بعد أربعة أعوام على غيابه: الاستيطان محور الانتقادات ضد شارون

بعد أربع سنوات من إصابة رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، أرييل شارون، بجلطة دماغية أدخلته في غيبوبة ما زال يغط فيها، يرفض اليسار واليمين في إسرائيل الصفح عنه بسبب "الأضرار" التي ألحقها بإسرائيل، فيما يعبر مؤيدوه عن اشتياقهم له بعد أن فقدوا الأمل بعودته.

وتتمحور انتقادات اليمين واليسار لشارون حول الاستيطان. وقال الوزير السابق والشخصية اليسارية البارزة، يوسي سريد، إنه لن يصفح لشارون على قيادته المشروع الاستيطاني منذ سبعينيات القرن الماضي، فيما شددت إحدى قائدات المستوطنين، دانييلا فايس، على أنه رغم دوره الكبير في إطلاق المشروع الاستيطاني إلا أنها لن تصفح عنه بسبب خطة فك الارتباط وإخلاء مستوطنات قطاع غزة في صيف العام 2005.

وتحل اليوم الاثنين الذكرى السنوية الرابعة لغياب شارون. ففي مساء 4 كانون الثاني من العام 2006 أصيب شارون بجلطة دماغية ونقل إلى المستشفى. وبعد مرور ساعات تبين أنه غرق في غيبوبة لن يعود منها إلى وعيه بسرعة.

وقال سريد لموقع يديعوت أحرونوت الالكتروني إن "كونه (أي شارون) يرقد في غيبوبة لا يجعلني أغير رأيي فيه، وأنا لا أنجح في قول شيء جيد عنه". وأضاف أن "شارون هو، ربما، أبو آباء الأخطاء في السياسة الإسرائيلية بالمفهوم الشخصي وبالمفهوم العام على حد سواء. وربما حاول في آخر أيامه التكفير عن ذلك، لأسباب يعرفها هو، لكن ذنوبه كانت أثقل مما يمكن احتماله".

وأوضح سريد أن "ثمة شكا فيما إذا كان بإمكان شخص ما أن يغفر له ذنب الاستيطان، وهو الكارثة الأكبر التي أنزلها على المشروع الصهيوني ويشكل خطرا على وجوده، أو أن يغفر له على حرب لبنان الأولى... فقد كان هناك عاملا فاسدا في سلوكه".

رغم ذلك حاول سريد امتداح شارون بقوله إنه مقارنة مع أهم قائدين إسرائيليين في الوقت الراهن، وهما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع ايهود باراك، فإن "شارون كان يعرف كيف يحظى بمحبة الناس... وربما هناك من يشتاق إليه. لكن هذه البلاد في حالة اشتياق دائم لأنهم يرون الجدد ويشتاقون إلى القدماء. وعلى كل حال أنا لست مشتاقا".

من جهة أخرى اعتبرت فايس، التي كانت بين قادة حركة "غوش إيمونيم" الاستيطانية التي دعمها شارون، أن "هذا الشخص (أي شارون) كان السبب في حدوث كارثة لن تمحى حتى بعد ألف عام". وأضافت "لست قادرة على تذكر الأمر الجيد بسبب الأمر السيئ الذي فعله. ولولا أنه سقط لاستمر في فك الارتباط" في إشارة إلى إخلاء مستوطنات في الضفة. واعتبرت أن إصابة شارون بجلطة ودخوله في غيبوبة كان "إشارة من السماء".

وقالت فايس أن التغيير الذي طرأ على أفكار شارون من تحوله إلى أكبر شخصية سياسية داعمة للمشروع الاستيطاني إلى مبادرته لإخلاء مستوطنات قطاع غزة وأربع مستوطنات في الضفة الغربية نابع من سعيه للوصول إلى كرسي رئاسة الحكومة وأنه "من أجل تحقيق ذلك ابتعد عن المستوطنين واقترب من يوسي سريد".

من جهة أخرى قال الوزير السابق،، حاييم رامون الذي انضم إلى حزب كديما بعد أن أسسه شارون مباشرة، إن شارون حقق أمورا هامة جدا بالنسبة لإسرائيل "فقد قضى على الانتفاضة الثانية ونفذ فك الارتباط رغم المصاعب ورغم أنه اضطر إلى الوقوف في وجه سيرته الذاتية". ورأى رامون أن الأمر الثالث الذي حققه شارون هو "الانفجار السياسي الكبير" المتمثل في شق حزب الليكود وانسحابه منه وتأسيس حزب كديما.

وتوقع أنه لو كان شارون في منصبه اليوم لاستمر في الانسحابات الأحادية الجانب من الأراضي الفلسطينية وأخلى المستوطنات الواقعة شرق الجدار العازل. وقال رامون "لكنا موجودين اليوم في عملية انطواء داخل الكتل الاستيطانية من أجل الحفاظ على دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية". وشدد رامون الذي انشق عن حزب العمل على أن "حزب كديما هو البديل الوحيد لحزب الليكود وتأسيسه كان أكبر إنجاز حققه شارون".