخيرة ارتفع عدد الذين يحصلون على مساعدات غذائية بنسبة 120%، وأعلنت 90% من الجمعيات الخيرية، في العام الماضي، عن ارتفاع ملحوظ في طلب الحصول على مساعداتها، وتبين أيضا أن 16% من الذين حصلوا على المساعدات الغذائية في العام الجاري 2005 كانوا حتى فترة قصيرة جدا يعتبرون من الشرائح المتوسطة اقتصاديا في البلاد.

وأشارت الجمعيات في تقاريرها إلى أن متلقي المساعدات الغذائية يصل معدل دخلهم الشهري إلى 2565 شيكل شهرياً. وأفاد المستطلعون أن مشاكل صحية كانت السبب الأساسي الذي أوصلهم إلى الفقر. كما تبين أن ثلث متلقي المساعدات قالوا إنهم يعانون من الجوع، في حين قال 45% إنهم عانوا من انقطاع الماء أو الكهرباء أو الغاز. وتبين أيضاً أن 42% منهم قد تعرضوا للحجز على ممتلكاتهم أو تقييد حساباتهم المصرفية، وقدمت ضد 34% منهم دعاوى قضائية.

وأعلن 45% من الذين تلقوا المساعدات الغذائية أنهم اضطروا لقطع علاقات عائلية (طلاق وغيره) بسبب الوضع الاقتصادي الصعب. وأعلن 65% من الجمهور الواسع في إسرائيل أنهم يعرفون شخصا أو أشخاصًا يعيشون في ضائقة اقتصادية صعبة، كما أعلن 54% من الجمهور أنهم يعرفون على الأقل شخصا واحدا كان يعيش في ظروف اقتصادية معقولة، وتدهورت أوضاعه إلى دائرة الفقر.

وأعلن 66% من متلقي المساعدات أنهم أو أحد أبناء عائلتهم بحاجة إلى علاج طبي، و75% من بينهم امتنعوا عن شراء أدوية مدعومة أصلا، وبموجب وصفة طبية. وقال 36% من متلقي المساعدات إن السبب الرئيسي الذي أوقعهم في دائرة الفقر هو الوضع الصحي، فيما أعلن 23% أنهم أصبحوا فقراء بسبب البطالة أو الحجز على ممتلكاتهم، وقال 23% إن فقرهم بسبب انفصالهم عن أزواجهم وزوجاتهم، إما لأسباب طلاق أو وفاة.

وقال 61% من متلقي المساعدات إنه تنقصهم أدوات وكتب مدرسية ضرورية، و96% من الأطفال لا يحصلون على دروس خصوصية، كتلك المدعومة من وزارة التربية والتعليم.

وفي تحليل لشريحة متلقي المساعدات، تبين أن غالبيتهم في جيل 30- 49 عاماً، من النساء، وأمهات لعدد من الأولاد بمعدل 3,7 ولد لكل أم، ومن أصول شرقية، ثقافة ثانوية وما دون، بحاجة إلى علاج طبي دائم يضطرون للتنازل عنه لأنهم لا يملكون ثمن الدواء!

من جهة أخرى فقد أكد محافظ بنك إسرائيل، ستانلي فيشر، في محاضرة قدمها أمام مؤتمر إسرائيل للمصالح التجارية، إن معطيات جمعها بنك إسرائيل تشير إلى أن 40% من الفقراء في إسرائيل هم من العرب والمتدينين اليهود.

ويشار إلى أن تقرير مؤسسة التأمين الوطني (مؤسسة الضمان الاجتماعي الرسمية) الذي صدر في الصيف الماضي دلّ على أن نسبة الفقر في العام 2004 ارتفعت بنسبة 5,4%، وهي ضعفا نسبة تزايد السكان، وأن 50% من العائلات الفقيرة في إسرائيل هي عائلات عربية. كما دل على أن 60% من الأطفال العرب في إسرائيل يعيشون تحت خط الفقر.