الفتيان الإسرائيليون ازدادوا جنوحًا نحو اليمين

دلت معطيات استطلاع جديد بادرت له صحيفة "يديعوت أحرونوت" وبتنفيذ أكبر معهد استطلاعات للرأي (داحف، بإدارة مينا تسيمح)، على أن جيل الأحداث في اسرائيل من عمر 15 عاما الى 18 عاما، يميل إلى مواقف اليمين، وحتى إلى مواقف اليمين المتطرف.

دلت معطيات استطلاع جديد بادرت له صحيفة "يديعوت أحرونوت" وبتنفيذ أكبر معهد استطلاعات للرأي (داحف، بإدارة مينا تسيمح)، على أن جيل الأحداث في اسرائيل من عمر 15 عاما الى 18 عاما، يميل إلى مواقف اليمين، وحتى إلى مواقف اليمين المتطرف.

وحسب نتائج الاستطلاع الذي شمل عينة نموذجية من 402 فتى وفتاة في جيل الاحداث، فإن 55% يعارضون خطة فك الارتباط والانسحاب من قطاع غزة، فيما يؤيدها 44%. وفيما أيد 64% منهم حق الجندي في رفض الأوامر العسكرية لاخلاء المستوطنات، رفض هذا 29% فقط، وقال 43% إنه لو فرضت عليهم مثل هذه الأوامر لرفضوها، فيما قال 50% فقط إنهم سينفذونها.

وعرّف 68% من المستطلعين عن انفسهم بأنهم يميلون الى اليمين الاسرائيلي، فيما أعلن 23% أنهم يميلون إلى اليسار، و1% إلى الوسط السياسي، ويرى 26% منهم أنهم يفضلون بنيامين نتنياهو لرئاسة الحكومة مقابل 23% لشارون و14% لشمعون بيريس و37% يرفضون أي واحد منهم.

وعلى الرغم من كل هذه المعطيات، فقد تبين أن 36% من المستطلعين لا يعرفون أين يقع التكتل الاستيطاني "غوش قطيف" في قطاع غزة، و11% يخمنون الموقع، وقال 53% انهم يعرفون، وأعلن 79% من المستطلعين أنهم لم يزوروا في حياتهم قطاع غزة، بينما زاره 21% منهم.

ويبرز التناقض بين الحماس لليمين الاسرائيلي وبين اجابات أخرى، ومن بينها ان 32% يشعرون أنهم أقرب للفتيان الأميركان من فتيان المستوطنات، وقال 14% إنهم ليسوا قريبين لا لفتيان المستوطنات ولا لفتيان أميركا، وقال 44% انهم يشعرون بقرب لفتيان المستوطنات، كما أعلن 36% انه لا ينشغل بالهم في عملية الانسحاب مقابل 64%، وأكد 71% انهم لن يتنازلوا عن نزهة من اجل مشاهدة عملية الانسحاب مباشرة في التلفزيون.

ويقول الاستطلاع انه بالنسبة لسائر المواطنين في اسرائيل فإن نسبة التأييد لخطة فك الارتباط لم تتراجع، بل بقيت على حالها في الشهر الأخير، وهي في حدود 58%، وتشمل هذه النسبة اليهود والعرب. وإذا ما سجلنا أن العرب في إسرائيل يؤيدون بغالبيتهم الساحقة جدًا الانسحاب من قطاع غزة، حسب رأي الاستطلاع، فإن هناك أغلبية طفيفة جدا بين اليهود لصالح مؤيدي خطة فك الارتباط. وهذه ملاحظة تظهر لأول مرة في استطلاعات الرأي، علما أن نسبة المؤيدين بين اليهود لوحدهم كانت أعلى بكثير في الماضي.

وفي تحليله لنتائج الاستطلاع لم يذهب المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، سيفر بلوتسكر، إلى أبعد من الانتفاضة الأولى، ليدعي أن جيل الأحداث الحالي في إسرائيل هو "الجيل الذي ولد في الانتفاضة الاولى وعلى وقع انفجارات الباصات والتصفيات الجسدية والإرهاب وعملية السور الواقي، فحياة هذا الجيل تبلورت في الصراع الدامي مع الفلسطينيين". واستنتج من ذلك انه "ليس لديه مع من يتحاور، وحيرته ليست بين اليسار واليمين، وانما بين اليمين المتطرف واليمين المعتدل"، على حد تعبير بلوتسكر.

ولكن ما لم ينتبه له بلوتسكر هو أن هذا الجيل ليس غريبا عن الجيل الذي قبله، ونشأ في ظل الاحتلال، والانحراف نحو اليمين في الساحة السياسية في اسرائيل بدأ منذ نهاية سنوات السبعين بصعود الليكود الى الحكم، واشتد بوتائر أكثر في منتصف سنوات التسعين.

الأمر الملفت للنظر في نتائج الاستطلاع هو أننا لم نشهد فتيانا لديهم التزام سياسي. فمثلا على الرغم من أن 55% منهم يرفضون خطة فك الارتباط، إلا أن 71% يرفضون التنازل عن نزهة مقابل الجلوس في البيت ومشاهدة عملية الانسحاب واخلاء المستوطنات بالبث الحي والمباشر عبر التلفزيون.

كذلك فإنه من حيث التضامن الداخلي أعلن 44% أنهم يتضامنون مع فتيان المستوطنات، ويشعرون بقرب منهم، في حين أن 36% فضلوا الفتيان الأميركان عليهم، و14% رفضوا الجهتين معا.