خبراء الديموغرافيا يتباكون على تراجع عدد اليهود مقابل ارتفاع عدد العرب الفلسطينيين في "المنطقة بين النهر والبحر".!

معطيات 2003 كما نشرتها دائرة الاحصاء المركزية

"المشهد الاسرائيلي":

فيما يلي تلخيص لاهم معطيات العام 2003 الفائت، في اسرائيل، كما نشرتها من دائرة الاحصاء المركزية الاسرائيلية هذا الاسبوع، والتي اثارت الكثيرين من بين السياسيين و "الخبراء" في اسرائيل، ودفعت الى صدور عدد من التصريحات العنصرية التي احتلت العناوين الصحفية في الاسبوعين الاخيرين..

السكان:

بلغ عدد سكان اسرائيل مع بداية العام 2004 حوالي 6750000 نسمة، بما في ذلك سكان الاراضي المحتلة في القدس الشرقية وهضبة الجولان السورية المحتلة. ولا يشمل هذا العدد الاجانب الذين يسكنون في اسرائيل، الذين كان عددهم في نهاية العام 2002 حوالي 238000. وشكل ما اصطلح على تعريفهم في اسرائيل بـ"اليهود وآخرين" 81% من السكان، بينهم 5160000 من اليهود و290000 من المهاجرين الجدد الى اسرائيل وغير مسجلين كيهود في وزارة الداخلية الاسرائيلية (نصفهم من المسيحيين ونصفهم مسجلون بدون ديانة). وبلغت نسبة العرب في اسرائيل 19%. وبلغت الزيادة السكانية في اسرائيل 116000 تقريبا، اي زيادة سكانية بنسبة 1.7%، مقارنة مع عدد السكان في العام 2002.

ونوهت دائرة الاحصاء الى ان نسبة الزيادة السكانية في العام 2003 كانت الاقل منذ العام 1990. وأوضحت الدائرة ان السبب الرئيسي لانخفاض وتيرة الزيادة السكانية يكمن في انخفاض عدد المهاجرين اليهود الى اسرائيل. فقد ساهمت الهجرة الى اسرائيل بـ9% من مجمل الزيادة السكانية وكان عددهم 23000، مقابل 18%في العام 2002 (34000)، و38% في العام 2000. ووصلت غالبية المهاجرين من عصبة الدول وبلغت نسبتهم 57% (13000)؛ و13% من اثيوبيا (3000)؛ 8% من فرنسا (1800)؛ 7% من الولايات المتحدة (1700).

وكانت دائرة الاحصاء خصصت تقريرا حول السكان المسيحيين، بمناسبة حلول عيد الميلاد الاخير. كما كانت قد خصصت تقريرا حول المسلمين بمناسبة عيد الاضحى الا ان المعطيات في حينه لا تعكس الوضع الحقيقي اليوم بسبب مرور اشهر عديدة من جهة، وبسبب نسبة التكاثر السكاني العالية بين المسلمين من جهة اخرى.

وبلغ عدد السكان المسيحيين في اسرائيل مع نهاية العام 2003 حوالي 142 الف نسمة (2.1%)، بينهم 115.4 الف من العرب و27 الفا من الذين هاجروا الى اسرائيل في اطار "قانون العودة" لليهود في العالم.

واثارت الاحصائيات المتعلقة بعدد السكان ضجة في اسرائيل بعد اضافة معطيات صادرة عن دائرة الاحصاء المركزي الفلسطينية، والتي اشارت الى ان عدد الفلسطينيين الموجودين بين البحر المتوسط ونهر الاردن بلغ 5.2 مليون نسمة في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل اسرائيل، مقابل معطيات الدائرة الاسرائيلية التي افادت بوجود 5.4 مليون نسمة من اليهود في المنطقة ذاتها.

وأفادت دائرة الاحصاء الاسرائيلية ان اليهود سيصبحون اقلية في هذه المنطقة في غضون 10 سنوات. وقال الجغرافي بروفيسور ارنون سوفير، الخبير في الدمغرافيا ايضا، ان اليهود اقلية منذ اليوم خصوصا اذا تم "خصم" نحو 300 الف غير يهودي من الـ5.4 مليون يصبح عدد اليهود اقل من عدد العرب.

ولم يتفق عدد من خبراء الديمغرافيا الاسرائيليين مع رأي سوفير، وقال البروفيسور دوف فريدلاندر، ان التوازن بين اليهود والعرب بنسبة 80%-20% داخل الخط الاخضر سيتم الحفاظ عليه لسنوات كثيرة قادمة، وكان فريدلاندر يرد بذلك على الاقوال العنصرية التي تفوه بها وزير المالية الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مؤتمر هرتسليا. وقال البروفيسور ديفيد نويمان، وهو خبير دمغرافي ايضا، ان التوازن بين اليهود والعرب داخل اسرائيل سيتم الحفاظ عليه حتى لو توقفت موجات الهجرة الى اسرائيل، وان التوازن الدمغرافي سيستغرق عشرات السنين. واشار عدد من الخبراء الى ان الفلسطينيين يمرون في هذه المرحلة بعملية عصرنة مؤداها ان العرب توقفوا عن انجاب عدد كبير من الاولاد واخذوا يكتفون بولدين او ثلاثة او اربعة اولاد كحد اقصى.

وقال سوفير، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، "اننا بصدد انهيار من الناحية الدمغرافية. خارطة الدمغرافيا في القدس والنقب والجليل تظهر خرابا".

وتؤسس اقوال سوفير هذه على المعطيات التي تشير الى انه يقطن في النقب اليوم اكثر من 140 الف عربي، ونسبة العرب في الجليل 75% ، ومضى سوفير يقول بلهجة تحذير انه "نشأ تواصل عربي من الجليل حتى جنين، في الوقت الذي يغادر فيه الجيل الشاب من اليهود الجليل للانتقال الى تل ابيب او نيويورك. هذه خارطة الخراب الدمغرافي".

قتلى اسرائيليون خلال الانتفاضة

اختلفت التقديرات بخصوص عدد القتلى الاسرائيليين، منذ اندلاع انتفاضة الاقصى وحتى نهاية العام 2003، من جراء العمليات التي نفذها فلسطينيون ضد اسرائيليين، مدنيين وعسكريين، داخل اسرائيل وفي الاراضي المحتلة. وفيما اعلن الناطق العسكري الاسرائيلي بان عدد القتلى 900 اسرائيلي، بينهم 633 مدنيا و267 عسكريا، قال جهاز "الشاباك" ان عدد القتلى 907 من دون تفصيل عدد المدنيين والعسكريين. وقالت الشرطة الاسرائيلية ان عدد القتلى بلغ 908. اما وزارة الخارجية فقالت ان عدد القتلى بلغ 916 قتيلا، بينهم 647 مدنيا و269 عسكريا،

وأشارت منظمة "بتسيلم" لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة، الى ان عدد القتلى 973. اما صحيفة "هآرتس" فقالت ان عدد القتلى 944 قتيلا، 664 منهم مدنيين و280 عسكريين.

وافادت "هآرتس" انه في العام 2003 قتل 215 اسرائيليا، 156 مدنيا و59 عسكريا، وفي العام 2002 قتل 461 ، 304 مدنيين و157 عسكريا، وفي العام 2001 قتل 209، 168 مدنيا و40 عسكريا، وفي العام 2000 قتل 59، 35 مدنيا و24 عسكريا.

الجدير بالذكر انه فيما يتم احصاء عدد القتلى في الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، لم يتم ضم شهداء هبة اكتوبر 2000، الـ13 مواطنا عربيا داخل اسرائيل، الى اية احصائية رسمية سوى في احصائية "هآرتس". اضافة الى ذلك سقط برصاص اجهزة الامن الاسرائيلية 11 مواطنا عربيا بعد هبة اكتوبر وحتى اليوم وهؤلاء لم يتم ضمهم الى اية احصائية.

ومن بين القتلى الاسرائيليين المذكورين اعلاه هناك 8 جنود قتلوا عند الحدود الشمالية لاسرائيل، وبينهم الجنود المخطوفين الثلاثة بايدي حركة حزب الله والذين اعلن عنهم الجيش الاسرائيلي انهم موتى. كما ضمت هذه الاحصائيات قتلى في عمليات تفجيرية في عمان وفي مطار لوس انجلس وفي بومباسا. وتضم حصيلة القتلى العسكريين الجنود الذين سقطوا في حوادث خلال التدريبات العسكرية.

العاطلون عن العمل

أظهرت معطيات دائرة الاحصاء المركزية ارتفاعا طفيفا للغاية في نسبة قوة العمل المدنية في اسرائيل، ولكن في المقابل ارتفع عدد العاطلين عن العمل. وبلغت نسبة المنخرطين في قوة العمل (من سن 15 عامل فما فوق) 54.3% (54.1% في العام 2002) في حين بلغت نسبة البطالة 10.7%. ودلت المعطيات ايضا الى ارتفاع عدد العمال الفلسطينيين داخل اسرائيل الى 25 الف عامل وهو العدد الاعلى منذ العام 1998. وتبين ايضا ان الناتج المحلي الخام ارتفع في العام 2003 بنسبة 1.2% وبلغ 74.8 الف شيكل للفرد. الجدير بالذكر هنا، ان المقارنة تتم مع العامين السابقين، 2002 و2001، اللذين تميزا بتدهور حال الاقتصاد الاسرائيلي بصورة حادة ولذلك فان تسجيل تحسن في اي من المجالات في العام 2003 لا يشير الى وضع جيد.

ارتفاع حجم المشتريات العائلية

دلت المعطيات الى ارتفاع حجم مشتريات العائلات في اسرائيل بواسطة بطاقات الاعتماد بنسبة 4%، مقارنة مع متوسط حجم المشتريات الشهرية في العام 2002. وأظهرت المعطيات ايضا ان حجم مشتريات العائلات في الربع الاول من العام 2003 انخفضت بنسبة 4% ولكنها ارتفعت في الربع الثاني بـ2% وارتفعت في الربع الثالث بنسبة 13%، كما ارتفعت في شهري تشرين الاول وتشرين الثاني بنسبة 7%( ارتفعت 10% في تشرين الاول و3% في تشرين الثاني). ونوهت دائرة الاحصاء المركزية الى ان هذا الارتفاع جاء متأثرا بالاقبال على السلع الموسمية. وقد استمدت الدائرة معطياتها من المعلومات التي حصلت عليها من جميع شركات بطاقات الاعتماد العاملة في اسرائيل. وسجلت المشتريات في فرع الاطعمة والمشروبات ارتفاعا بنسبة 4%، كما ارتفعت المشتريات في فرع الخدمات بنسبة 2%، وارتفعت المشتريات في فرع المنتوجات والخدمات الاخرى بـ8% وكانت المنتوجات الاساسية التي ساهمت في ارتفاع المشتريات في هذا الفرع الاقبال على اقتناء اجهزة الكمبيوتر ومعدات تتعلق بفرع الاتصالات . من جهة ثانية سجلت المشتريات في فرع المنتوجات الصناعية انخفاض بنسبة 2%.

السياحة

ارتفع حجم المبيت في الفنادق السياحية في اسرائيل، خلال الاشهر كانون ثاني- تشرين الثاني 2003، بنسبة 3% بالمقارنة مع العام 2002، وبلغ عدد ايام المبيت أكثر من 14 مليونا. وأوضحت معطيات دائرة الاحصاء المركزية ان الارتفاع الحاصل سببه الزيادة في مبيت السياح. وبلغ عدد ايام مبيت الاسرائيليين في الفنادق السياحية حوالي 11 مليونا، وسجل بذلك انخفاضا بنسبة 2% عن الفترة ذاتها من العام 2002. ويشار الى ان الاسرائيليين سجلوا خلال الاشهر ذاتها 3.1 مليون مغادرة الى خارج البلاد، وهذا الرقم مشابه للعام الذي سبقه.

وسجل عدد ايام مبيت السياح الاجانب في اسرائيل خلال الاشهر الـ11 الاولى من العام 2003 ارتفاعا بنسبة 24% ، مقارنة بالفترة نفسها من العام الذي سبقه، وبلغ 2.9 مليون يوم مبيت. وهذه المعطيات جاءت مطابقة لدخول السياح الاجانب الى اسرائيل. وكان المعدل الشهري لاشغال الغرف في الفنادق بنسبة 45%. مقابل 44% في العام 2002.

انخفاض في مبيعات الشقق السكنية

اشترى الاسرائيليون خلال الاشهر العشرة الاولى من العام 2003 9260 شقة سكنية في القطاع الخاص، بينها 7900 شقة لا تزال في مراحل بناء مختلفة و1360 شقة انتهى البناء فيها خلال السنة ونصف الاخيرة. وكانت توزيعة مبيعات الشقق على المناطق كالتالي: المركز 3477 (في العام 2002 تم بيع 5035 شقة)؛ تل ابيب 1858 (2760)؛ الجنوب 1583 (1576)؛ حيفا 827 (1184)؛ القدس 758 (1094)؛ الشمال 523 (670)؛ المستوطنات 239 (212).

واشارت المعطيات الى انه بحلول نهاية شهر تشرين الاول 2003 بقي في اسرائيل 11900 شقة سكنية جديدة للبيع في القطاع الخاص، بينها 10800 شقة ما زاليت في مراحل بناء مختلفة و1100 شقة انتهى البناء فيها. ووفق وتيرة المبيعات في شهر تشرين الثاني 2003 فان احتياطي الشقق الجديدة في منطقة القدس يكفي لمدة 19 شهرا، وفي منطقة حيفا يكفي احتياطي الشقق لمدة 17 شهرا، وفي الجنوب لـ16 شهرا وفي الشمال لـ15 شهرا وفي تل ابيب لـ13 شهرا وفي منطقة المركز يكفي احتياطي الشقق لمدة 10 اشهر فقط.

قتلى حوادث الطرق

دلت معطيات دائرة السير في الشرطة الاسرائيلية الى مصرع 482 من جراء حوادث الطرق خلال العام 2003. وقالت مصادر الشرطة ان هذا العدد يشكل انخفاضا بنسبة 13.5% في عدد القتلى مقارنة مع العام 2002، وهو اقل عدد للقتلى في حوادث الطرق يسجل في اسرائيل منذ 21 سنة.