مؤتمر هرتسليا الرابع: متابعة

ابرز التصريحات الصادرة عن سياسيين وعسكريين اسرائيليين في "مؤتمر هرتسليا الرابع 2003"

"ميزان المناعة والامن القومي"

ننشر فيما يلي ابرز التصريحات الصادرة عن سياسيين وعسكريين اسرائيليين في "مؤتمر هرتسليا الرابع 2003"

آفي ديختر، رئيس جهاز "الشاباك":

"في الثلاث سنوات وربع الاخيرة قتل 901 اسرائيلي في عمليات تفجيرية وجُرح 6000 آخرون. يتوجب القول باستقامة: جهاز الامن – وبضمنه الشاباك – لم نوفر لشعب اسرائيل الحماية التي يستحقها. فقد فشلت اسرائيل في تجفيف مصادر الاسلحة للسلطة الفلسطينية. كما ان العالم الجنائي في اسرائيل يواصل تزويد الفلسطينيين بالسلاح والذخيرة. نقل قدرات عسكرية من غزة الى الضفة من شأنه تشكيل تهديد على تجمعات سكانية في اسرائيل، ولذلك فان الفصل الفعلي بينهما مهم بالنسبة لدولة اسرائيل. علينا التيقن من تفكك القدرة العسكرية للسلطة الفلسطينية: سلطة بدون قدرة عسكرية يجب ان يكون شعار دولة اسرائيل".

"التحدي الفلسطيني ربما هو التحدي الاكثر تعقيدا وحساسية الذي واجهته اسرائيل على مر فترة طويلة. منذ 1967 اندمجت الاجهزة الحياتية لكلا الشعبين، وحتى اتفاق اوسلو لم ينجح في الفصل بين القوميتين. مستوى العنف الذي يمارسه الفلسطينيون هو بمستوى عنف قبيلة عدائية في افريقيا. رغم ذلك فان المعابر تشبه تللك الموجودة بين دول في اوروبا الغربية: عشرات الاف الاشخاص يجتازون الحدود يوميا من دون تصاريح. الامر يتطلب وجود حاجزا فعليا، من اجل الفصل بين الكيانين. واليوم نحاول تنظيم العلاقات بيننا فيما، من الناحية الفعلية، القنوات التي يتسرب منها الوقود والدماء مفتوحة".

"ثلاثة عوامل اساسية تكون المواجهة: 1. المنظمات الارهابية الفلسطينية، بالاضافة الى ايران، التي تدعم المنظمات الارهابية؛ 2. نحن، الاسرائيليين. ضلوع عرب اسرائيليين عامة ومن القدس الشرقية خاصة هو امر مقلق؛ 3. قادة السلطة الفلسطينية وعرفات، بالاساس بسبب عدم محاربتهم الارهاب".

"الهدوء السائد في الاسابيع الاخيرة هو هدوء كاذب. لقد تم احباط عشرات العمليات خلال الاسابيع العشرة الماضية. يمكن القول بحزم: عمليات الانتحاريين تشكل تهديدا استراتيجيا بالنسبة لاسرائيل، ولذلك فانه مسموح استخدام كافة الاساليب وكافة الادوات في هذه الحرب. العامل الثاني هو الاسرائيليون: التعاون مع عرب اسرائيل يمنحهم قدرة على التنقل بحرية داخل اسرائيل. في السنوات الاخيرة خرج 120 شخصا من القدس الشرقية، بينهم 70% قتلة. بين عرب اسرائيل، السنة الاخيرة كانت السنة الوحيدة التي تم خلالها لمس انخفاض في ضلوعهم في نشاط المنظمات الارهابية. مقابل ذلك لوحظ ارتفاع التجند لصالح حزب الله. اسهامهم الاساسي يكمن في نقل الانتحاريين. رغم ذلك وبسبب ذلك، فان دمج عرب اسرائيل هو عامل مهم في المناعة القومية والامنية للدولة".

"العامل الثالث هو السلطة الفلسطينية، قيادتها وعرفات، وبالاساس هو عدم محاربة الارهاب. امتنع عرفات، طوال سنوات الانتفاضة، عن اصدار اوامر للاجهزة التابعة له بمحاربة الارهاب، رغم معرفته بانه الوحيد القادر على اصدار امر كهذا، والوحيد القادر على توحيد القوات خلفه. ان عرفات يواصل توجيه الاموال الى "فتح"، غير انه لا يوجه لهم اوامر بوقف الارهاب".

"تستخدم ايران المنظمات الارهابية من اجل ضرب اهداف اسرائيلية هنا وفي الخارج. القناة الاولى التي تعمل ايراان من خلالها هي المنظمات الارهابية الفلسطينية؛ القناة الثانية هي حزب الله، الذي لديه نشاط في انحاء العالم وفي اراضي السلطة الفلسطينية؛ القناة الثالثة ةالاخطر هي عرب اسرائيل. لقد وضعت ايران علامة على عرب اسرائيل انهم طابور خامس من ناحيتها".

"وكلمة واحدة عن الارهاب اليهودي: قتل في السنتين الاولتين للانتفاضة 9 فلسطينيين وكانت هناك نوايا بارتكاب عمليات اخرى ضدهم. ولم يوفر الارهابيون اليهود اي جهد او هدف، وبضمن ذلك سرقة اسلحة من جنود في الاحتياط. اكثر ما يثير القلق هو حلمهم: راية نضالهم هي ازالة المساجد في الحرم القدسي. هذا التهديد يزيل النوم من اعيننا. عمل كهذا يحول المواجهة بين اسرائيل والفلسطينيين الى مواجهة يهودية عربية شاملة"

الوزير ايهود اولمرت، نائب رئيس الحكومة:

"في المقابلة مع "يديعوت احرونوت" اردت ان اؤكد ثلاثة امور: 1. حصر الجدل الشعبي في الامكانيات الواقعية. وبرأيي ان الجدل الواقعي يجب ان يكون في اتجاهين: اتفاق او خطوة احادية الجانب. اذا اردنا التوجه الى ابرام اتفاق فانه سيكون بحسب مقاييس تفاهمات جنيف؛ وفي خطوة احادية الجانب سيكون لاسرائيل حرية بالحركة اكبر لتكوين الواقع الميداني؛ 2. اردت ان اساعد رفاقي السياسيين بالتحرر من المقولات التي اةافق عليها، لكنها اصبحت غير قائمة في الواقع. الارض الكاملة لم يعد تعبيرا واقعيا منذ سنوات طويلة؛ 3. التأكيد على عامل الزمن. اننا نعيش في ظل وهم يتعلق بعوامل اخرى: هل هناك امكانية ام لا للتوصل الى حل. ومن جهة ثانية يمكن القيام بخطوة احادية الجانب. لا وقت لدينا بالانتظار الى ما لا نهاية. اذا لم نتوصل الى حل يتوجب علينا القيام بامر ما لانه لا امكانية لدينا بالانتظار حتى تنشأ ظروف.

"الحل افضل، لا جدال في ذلك. خارطة الطريق هي بديل، وكونها كذلك فانها افضل من اي بديل اخر تقريبا، في حال انها واقعية. ان حكومة اسرائيل ملزمة باجراء بحث جدي عما قريب فيما اذا كان هذا البديل قابلة للتنفيذ في مدى زمني قصير. لهذا الغرض، اذا اقتضت الحاجة ازالة بؤر استيطانية غير قانونية فانه يتوجب ازالتها، لكي نتمكن من الفحص بشكل جدي ما اذا كان بالامكان تطبيق خارطة الطريق. يجب الفحص بجدية تحسين الظروف الانسانية التي يعيش في ظلها الفلسطينيون. انني اشارك وزير الامن الرأي بان اللقاء بين الجنود والسكان المدنيين هو صعب. فالجنود لا يعرفون كيفية التصرف مع المدنيين.

"بالمقابل يتوجب علينا الاستعداد لامكانية ان لا تنتهي هذه العملية باتفاق، وعندها لا خيار سوى بالمضي في خطوة احادية الجانب. ردود الفعل التي قيلت حيال هذه الفكرة جاءت غير متوازنة لانها عكست الالم الذي انتاب رفاقي في يمين الخارطة السياسية. وكما ترون، بعد ان زال الالم الاولي اصبح الانضمام الى هذه الفكرة سريع للغاية. المشكلة الاساسية الكامنة في خطوة احادية الجانب هي مع اصدقائنا وليس مع اعدائنا، ومع اصدقائنا سيكون هناك نقاش، مثل النقاش الجاري اليوم فيما يتعلق بمسار الجدار الفاصل. الامر الوحيد الذي سيقنع المعارضين هو: كلما ازدادت المعارضة الداخلية للخطوة الاحادية الجانب كلما ازدادت الموافقة الخارجية على هذه الخطوة. وكلما ارتفع الثمن الداخلي بسبب تنفيذ الخطوة كلما كانت موافقة المجتمع الدولي اكبر. عندما يدرك المجتمع الدولي ان خطوة كهذه تلزم اسرائيل باخلاء عشرات المستوطنات، فيها عشرات الاف المستوطنين، وعندما يرون الالم الداخلي، فانهم سيدركون مدى الصعوبة الكبيرة المنوطة بذلك واصرار الحكومة على تنفيذ الخطوة، وحدود قدرتها حيال خطوات تتعدى ذلك.

"ليس الامر مجديا ان نعذب انفسنا في خطوات تدريجية ولا المضي في خطوات صغيرة بل يتوجب اتخاذ قرار بحجم العمل الذي نريد تنفيذه والقيام بذلك. ان الوضع الحالي، الوضع القائم، هو الاسوأ، لانه يضعفنا ولا يضع أمل امامنا، ولا يمكن المجتمع الدولي من التعاطف مع أعمالنا وتفهمنا. الى ذلك يتوجب اضافة الساعة الرملية الديموغرافية التي اخذت تدق. لقد جئنا الى هنا لاقامة دولة يهودية ودمقراطية ولا مجال امامنا لاقامة دولة تفتقر الى المساواة والحقوق الكاملة. في هذا السياق انا اوافق على القرار الذي اتخذه بن غوريون في العام 1949".

شمعون بيرس، رئيس المعارضة البرلمانية:

"يتوجب الاسراع وايجاد حل للوضع لانه آخذ بالتدهور. لا اؤيد حل احادي الجانب رغم انني اعتقد انه يتوجب الانسحاب من قطاع غزة كون الجميع يعلم بانه عاجلا ام اجلا سننسحب من هناك. المستوطنون هناك يضاعفون انفسهم كل 12 سنة. هذا وضع تقليدي لاستمرار المواجهة التي تفتقر الى حل. ان السلام مبني على حدود متفق عليها من الجانبين. في لب القرار احادي الجانب ضم مناطق الى دولة اسرائيل. ولا يجري الحديث هنا عن انسحاب الى حدود آمنة ومتفق عليها. لقد فقدنا سنوات كثيرة تم خلالها رصد موارد غير ضرورية وخضنا معارك في محاولة للتوصل الى وضع لا يمكن ان يكون. والرأي الذي قد يتبلور لدى الجانب العربي هو عدم وجود رغبة بالتوصل الى تسوية اقليمية الامر الذي سيؤدي الى ترك المفاوضات لصالح الدولة ثنائية القومية. منذ اليوم، نصف السكان الى الغرب من نهر الاردن غير يهود. الهجرة اليهودية ليست حلا لكل شيء وخصوصا على ضوء الوضع الاقتصادي المتردي الذي يشجع على الهجرة من اسرائيل.

شاؤول موفاز، وزير الامن:

"اخصص حديثي حول الامن القومي لدولة اسرائيل في هذه الفترة. لكن الامن ليس امرا مجردا وهو ذو علاقة لا تنفصم بالقضايا الاجتماعية، الاقتصادية والسياسة الخارجية. يتوجب التأكيد بصورة خاصة على القضايا الاجتماعية فالامن لا يمكنه الاستناد الى مجتمع متفكك ويفتقد الى التكتل. الامن القومي: ضمان امن الدولة، الحفاظ على القانون والنظام العام، ضمان أملاك الامة ومصالحها، الحفاظ على حماية المواطنين. في اسرائيل، يتعرض ذلك الى تهديد متواصل ويتوجب وضع الامن القومي في رأس سلم الاولويات، ولا يمكننا التساهل حيال ذلك. بكلمات اخرى: الحياة اهم من جودة الحياة.

"اننا ملتزمون بخارطة الطريق وبرؤيا الرئيس بوش. ادعو ابو العلاء الى محاربة الارهاب والعودة الى طاولة المفاوضات، وسوف يجدنا مستعدين للبحث معه والتوصل الى قرارات شجاعة ولاتفاق في محادقات بين طرفين متساويين. في الوقت ذاته، اتوجه الى مواطني اسرائيل، وبشكل خاص الى المستوطنين، لاقول لهم ان اي حل وخطوة شجاعة يجب ان تستند الى المركبات التالية: يجب ان تكون متناسقة مع المصالح القومية لدولة اسرائيل. ثمة مناطق (التواجد) فيها هام بشكل خاص للامن ولمستقبل اسرائيل كبيت قومي للشعب اليهودي، وثمة اماكن (التواجد فيها) اقل اهمية. اعتقد ان الزمن يعمل في صالح من يعرف استغلاله. اننا نقف امام فترة صعبة ومصيرية، مناعة اسرائيل موضوعة الان امام اختبار.

"ان المناعة القومية لدولة اسرائيل تتشكل من ثلاثة عوامل مركزية: امن، اقتصاد، المجتمع. وبينها ارتباط لا يمكن فكه. الجانب الاجتماعي هو الاهم من دون المس بأهمية العاملين الاخرين... لا مكان في المجتمع الاسرائيلي لرفض الخدمة العسكرية، التباكي وتضعيف الذات. هذه سوف تتبخر في نهاية المطاف وهي ظواهر خطيرة. علينا تعزيز جيش الشعب. علينا توسيع نطاق الخدمة القومية بالنسبة لهؤلاء الذين لا يمكنهم اداء الخدمة في الخدمة في الجيش الاسرائيلي لاسبابهم الخاصة. لقد بادرت الى اقامة لجنة تعنى بذلك وبدأت تزاول مهامها.

"اعتقد ان حكومة ابو العلاء لا تبشر بالخير. لا يمكنني ان اكون طرفا في وقف اطلاق النار- اننا نطلب وقف الارهاب. ووفق الانطباع الذي لدي فان ابو العلاء لا ينوي محاربة الارهاب وتنفيذ المرحلة الاولى من خارطة الطريق. يقوم الفلسطينيون بجهد كبير من اجل منع بناء الجدار الفاصل الذي يشكل مدماكا اضافيا لامن اسرائيل. حتى الان منعنا بواسطته، قبل الانتهاء من بنائه، عشرات العمليات والضحايا. على ابو العلاء التحرر من عرفات الذي يسيطر على اجهزة الامن الفلسطينية، وعليه المطالبة بان تكون السيطرة بيديه. التساهل مع الارهاب لن يؤدي الى عملية سياسية.

"الجبهة الشمالية: سورية هي دولة داعمة للارهاب. لقد سمحت في اثناء الحرب في العراق بنقل اسلحة ضد الولايات المتحدة والتحالف. بعده استمرت في نقل وسائل ارهابية، قوات حزب الله والقاعدة عن طريق الحدود السورية، من اجل المس بالقوات الامريكية. السوريون وحزب الله ملجومون الان بسبب السياسة التي اتبعناها في الاشهر الاخيرة، في الرد على اطلاق قذائف ضد الطائرات. ردا على عملية مكسيم (في حيفا) قصفنا قاعدة تدريبات ارهابية في سورية. اعتقد ان الرسالة تم فهمها.

"ميزانية الامن: لا يمكن الحديث عن الامن من دون الحديث عن ميزانية الامن. اعتقد ان حجم ميزانية الامن لا يتناسب واحتياجات الامن للدولة.

"منذ حزيران 1967 يجري جدلا داخليا في المجتمع الاسرائيلي. الحسم ملقى على عاتق جيلنا. لا يمكننا ارجاء الحسم اكثر والتهرب منه لوقت طويل. لا يمكننا ان نورت ذلك الى الاجيال القادمة، فقد القى التاريخ ذلك على اكتافنا. انني واثق من ان كل حسم تاريخي سيتم اقراره سيستند الى تعزيز المشروع الصهيوني وضمان استمراره لاجيال".

موشيه يعلون، قائد اركان الجيش:

"سأعرض مفهوم الوضع الاستراتيجي كما اراه. لا شك ان اسرائيل تتمتع بسمعة مفادها انها دولة عظمى في المنطقة، لنها ما زالت تعتبر نبتة غريبة في المنطقة، وحقها بالوجود كدولة يهودية لم يتم الاعتراف به بعد. ويستند اعتبار اسرائيل دولة عظمى في المنطقة الى مجالين: تجارب الماضي والهزيمة التي لحقت بالدول العربية، والتفاهم بان الجيش الاسرائيلي عصري ومتطور خصوصا ازاء الجيش السوري. والمجال الثاني هو انه منذ قيام دولة اسرائيل لم تجرؤ اية جهة معادية على استخدام وسائل غير تقليدية ضدها. قدرة الردع في هذا المجال نابعة من القدرات التي ينسبونها لاسرائيل. هذه الصفة قد تصبح مهددة اذا ما حازت دولة اخرى في المنطقة على قدرات نووية. هناك دولتان كهذه هما ايران وليبيا.

"برأيي، ان عرفات وقيادته غير شركاء لفكرة الدولتين. فقد بدأوا بالانتفاضة، وهم يفضلون الحفاظ على استمرار الصراع لانهم يفترضون ان الارهاب والدمغرافية سيؤديان الى غياب اسرائيل كدولة يهودية. لهذه الرؤية لا يوجد اجماع اسرائيلي، وهذه الحقيقة تجعل مواجهة الارهاب امرا صعبا، من ناحية شرعية استخدام القوة ووضع حد للصراع.

"الخلاصة هي ان اسرائيل في وضع استراتيجي مريح نسبيا. الخط الذي يوافق على وجودها كدولة يهودية (في العالم العربي) يتعزز. الهدوء قبالة مصر ودول اخرى في افريقية يعزز ذلك. في هذه المرحلة لم يتم التعرف على انعطاف باد للنظر في سياسة الولايات المتحدة. سوية مع ذلك فانني لا زلت ارى تهديدا لوجود اسرائيل، اذا كان ذلك من خلال وجود اسلحة غير تقليدية او من خلال الدمج بين الدمغرافية والارهاب".

بنيامين نتنياهو، وزير المالية:

"لدينا مشكلة دموغرافية، لكن مصدرها ليس عرب فلسطين بل عرب اسرائيل. فقد تحررنا من جميع السكان الفلسطينيين، او من جميعهم تقريبا. لا ارى ان ثمة خطوط عريضة لاي حل مستقبلي، يمكن من خلالها لاي عاقل في اسرائيل ان يتطلع الى السيطرة على الفلسطينيين كمواطني اسرائيل او رعايا مستعبدين. في جميع الاوضاع، هم سيحكمون ويديرون شؤون انفسهم. اذا كانت هناك مشكلة دموغرافية، وهي موجودة، فانها في عرب اسرائيل الذين سيبقون مواطنين في اسرائيل. لقد اقرت وثيقة الاستقلال ان غاية وجودنا هو دولة يهودية ودمقراطية. ولكي لا تلغي الدمقراطية الطابع اليهودي، لزام علينا ضمان وجود اغلبية يهودية. واذا اندمجت الاقلية العربية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية بشكل حسن ووصلت نسبتهم الى 35%-40%، الغيت بذلك الدولة اليهودية واصبحت ثنائية القومية. واذا بقيوا 20%، او حتى اقل، وتكون العلاقة صلبة وتميزت بالمشادات والعنف، فهذا سوف يمس بالنسيج الدمقراطي. لذلك نحن بحاجة الى سياسة توازن بين الامرين.

"اذا اردنا ان تكون هناك هجرة يهودية والحفاظ على استمراريتها، فاننا ملزمون باقتصادي مزدهر وحيوي. انني افقد صوابي عندما اسمع انه بسبب الضرائب المنخفضة في موسكو يتوجهون اليها. اذا اردنا هجرة يهودية فاننا بحاجة الى اقتصاد مزدهر وحيوي، واذا اردنا اندماج عرب اسرائيل هناك حاجة الى اقتصاد مزدهر وحيوي.

"يجب تحسين وضع جهاز التعليم، ليس لليهود فحسب، وانما بالاساس للعرب، للاولاد، للرجال وللنساء. هذه الامور تخدم الغاية المشتركة بلجم الخطر الدمغرافي الحقيقي الذي يهددنا، وخلق نسيج من العلاقات لنتمكن من العيش هنا. استكمال بناء الجدار الفاصل سيؤدي الى لجم التدفق الدمغرافي من جانب الفلسطينيين من المناطق الى اسرائيل.

"المناطق الاستراتيجية الاساسية الهامة: غور الاردن والمنحدرات الشرقية، صحراء يهودا، غير المأهولة بغالبيتها".

سيلفان شالوم، وزير الخارجية:

"الحديث السياسي في اسرائيل مريض بالربو. النفس الطويل لم يعد ميزة. كل اسبوع هناك خطة (سياسية) جديدة تعرض تنازلا اكبر. المواقف النهائية اصبحت مواقف البداية. لن نتنازل بسبب ذلك عن السلام. يجب التركيز على الخطة القائمة بموجب خارطة الطريق التي التزمت بها الحكومة. في لقاءات مع قياديين في الادارة الامريكية قلت انني اعارض كل خطوة احادية الجانب يشكل بمثابة جائزة للارهاب. افضلية الخارطة كونها تدمج بين السلام والامن... علاقاتنا مع الولايات المتحدة هي ذخر استراتيجي يحظر المس به، بالاساس بسبب المساعدة الاقتصادية التي نحظى بها والتي تحافظ على استقرارنا الاقتصادي. هناك اهمية للعلاقات مع اوروبا ايضا. المعادلة التي بموجبها يمكننا العيش بدونها خاطئة وانا اعمل على تحسين علاقاتنا معها. بدءا من الاول من ايار ستصبح قوة عظمى من دون حدود مع اقتصاد ينتج اكثر من 10 ترليون سنويا. يتوجب الحفاظ على علاقات التعاون مع اوروبا وطلبت منهم اتخاذ مواقف متوازنة اكثر حيال الصراع.

"وقف اطلاق النار (مع الفلسطينيين) الان ليس هدفا بل خطوة نحو تفكيك البنية التحتية للارهاب ولا مجال لاختصار الطريق. كلما هم خففوا عنا نحن بدورنا نخفف عنهم. الى جانب ذلك هناك حاجة الى بناء قواعد سلام مع العالم العربي كله. لاسرائيل لا توجد خلافات بخصوص الحدود مع العديد من الدول العربية.

"في حال فشل المفاوضات مع الفلسطينيين يتوجب التحول الى المسار السوري واستنفاذه حتى النهاية. تصريحات الاسد في نيويورك تايمز: كل تصريح ايجابي في مجال السلام هو امر مبارك حتى لو تم اطلاقه علاى خلفية غير صحيحة. على سوريا القدوم الى مفاوضات دون شروط مسبقة ومن دون دعم الارهاب".

يوسف لبيد، وزير العدل:

"فيما يتعلق بالعامل الدمغرافي، ولا اتحدث عن عرب اسرائيل وانما عن الفلسطينيين، فانهم سزف يشكلون خلال العشرين سنة القادمة اغلبية السكان بين النهر والبحر. اليوم اصبح هناك جهات فلسطينية تقترح الاستسلام للاحتلال، وقف الارهاب والسيطرة على اسرائيل بعد 20 سنة بفضل الدمغرافية.

"مكانة اسرائيل آخذة بالتهور يوما بعد يوم في الحلبة السياسية الدولية. اولا الرأي العام الاوروبي. اننا نختار الطريق الاسهل التي من خلالها تنسب الى كل موقف معاد لاسرائيل اللاسامية التقليدية. والحقيقة هي ان لا علاقة للاسامية في هذه الحالة. غالبية الافكار اللاسامية في اوروبا مصدرها بالتحريض الاسلامي في عدة دول، لكن المعاداة لاسرائيل مصدره صور امهات فلسطينيات يحملن اطفالهن على اذرعهن بين الحواجز. اننا نرى هنا جزء بسيط وغير قاس مما يرونه في العالم كل مساء تقريبا. اليسار في اوروبا يرى باسرائيل خطأ تاريخي، أثر من الاستعمار والابرتهايد، وهذه الافكار اصبحت تنتشر في الجامعات الاوروبية والامريكية ايضا، الى درجة مقاطعة المؤسسات الاكاديمية الاسرائيلية.

"ثمة حقيقة لا جدوى من التنكر لها، وهي ان دعم البيت الابيض، وليس الكونغرس فحسب، هو بفضل الصوت اليهودي. لكن هذا الدعم غير مضمون الى الابد. كلما ازداد تأثير اليهود كلما ضعف تأثير اسرائيل على الشبان اليهود في امريكا. ان الجيل الذي فقد عائلة في المحرقة وانفعل من قيام آخذ بالاختفاء. الاجيال الشابة لا تشعر بالالتزام تجاه اسرائيل كما فعل اباؤهم. انهم يرون اسرائيل المحتلة وغير العقلانية، مع مؤسسة حاكمة عالقة بايدي المتدينين. انهم مكشوفون لدعاية معادية لاسرائيل في الجامعات. ان هذا الجيل لن يستلقي على الجدار من اجل الدفاع عن مواقف اسرائيلية تبدو انها غير منطقية.

"الخطر في ان نشكل هدفا اوليا للارهاب، الذي قد يستخدم في احد الايام سلاحا غير تقليدي، سوف يتضاءل اذا خفت المواجهة بيننا وبين الفلسطينيين. صحيح اننا نبدي صرامة غير عادية في مواجهة الارهاب، مع 900 ضحية ومئات الجرحى، لكن الفلسطينيين يعانون ايضا.

"المستوطنون، والمتطرفون بينهم، لكن عرفات ايضا- مذنبون في الوضع الحاصل. زعماء المستوطنات هم الذين يقودون اسرائيل، وجابهم على الخطر الدمغرافي هو مجيء مليون قادم جديد. لكن احد لا يعلم من اين يأتون. انهم يحلمون بترحيل الفلسطينيين- هذا حل بربري وغير ممكن. انهم يضعون املهم بالله. في كل ما يتعلق بوجود دولة اسرائيل انا لا انصح بالاعتماد على الله فقط.

"الصراع سينتهي عندما يفهم كل طرف انه من الافضل لكلا الطرفين الاستسلام للواقع على ان يواصل النضال غير المجد والذي يؤدي فقط الى القتل والدمار. اخشى اننا لم نصل بعد الى هذه النقطة واجب هذه الحكومة وكل حكومات اسرائيل دفع عملية انهاء الصراع. لكي نقرب اللحظة التي نعترف فيها نحن والفلسطينيون بان هذا كل ما يمكننا تحقيقه. فقط عندما يتحول هذا الشعور الى شعور عام لدى الطرفين، يصبح بالامكان اقامة مراسيم احتفالية تضع حدا للمواجهة التاريخية".